دعوات «عاجلة» إلنقاذ األرض
السيسي: العالم يتعرض ألخطار وجودیة وتحدیات غیر مسبوقة
شرم الشيخقنا- األناضول ــ انطلقت أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية، أعمال الدورةالـ لمؤتمر األطراف التفاقية األمم المتحدة بشأن المناخ «كوب »، والتي تستمر حتى نوفمبر الجاري،
بمشاركة دولية واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة، وممثلي المنظمات اإلقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ، وممثلي وسائل اإلعالم المحلية والدولية.. انطلقت القمة وسط دعوات إلى «تحرك عاجل لمواجهة أكبر تهديد» يواجه البشرية وكوكب األرض.
وفي كلمته خالل افتتاح أعمال الجلسة اإلجرائية للمؤتمر، قال الدكتور ألوك شارما رئيس الدورة السابقة للمؤتمر «كوب :»26 إن هناك تحديات كبيرة بشأن المناخ تحتاج جهودا لمواجهتها، الفتا إلى أن كل األطراف وافقت على إعادة النظر في الحد من االنبعاثات بحلول ،2030 بحيث تلتقي مع اتفاقية باريس للمناخ، مضيفا: «تمكنا من إحراز تقدم خارج غرف التفاوض بالتزامات من قطاع األعمال والتمويل، وقد بلغنا أهدافنا المرجوة». وأشار شارما إلى أن الحرب الروسية - األوكرانية أدت إلى تسارع األزمات العالمية المتعددة من أزمة غذاء وطاقة إلى ارتفاع أسعار وتضخم، موضحا أن أكثر من 90 بالمائة من االقتصاد العالمي أصبح مشموال بالحياد الصفري بنسبة تزيد بثالثين في المائة عن رئاسة المؤتمر السابق، وأن أكبر الشركات والمؤسسات العالمية التزمت الحياد الصفري وبدأت تنفيذ ذلك، وبدأت ما تم تسميته بالوظائف الخضراء. في أعقاب ذلك، تسلم سامح شكري وزير الخارجية المصري رئاسة الدورة الـ
27 للمؤتمر من الدكتور ألوك شارما رئيس «كوب ،»26 وقال في كلمته، إن «العالم ال يملك ترف االستمرار في نهج االستقطاب خالل جهود مكافحة تغير المناخ». وأضاف: «الوضع المناخي الحالي يدعونا إلى تحرك دولي عاجل التخاذ كافة التدابير الالزمة وتعزيز العمل الجماعي متعدد األطراف». وحذر من «عواقب وخيمة» على األجيال المقبلة إن لم يتم التحرك لـ«مواجهة أكبر تهديد يواجه البشرية». وحث شكري على «الوفاء بالتعهدات المالية لتمويل مواجهة تغيرات المناخ والعمل بجد وإخالص على حلول توافقية ومقبولة تكفل تحقيق التقدم». ودعا إلى أن تكون المفاوضات والمشاورات خالل األسبوعين المقبلين «منتجة وميسرة»، مشددا على «أهمية االنتقال من المفاوضات والتعهدات إلى التنفيذ». وقال إنه «ليس هناك مجال ألن نهدر مستقبل األجيال المقبلة مع التهديدات المناخية» واصفا مواجهة التهديدات بأنها «مسؤولية في األعناق».
وشدد على أن بالده «ستعمل على توفير أفضل الظروف إلنجاح هذا الحدث المهم»، الفتا إلى أن القمة ستبدأ اليوم اإلثنين على مستوى القادة والزعماء. وفي سياق متصل، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «الدورة الحالية من قمة المناخ تأتي في توقيت حساس للغاية، يتعرض فىا عالمنا ألخطار وجودية وتحديات غير مسبوقة، تؤثر على بقاء كوكبنا ذاته وقدرتنا في المعيشة عليه». وأضاف، في تدوينة بفيسبوك تزامنا مع انطالق القمة: «ذه األخطار وتلك التحديات تستلزم تحركًا سريعًا من كافة الدول لوضع خريطة طريق لإلنقاذ، تحمي العالم من تأثيرات التغيرات المناخية». وأعرب السيسي عن تطلع مصر إلى «خروج المؤتمر من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ بإجراءات ملموسة على األرض». ويشهد اليوم الثاني ألعمال المؤتمر عقد قمة للرؤساء المشاركين على مدار يومين، حيث سيتضمن الشق الرئاسي عقد ثالث موائد مستديرة عالية المستوى اليوم «اإلثنين»، يستعرض خاللها القادة المشاركون جهود بالدهم في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كما تعقد ثالث موائد مستديرة أيضا للرؤساء المشاركين في المؤتمر غدا «الثالثاء»، فيما تنطلق أعمال الشق رفيع المستوى من المؤتمر في 15
نوفمبر الجاري. وتعقد مناقشات على مدار أيام المؤتمر حول مختلف القضايا المتعلقة بالمناخ تحت عنوان: يوم التمويل، ويوم العلم، ويوم الشباب، إلى جانب يوم إزالة الكربون، ويوم التكيف والزراعة، فضال عن يوم النوع االجتماعي، ويوم المياه، ويوم المجتمع المدني، ويوم الطاقة، باإلضافة إلى يوم التنوع البيولوجي، ويوم الحلول. ويتناول المؤتمر قضايا تمويل «الخسائر واألضرار» الناجمة عن التغيرات المناخية بهدف تمكين البلدان الواقعة في الخطوط األمامية من التعامل مع عواقب تغير المناخ التي تتجاوز قدرتها على التكيف، فضال عن التطرق لوفاء الدول المتقدمة بوعودها المتعلقة بتقديم 100 مليار دوالر كل عام لتمويل التكيف في الدول منخفضة الدخل، بحسب بيان صادر عن األمم المتحدة في 2 نوفمبر الجاري. كما سيشهد المؤتمر مناقشات فنية حول عدد من الموضوعات ذات الصلة، من بينها تحديد الطريقة التي يجب أن تقيس بها الدول عمليا انبعاثاتها، بحيث يكون هناك مجال متكافئ للجميع وذلك بهدف تمهيد الطريق إلجراء أول تقييم عالمي خالل «كوب
،»28 والذي سيعقد العام المقبل لتقييم التقدم العالمي الجماعي بشأن التخفيف والتكيف، وسبل تنفيذ اتفاق باريس بشأن المناخ.