Al-Watan (Qatar)

الغضب تمرد شيطاني على العقل

خالل خطبة الجمعة بجامع الشيوخ.. الداعية النعمة:

- $

أوضح فضيلة الداعية عبدالله محمد النعمة - خالل خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الشيوخ - أن المسلم يعيش على ظهر األرض في صراع مع أعداء كثر، صراع مع النفس والشهوة، وصراع مع الشيطان، وصراع مع أعداء اإلسالم، ولكن عداوة اإلنسان وصراعه مع الشيطان قديمة منذ خلق الله البشرية وإلى قيام الساعة، ولذلك من األهمية بمكان أن يبين صور كيد إبليس والتأمل في هذا المكر الشيطاني، والنظر في سبيل الخالص منه، وطريق النجاة، فالله قد هدى النجدين وأوضح الطريقين.

وقال الخطيب إن مداخل الشيطان تأتي من قبل صفات اإلنسان، فلئن كان الشيطان خرج من الجنة بالحسد، فإن آدم خرج منها بالحرص والطمع، وترتقي خطوات الشيطان التي يستدرج فيها ابن آدم حتى يتخذه معبودا من دون الله، كما حذر من ذلك سبحانه فقال: «ألم أعهد إليكم يا بني آدم أال تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين»، ويقع العبد في ذلك حين يسلم قياده لعدوه بالمعاصي والشهوات والشبهات، فيتبع كل شيطان مريد «كتب عليه أنه من تواله فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير»، وجاء في الحديث التحذير من الشيطان ومن تتبع خطواته ووسوسته، وبيان أنه يترصد البن آدم في كل طرق الخير، فعلى المسلم االحتياط لنفسه واالستعانة بالله تعالى، أخرج النسائي عن سبرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قعد البن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق اإلسالم فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك، فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة، وُيقّسم المال، فعصاه فجاهد» ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من فعل ذلك أي في

مجاهدة الشيطان وعدم تتبع خطواته فأسلم، وجاهد، وقتل أو غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة. وأضاف النعمة أن خطوات الشيطان ومسالكه كثيرة في تتبع البدع واألهواء والشبهات، فكم روج الزيغ على بعض العارفين، وكم سحر ببهرجته بعض المبتدعين، وكم أغوى بعض من ضعف بإيمانه من المسلمين حتى ألقاهم في تشعبات اآلراء ومسالك الضالل متنقال بهم من حال إلى حال ومن خطوة إلى خطوة وضالل، «وال تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما ال تعلمون»، فالعجلة في األمر دون علم ومعرفة من خطوات الشيطان،

صح في الحديث «التأني من الله والعجلة من الشيطان» وتأتي خطوات من بعد ذلك في أهواء النفوس، فالبخل وخوف الفقر سالح شيطاني وسوء ظن بالله «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضال والله واسع عليم». وذكر الشيخ أن خطوات الشيطان الغضب فهو تمرد شيطاني على عقل العاقل، وحالة من الخروج عن جادة ذوي الرجاحة، روي عن بعض األنبياء أنه قال إلبليس: بم غلبت ابن آدم؟ قال: عند الغضب وعند الهوى، أما األماني وحصائد الغرور فذلكم هو السالح الشيطاني المضاد «يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إال غرورا» يعدهم هذا الغرار بحسب طبائعهم ويجرهم إلى حبائله بحسب ميولهم ومشتهياتهم. وأردف: لقد أخذ هذا اللعين الميثاق على نفسه ليقعد البن آدم كل طريق «ألقعدن لهم صراطك المستقيم ثم آلتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وال تجد أكثرهم شاكرين» لئن كان هدد بذلك وتوعد، فإن كيده ضعيف ومكره يبور، إذا تسلح المسلم بسالح اإليمان والعقيدة النقية وحسن عبادته لله، وتوكله عليه «إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون»، وعلى الرغم من وضوح ذلك، فقد يزل المؤمن أو يخطئ وقد يصيبه نزغ من الشيطان أو يمسه طائف من وسوسته، لكنه سرعان ما يلوذ بربه ويلجأ إلى ذكره، ويتوب إليه من قريب فيخنس شيطانه «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون» صلتهم بالله الوثيقة تعصمهم من أن ينساقوا مع عدو الله وعدوهم يتخلص المؤمن بذكر الله ويلجأ إلى ربه، صح عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: «الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس» وقال تعالى: «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير».

المسلم يعيش على ظهر األرض في صراع مع أعداء كثر

مداخــــــ­ل إبليـــس تأتـــي من صفــــات اإلنســـــ­ان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar