Al-Watan (Qatar)

الثقافة المؤسسية وجودة التعليم

- محمود إبراهيم سعد

تهتم الأنظمة التعليمية المتقدمة اهتماما كبيرا وتعمل بصورة مستدامة على تعزيز ثقافات وممارسات ضمان جودة وتطوير التعليم لديها، وتعمل بصورة جادة ومستدامة على تحقيق أعلى مستوى ممكن من مؤشرات جودة الأداء العالمية والمختصة بالنظام التعليمي في مجالي القدرة المؤسسية والفاعلية التعليمية، وتعمل جاهدة في سبيل تحقيق ذلك على الاهتمام بكافة الجوانب والأمور التي من شأنها أن تعزز العملية التعليمية وتجودها بصورة مستمرة سواء على مستوى البنى التحتية للمؤسسات التعليمية أو الفاعلية التعليمية بداخلها، فقد أدركت الدول المتقدمة أن ضمان جودة التعليم هو خيار إستراتيجي، حال رغبتها في التنافسية العالمية وتحقيق الريادة والصدارة في هذا العصر الذي يتسم بالانفجار المعرفي المتسارع وتغير المعارف وتطور العلوم بصورة متسارعة للغاية. ودون أدنى شك لا مجال للتطوير وإحداث أعلى مستوى ممكن من جودة التعليم ما لم يكن هناك ثقافة مؤسسية داعمة وراسخة وداعمة للتميز والابتكار، وقد يأتي سائل يسأل عن المقصود بالثقافة المؤسسية ومدى أهميتها

للمؤسسات التعليمية وكيفية ترسيخها وتطبيقها على أرض الواقع، وها نحن هاهنا نجيبه: إن الثقافة المؤسسية هي مجموعة من المفاهيم والقيم والمبادئ والضوابط التي تنبع حتما من الميدان والسياق التعليمي والتربوي والمجتمعي، وهي ثقافة تصاغ بطريقة تتناسب مع طبيعة وبيئة العمل داخل المؤسسات حتى يمكن فهمها والتعامل معها، وتتميز الثقافة المؤسسية الناجحة بإيمان القادة والعاملين بالمؤسسة التعليمية بها ؛ كي يكونوا قادرين على فهمها والعمل بها وتطبيقها وصولا للأهداف المنشودة من ورائها، ويمكننا القول: إن الثقافة المؤسسية تعد بمثابة الإطار العام الذي يحكم ويضبط بيئة العمل بجميع مساراته وأنواعه وتشعباته داخل المؤسسات التعليمية المختلفة. والسؤال الآن: كيف

يمكننا

بناء ثقافة مؤسسية لتطبيق؟ لبناء ثقافة مؤسسية ناجحة يجب على أي مؤسسة صياغة رؤيتها الإستراتيج­ية بالإضافة إلى الرسالة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها بحيث تكون قابلة للتطبيق والتحقق، كما يجب أن تكون تلك الثقافة المؤسسية مناسبة لطبيعة المجتمع الذي تعمل فيه تلك المؤسسات التعليمية. ويشترط لنجاح أية ثقافة مؤسسية إيمان العاملين بها وبكافة القيم والمفاهيم والمبادئ التي تحويها، والالتزام دائما باحترامها وتطبيقها. وحتى تتمكن المؤسسات من جعل منتسبيها يحترمون ثقافتها ويسيرون عليها، فيجب أن تنسجم تلك الثقافة مع ثقافة المجتمع وتقاليده، حتى لا يتسبب ذلك في حدوث تصادم بين ثقافة المؤسسة وعادات المجتمع وسلوك الأفراد، الأمر الذي قد يعطل سير المؤسسة ويبعدها عن تحقيق أهدافها المنشودة.

وفي الختام يمكننا القول: إن الثقافة المؤسسية تمثل الهوية الخاصة بأي مؤسسة، وتعد بمثابة الرابط الذي يربط بين منتسبي المؤسسة بعضهم بعضا من أجل تحقيق أهدافها المنشودة.

ناجحة

وقابلة

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar