المونديال.. بين التكلفة والعائد

شهدت استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم جد ًال واسع ًا من ناحية تكاليف تنظيم البطولة. وقدرتها على تحقيق عوائد لقطر أو حتى قدرتها على رد التكاليف المرتبطة بتنظيم البطولة. وهذا ما يستدعي تبيان ًا وتفصي ًال لكل من التكاليف والعوائد. ما تكاليف استضافة البطولة؟ تعد استضافة بطولة كأس العالم حدث ًا رياضي ًا ذا أبعاد اقتصادية وثقافية. وهو يندرج ضمن خانة اقتصاد الرياضة. وتكاليف استضافته عادة ما تبلغ مليارات الدوالرات. وفيما يتعلق بقطر فقد تم الخلط بين التكاليف المرتبطة باستضافة البطولة وبين تكاليف تحقيق رؤية .2030 وهذا الخلط سببه تزامن الحدثين. فالتزامن أدى لتداخل التكاليف وصعوبة الفصل بينها. ما أبرز عوائد البطولة؟ تقسم إيرادات استضافة بطولة كأس العالم لعدة أقسام. األول إيرادات بيع التذاكر وحقوق النقل التليفزيوني. وهذه اإليرادات تخص الفيفا بشكل مباشر. أما إيرادات الدولة المستضيفة فهي تقسم بدورها إليرادات آنية تنتهي بنهاية البطولة. وأخرى مستمرة ترتبط بالمدى المتوسط والبعيد. العوائد اآلنية للدولة المستضيفة ترتبط بإنفاق السياح والزوار خالل فترة البطولة. والذين يقدر عددهم بأكثر من 1,5 مليون شخص. وتشير اإلحصائيات الدولية إلى أن متوسط إنفاق المشجعين األجانب يبلغ 5,000 دوالر للفرد الواحد. وعليه سيكون إنفاق المشجعين األجانب المتوقع حضورهم البطولة 7,5 مليار دوالر. اإليرادات متوسطة وبعيدة األجل ترتبط بعوائد السياحة بعد انتهاء البطولة. كون المونديال يعد ترويجا للسياحة في قطر. فالسياحة في قطر من المتوقع أن تشهد انتعاشا واضحا يستمر لسنوات طويلة. وهو ما يعزز من مساهمة دخل السياحة في الناتج المحلي اإلجمالي لدولة قطر. المصدر اآلخر لإليرادات طويلة األجل هو اإليرادات االستثمارية. وهي اإليرادات األهم ويبقى أثرها مدة طويلة. وتساهم في تحسين مختلف المؤشرات االقتصادية في الدولة. وهذه اإليرادات نتاج االستثمارات الداخلية والخارجية الناتجة عن تنظيم البطولة. بشكل عام فإن اإليرادات على األغلب ستغطي تكاليف التنظيم. وتحقق عوائد إضافية للدولة. ولكن مع األخذ في االعتبار التكاليف المرتبطة بالبطولة. وليس تلك المرتبطة برؤية قطر الوطنية .2030 فتنظيم البطولة من شأنه دعم استراتيجية الدولة في تقليل االعتماد على عوائد النفط والغاز في تمويل الموازنة العامة.