التعادل بانتخابات الكيان

نتائج االنتخابات اإلسرائيل ّية أ ّكدت م ّر ًة أخرى لك ّل َم ْن في رأسه عينان أ ّن المجتمع الصهيون ّي ُيوا ِصل الزحف المنهج ّي نحو الفاش ّية، ُمتبن ًيا الفكرة القديمة بأ ّنه في “أرض إسرائيل“، أ ْي فلسطين التاريخ ّية، ي ِجب أ ْن تؤ َسس مملكة إسرائيل الجديدة التي تسير بحسب الشريعة اليهودية، شريطة أن تكون خالي ًة من األغيار، أ ْي غير اليهود، بكلما ٍت أخرى، مملكة يهود ّية نق ّية من العرب والفلسطينيين، الذين يجب تهجيرهم إلى األردن مثال. نسوق هذه الكلمات مع أن النتائج الرسمية النتخابات الكنيست، والتي جرت الثالثاء الماضي، أوضحت بصورة غير قابلة للتأويل بأنها انتهت بالتعادل بين ال ُمعسكر ْين ال ُمتنافسين من ناحية عدد األصوات: المعسكر األول، وهو ما ُيّسمى في تل أبيب بمعسكر اليمين بقيادة رئيس الوزراء السابق والقادم، بنيامين نتانياهو، واألحزاب ا ّلدين ّية ال ُمتطرفة، التي تدعو علنا لطرد العرب من فلسطين وتطبيق شرائع ا ّلدين اليهود ّي على الدولة العبر ّية، أ ّما المعسكر اآلخر، والذي ُيطلق عليه وسط – يسار، فيقوده رئيس الوزراء الحالي، يائير لبيد، مع أحزاب المركز واليسار الصهيون ّي، وأي ًضا األحزاب العرب ّية. الحكومة اإلسرائيل ّية القا ِدمة ستكون متط ّرف ًة وعنصر ّي ًة وهذا ليس جدي ًدا، فجميع حكومات الكيان منذ النكبة وحتى اليوم كانت عنصر ّي ًة بدرجا ٍت متفاوت ٍة، و َم ْن ُيعول على ما ُي ّسمى بالمجتمع الدول ّي للجم التط ّرف اإلسرائيل ّي فهو إ ّما يعيش الوهم أ ْو أضغاث األحالم أ ْو االثن ْين م ًعا، االتحاد األوروب ّي ال ُمنا ِفق سيزيد ر ّبما من بيانات الشجب واالستنكار والتعبير عن االمتعاض والتي ال ُتسِمن وال ُتغني عن جوع، فيما ستوا ِصل الواليات ال ُمتح ّدة األميركية تقديم المساعدات للكيان على جميع األصعدة.