ادعــاءات.. وفبركـــــات

حمالت تحريض وزيف ممنهجة ضد قطر بنوايا خبيثة سيعلم المشككون أن المونديال سيكون األفضل في تاريخ البطولة ردنا على الحمالت الظالمة باألفعال ال باألقوال كأس العالم فاتحة خير على آالف األسر

في البداية استقبلنا األمر بحسن نية ونقاء طوية، إلى أن بدأت الحقائق تتكشف أمامنا شيئا فشيئا، والنوايا الخبيثة تتضح رويدا رويدا، إذن هي حمالت تحريض وزيف ممنهجة ضد قطر، كونها أول دولة عربية وأول دولة في الشرق األوسط تظفر بتنظيم بطولة كأس العالم ليس إال . على مدى السنوات الماضية عقب الفوز باستضافة البطولة، ونحن نتصدى إلطالق وابل من شائعات وادعاءات ال أساس لها من الصحة، وافتراءات مختلقة في المقام األول، وسقطات هوت فيها صحف كنا نحسبها نزيهة، تتحرى الصدق في الخبر والدقة في التحليل، ولكن خاب فيها ظننا وفقدت ثقة قرائها، مثل الغارديان وغيرها من بعض الصحف األوروبية التي نشرت أرقاما وهمية عن وفيات وقعت بين العمال خاصة النيباليين، األمر الذي نفته نيبال نفيا قاطعا، فأقل ما يقال عن هذه الحمالت أنها « فبركات رخيصة » تعود على كل من أطلقوها بكل نقيصة، أما نحن فقد انصرفنا وشأننا نبني وننجز

ليكون ردنا على هذه االفتراءات باألفعال ال باألقوال، فخضنا ملحمة ممتعة وشيقة أصبحت مثار إعجاب الجميع، أنشأنا خاللها مالعب متميزة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة النظيفة، ال تضاهيها في الجودة أرقى المالعب في الدول األوروبية، وبنية تحتية رائعة ومتينة، بها كل مقومات التنمية المستدامة تتضمن نظاما للنقل السريع به أحدث القطارات الفخمة، وشبكة طرق سريعة تسير عليها أحدث الباصات يشعر ركابها أنها تسير على حرير، ومطارات تستقبل أحدث وأكبر الطائرات، صنفت من قبل منظمات محايدة بأنها األفضل عالميا، وسلسلة فنادق جديدة وأبراج سكنية شاهقة عبارة عن طرز معمارية حديثة، وجسور تربط بين المدن واألحياء، كل هذا وغيره ضمن االستعدادات الستضافة أكبر بطولة كروية رياضية. وحديثا انزلقت سعادة نانسي فيزر وزيرة الداخلية األلمانية نفس المنزلق، وحادت عن جادة الصواب، فاستبقت زيارتها للدوحة بتصريحات مستفزة ومستهجنة، بعيدة كل البعد عن الواقع

والحقائق، نطقت عبارة فجة يِعف قلمي عن كتابتها، وكأني بها تطالب بأن تكون استضافة بطوالت كأس العالم أو كرة القدم عموما حكرا على الغرب وحدهم. تصريحات من شأنها أن تعكر صفو العالقات بين البلدين الصديقين، كنا نتمنى أن يكون لديها من الفطنة والكياسة ما يجعلها تنتظر حتى تصل إلى الدوحة وترى الحقيقة بأم عينيها، ولكن ماذا نقول فيمن غابت عنهم الحكمة والحصافة، ويكفينا في الرد عليها ما قاله مواطنها سعادة زيغمار جابرييل عضو البرلمان األلماني ونائب المستشارة األلمانية ميركل ووزير الخارجية األسبق

إذ قال : « تشيد األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية كل يوم باإلصالحات التي حققتها قطر، نحن فقط األلمان من ننتقدها كل يوم، إنها الغطرسة األلمانية تجاه قطر، إننا فعال ننسى كثيرا، أسأنا في السابق معاملة وإيواء العمال المهاجرين عندنا في ألمانيا، واستغرق األمر طويال حتى أصبحنا دولة ليبرالية .» على العموم كان األولى بها أن تتحدث عن االستدامة المهددة في ألمانيا بسبب نقص إمدادات الغاز الروسي واتجاه بعض المصانع إلغالق أبوابها . لم يجد الحاقدون الحانقون أصحاب الحمالت المضللة ستارا أو غطاء لنواياهم السيئة غير االدعاء زورا وبهتانا بانتهاك حقوق العمال الذين عملوا في المنشآت الرياضية، والحقيقة أنه عندما يكون الحديث عن حقوق العمال فإن مكانهم آخر الطابور، فما أكثر ما انتهكوها وما أكثر ما جاروا عليها، فلم يقدموا في تاريخهم شيئا ولو يسيرا من حقوق العمال مقارنة بما قدمته قطر بشهادة المنصفين من بينهم، فباإلضافة إلى المساكن المطورة والمجهزة بالخدمات والتحسينات الحيوية لهؤالء العمال فقد تقاضوا أجورا مجزية وحوافز مرضية، وتم توفير الطعام الجاهز لهم مجانًا، وكذلك خدمات غسيل المالبس، والمرافق الطبية الموجودة في المواقع، واالتصال بشبكة اإلنترنت في السكن، وغيرها من معايير الحياة اآلدمية، ولم يقف األمر عند هذا الحد بل صدرت ترسانة قوانين ولوائح، وتشكلت لجان رقابية لمتابعة حقوق العمال وفض أية منازعات عمالية، فوجدت أن الحقوق تفوق معايير الجودة والعدل المتعارف عليها والمعتمدة دوليا، حتى أن دولهم والعمال أنفسهم أبدوا امتنانا لقطر لتوفيرها فرص عمل لهؤالء العمال الذين أطل عليهم شبح البطالة بوجهه المخيف، لقد كان فوز قطر باستضافة البطولة فاتحة خير بحق على آالف األسر وماليين األفراد حول العالم . ستقام البطولة وسيتأكد القاصي والداني أنها النسخة األفضل في تاريخها، وسيعلم المشككون أي منقلب ينقلبون، وإن غدا لناظره لقريب.

بقلم: د. بثينة حسن األنصاري خبيرة تطوير التخطيط االستراتيجي والموارد البشرية فبركاتهم الرخيصة تعود عليهم بكل نقيصة من يتشدقون بحقوق العمال مكانهم آخر الطابور