Al-Watan (Qatar)

فخر العرب رغم أنف الظالمين!!

- سالم الهاملي صحفي قطري

اإلعالم مرآة المجتمع! هكذا قيل لنا في مقاعد الجامعة في النظري، لكن التطبيقي يفتح العيون على أن هذا اإلعالم ظالم أحيانا، ومستفز أيضا!

طبعا لست هنا للحديث عن اإلعالم السياسي ولو أن القاعدة تنطبق على الجميع، لكن في اإلعالم الرياضي الذي ننتمي له نستذكر مباشرة ما قاله الشاعر طرفة بن العبد «وظلم ذوي القربي أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند» والمقصود هنا التعتيم اإلعالمي الذي يتعرض له جوهرة عربية المعة إسماعيل بن ناصر.. من الغريب أن يظل اإلعالم العربي والغربي يتغنى لحد الساعة بنجوم اختفت من السماء، اعتزل من اعتزل ومنها من خفت بريقه، وال يرسل أسطره نحو بن ناصر وما يقوم به في المالعب اإليطالية واألوروبية!!

فعال ال يوجد تجاهل وظلم رياضي مثل الذي يمس بن ناصر!

إسماعيل ربما وقع ضحية السمه العربي بالنسبة لإلعالم الغربي وضحية لفريقه بالنسبة لإلعالم العربي! فبعدما كانت وسائل اإلعالم هي من تصنع الرأي العام، انعكست القاعدة مع وسائل التواصل االجتماعي وأصبح الجمهور من يصنع مضمون وسائل اإلعالم! وبالنسبة لهذه الوسائل فإن التركيز على محرز السيتي وصالح ليفربول أفضل من إعطاء إسماعيل ميالن حقه في زمن لم يعد للعراقة والتاريخ والبطولة عنوان! فمن يعتقد أن مرض ميالن الظرفي هو خاتمة فعالقته بكرة القدم تحتاج إلعادة مراجعة!

نتفق جميعا على أن الثنائي محرز وصالح فخر للعرب ولمنتخبات بالدهما لكن هذا ال يعني إقصاء بن ناصر ونسيانه وهو يقدم يوميا دروسا في «الغرينتا» والبسالة حتى أنه ذكرنا بالزمن الجميل، وجعلنا نشاهد أناقة ألبرتيني وشراسة سيدورف وغرينتا غاتوزو في رجل واحد. أرقام وإحصائيات بن ناصر جعلته األفضل في إيطاليا في منصبه وقد تدفعك حتى لتصنيفه ضمن األحسن في العالم لو سلطت األضواء نورها عليه وأوفته التغطية اإلعالمية حقه، خاصة وأنه كان أحد صانعي عودة الميالن محليا التي طال أمدها عندما قاده لتحقيق السكوديتو ليرفع اليوم تحدي إعادته أوروبيا فأضحى في وقت قصير محبوب جماهير السان سيرو التي تعتبره قائدا بدون شارة وال تفوت أي فرصة للتغني باسمه وتضغط على مالديني لتمديد عقده بعد أن كشرت األندية األوروبية الكبرى أنيابها لخطفه، فهنيئا للعرب بفخر قد اقترب.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar