فرص النجاح أكثر

من الصعب، في عراق اليوم، االتفاق على معيار نستخدمه لمعرفة النجاح ِم ْن الفشل، ليس بسبب تعدد اآلراء والمفاهيم، وإنما لتعدد المصالح وعدم ذوبان هذه المصالح في المصلحة الوطنية العليا أو في مصلحة الدولة. مع ذلك، يمكن قياس النجاح من خالل ما يتح ّقق فع ًال للمواطن وللدولة؛ ينتظر المواطن تحسين المستوى المعيشي والخدمات، وتنتظر الدولة مكانة وهيبة وسيادة، وينتظر المجتمع قانونا وعدالة. أمام رئيس الوزراء ُفرص وليست فرصة: فهو أوال سيحكم في ظروف سياسية إيجابية بفضل االنسجام والتفاهم بين رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية، ستسود عالقة التعاون الوثيق بينهما وستتعزز هذه العالقة بوجود نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، الذي يحظى بعالقة متميزة مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. لن تكون أمام رئيس الوزراء مواقف نياب ّية ُم ّعطلة، لغياب التيار الصدري، وللتوافق النيابي الداعم له. جاء السوداني في ظرف انفتاح عربي واقليمي ودولي تجاه العراق، مقارنة بالظروف التي تعايشت معها حكومات العراق منذ عام 2004 ولغاية عام ،2014 حيث فترة االرهاب والتآمر، واالحتالل األميركي وتواجد القوات متعددة الجنسيات، وغياب تعاون عربي مع العراق. لن تسمح الظروف السياسية االقليمية والدولية بالتدخل الغليظ والضار في شؤون العراق، شريطة ان تتعفف االحزاب والكتل السياسية من التعامل مع القوى االقليمية والدولية لمنافع مادية أو سياسية على حساب مصلحة العراق الدولة. أشه َر محمد شياع السوداني عنوان ًا لمرحلته ومنهاجه الحكومي، حيث حكومة وبرنامج خدمات وانجازات ومحاربة للفساد. الخدمات واالنجازات تقتضيان دخول االستثمار األجنبي (األوروبي والصيني واألميركي واالقليمي) وبقوة، ودخوله يتطلب اصالحا قانونيا وإجراءات سريعة لتذليل العقبات وتعزيز ثقة وأمن المستثمر. نجاح السوداني يتوقف ايضا على حسن «إدارة وتوظيف الوقت»، لن يكون أمامه سوى

18 شهرا، وعلى مهنية وكفاءة مستشاريه.