Al-Watan (Qatar)

خواطر بعد قمة لم الشمل

- إبراهيم فليفل صحفي مصري

أصبح لدينا العديد من الخواطر بعد قمة لم الشمل في الجزائر والتي شهدها لفيف من القادة والزعماء العرب، وذلك بعد ثالثة أعوام من عدم امكانية عقد القمة العربية الدورية في عام 2019 بسبب وباء كورونا، وكان االنعقاد يومي 3-2 نوفمبر ،2020 وكالعادة يتطلع القادة العرب، وكذلك الشعوب العربية إلى نجاح كل قمة عربية ألن النجاح في القمة هو نجاح للشعوب العربية، ولقد تم االنعقاد في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية ال تخفى على أحد، وذلك بدءا من وباء كورونا ومرورا بحرب أوكرانيا وتأزم الموقف الدولي بشأن تداعيات الحرب التي طالت العالم كله وأسفرت عن أزمة طاقة وغذاء وارتفاع غير مسبوق في األسعار. وفى إطار عنوان لم الشمل عقدت القمة العربية من أجل صالح األمة العربية، وأثبت القادة أنهم على قدر المسؤولية والجلوس معا من أجل المصارحة والمصالحة وكله يهدف إلى لم الشمل العربي لمواجهة التحديات والمخاطر التي أصبحت ال تخفى على أحد، وبما أن عنوان القمة له العديد من الخواطر واألبعاد والمستويات على كافة األصعدة، وهو أيضا اعتراف ضمني بأن الشمل تفكك إلى حد ما، ويجب انهاؤه فو ًرا. كانت القمة دعوة الستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود من أجل الحفاظ على هويتنا وتحرير إرادتنا الوطنية والدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها. كان التوافق عندما تم التطرق لألزمة الليبية، وهي رسالة لكل دول العالم، بأن ليبيا تحتاج إلى حوار ليبي ليبي، دون تدخالت أجنبية لكي يتم حل أزمتها. إن الجميع أشقاء ولذا كان لم الشمل يجب أن يصير حقيقة بال عناء أو جفاء، مع ضمان قوة وحدة الصف العربىوتأس­يس عالقات جوار إقليمي مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع،. بكل تأكيد تعاطت القمة مع كثير من التحديات التي واجهت المنطقة العربية، والجميع يستطيعون تحقيق ما يصبو اليه الشعوب العربية حيث هناك قواسم مشتركة تلعب دورا كبيًرا في تقليل الفجوة بين الدول العربية. خاصة أننا أمة واحدة، قال تعالى: ( ُكنتم خير أمة أخرجت للناس). كان بيان ختام القمة يعكس روح سادت من أجل لم الشمل، وبعد القمة نتطلع إلى تحقيق كل ما تم االتفاق عليه واعالء الشأن العربى، وتدعيم تعزيز التضامن العربي والتعامل مع أزمات ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان في إطار النطاق العربي العربي. نتطلع إلى ُمستقبل أكثر استقرا ًرا وازدها ًرا وأمنا وأما ًنا اقتصاد ًيا وسياس ًيا واكتفا ًء ذات ًيا على كافة األصعدة مائ ًيا وزراع ًيا ودوائ ًيا وعسكر ًيا. نستطيع م ًعا بعد قمة لم الشمل أن نعبر أزمات الطاقة والغذاء والركود االقتصادي الذي يعاني منه العالم بأسره. إن الضرورة تستلزم تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك في كافة المجاالت، وال ننسى أن لدينا الكثير من المشتركات في التاريخ والدين والثقافة والسياسة، ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز الخالف وتنسيق الجهود العربية بما يتوائم ويتوافق مع تحقيق المصالح االستراتيج­ية المشتركة والمنفعة المتبادلة ببين كل الدول العربية، وهذا يحتاج إلى مزيد من الترتيبات والتعامل بإيجابية مع المخاطر التي تواجه المنطقة. وختاما وانطال ًقا من إيماننا بوحدة أهدافنا ومصيرنا، وتفعي ًال لتعاوننا وإمكاناتنا وأدواتنا فقد آن األوان بوجوب تسوية األزمات العربية، والتعاطي مع التحديات الدولية، وذلك بالتوازي مع جهودنا في التكامل على المسارات األخرى، خاصة أن تكتالت أخرى سبقتنا نحو التكامل، رغم أن من أطرافها من عانوا من تناحر حقيقي، بل وحروب فيما بينهم. فما بالنا نحن العرب، وقد خصنا الله بأننا خير أمة، وأدعو الله عز وجل أن يسدد خطانا وأن يوفقنا لما فيه خير أمتنا.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar