Al-Watan (Qatar)

الجزائر والقمة العربية.. تطلعات وآمال

- د. أحمد بن سالم باتميرا كاتب عماني

ستكون أنظار كل العرب صوب الجمهورية الجزائرية الديمقراطي­ة الشعبية، بلد المليون شهيد، بلد الحضارات، التي تستضيف اليوم الثالثاء القمة العربية في دورتها العادية الحادية والثالثين، وهي القمة التي نأمل أن تكون مختلفة في قراراتها لتحقيق تطلعات الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط. وكلنا يعلم جيدا أن هناك ملفات عديدة مطروحة على جدول أعمال القمة التي تنعقد وسط ظروف صعبة شهدتها السنوات الثالث الماضية، منها أزمة كورونا وتبعاتها وحرب أوكرانيا وأسعار الغذاء وأزمة النفط والغاز واألزمة المالية وغيرها، ملفات تحتاج لتوافق وقرارات صائبة وقراءة واقعية لألحداث العالمية وما يمكننا تجاوزه بكل صراحة من أجل شعوبنا العربية ووحدة الصف العربي. قمة تتطلب من القادة العرب ومن يمثلهم، التمسك بالحقوق الفلسطينية، ولم الشمل العربي وطي صفحة الماضي والخالفات والنظر للمستقبل بعين واحدة للمستقبل، ودعم المبادرة الجزائرية لتعزيز الوحدة الفلسطينية، فالمصارحة هي أساس المصالحة والتفاوض هو أساس النجاح، لذا نأمل أن تكون قمة الجزائر قمة الصلح ولم الشمل العربي. واليوم ليس هناك عذر، فالوحدة العربية التي تجمعنا لغويا

ودينيا وعادات وتقاليد تجعلنا نخطو خطوة لألمام في الجوانب االقتصادية واألمنية واالستثمار­ية واستغالل كل مقوماتنا االستراتجي­ة في بناء أمن غذائي وتوفيره، وفي جلب األيدي العاملة الناجحة واالبتكارا­ت واستقطاب الكفاءات العربية ودعمها، وخلق أجواء من الثقة المتبادلة وفتح صفحة بيضاء للمصالحة المغربية الجزائرية، وأن يكون البيان الختامي مغايرا للقمم السابقة ومتضمنا فقرات وتوافقا واتفاقا حول حل األزمات العالقة.

نؤمن بقدرة القادة العرب على إدارة القمة بواقعية حتى نتمكن من تجاوز الخالفات واالنشقاقا­ت، والتوصل لقواسم مشتركة لحلها، في إطار المنظومة العربية، بما يحفظ ويصون هوية األمة ووحدة مصيرها من الخليج للمحيط. فالعيون متجهة نحو الجزائر لتشخيص الوضع العربي بشكل عام وعسى أن تكون هذه القمة صاحبة السبق في بدء ترميم البيت العربي، وتفعيل التكامل االقتصادي واألمني، التي بقيت من دون تنفيذ خالل السنوات الماضية، خصوصا أنه ال خيار أمام البلدان العربية، إذا شاءت اللحاق بركب التقدم، سوى إعادة ترتيب البيت داخليا وتقويته خارجيا سياسيا واقتصاديا! كلنا إخوة، وفي مختلف الجوانب لغة ودينا ووشائج قربى ونسبا، وشعوبنا العربية تعرف بأننا نمر بمرحلة خطيرة تتطلب معالجة األزمات المختلفة دون هوادة، فهل تشهد قمة الجزائر بداية العهد الجديد من التعاون والتسامح والتصالح وتسوية النزاعات وتنمية االقتصاد العربي المشترك ؟ هذا ما نأمله، وهل تكون هذه القمة فعال قمة لم الشمل؟.. هذا ما نرجوه، والله من وراء القصد.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar