دورة تدريبية حول استقبال ومتابعة الشكاوى

نظمتها الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان الجمالي: الرصد وزيارة أماكن االحتجاز من المهام الجوهرية

نظمت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان – مقرها الدوحة – أمس بالعاصمة اللبنانية بيروت دورة تدريبية حول «استقبال الشكاوى ومتابعتها وزيارة أماكن االحتجاز وإعداد تقارير الرصد» وذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحقوق اإلنسان متضمنة لجنة الوقاية من التعذيب في لبنان، ومركز األمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق اإلنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية. واعتبر سعادة السيد سلطان بن حسن الجمالي األمين العام للشبكة العربية في كلمته االفتتاحية للدورة عمليات الرصد وزيارة أماكن االحتجاز واستقبال الشكاوى ومتابعتها وإعداد التقارير من المهام الجوهرية واليومية للمؤسسات الوطنية، وقال: هذه المهام التي تالمس الجمهور ويظهر أثرها المباشر على واقع حقوق اإلنسان، بما يعزز الثقة بالمؤسسة الوطنية في حال قامت بدورها المنوط بها وفق مبادئ باريس لعام 93 بمهنية واستقاللية، ويبرز دورها كديوان للمظالم ومدافعة عن حقوق اإلنسان، منوها بأهمية محاور هذه الدورة باعتبار تعزيزها إلمكانات المؤسسات الوطنية وصقلها قدراتها بالعمل الميداني، وتنعكس إيجابا على دور المؤسسة الوطنية في تعزيز وحماية حقوق اإلنسان. وأشار الجمالي إلى أن الشبكة العربية تعمل بشكل مستقل ومع شركائها، على تكرار هذه الدورة لما لها من أهمية قصوى الرتباطها بشكل مباشر بمهام المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان بإطار واليتها الواسعة في حماية حقوق اإلنسان. وقال: دائما ما تستهدف هذه الدورة الكوادر الجديدة في المؤسسات الوطنية إلى جانب صقل مهارات الكوادر الخبيرة في المؤسسة، عن طريق تبادل التجارب وأفضل الممارسات بين المشاركين من المؤسسات األعضاء بالشبكة العربية وكذلك مع زمالئهم من الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني. إلى جانب تعزيز معرفة أصحاب المصلحة بدور المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان بمجال الحماية بما يسهل مهامها ويشجع على التعاون معها وتمكينها من االضطالع بمهامها. وقال األمين العام للشبكة العربية إنه من حيث النتيجة وبعد إتمام جميع هذه المهام بمهنية عالية ولتحقيق الغاية المرجوة بتعزيز وحماية الحقوق، ال بد من إعداد التقارير المهنية بصورة تعكس الواقع متضمنة مقترحات وتوصيات تسهل على السلطات وقف االنتهاكات وتعزيز الحقوق، فضال عن وضع خطة ضمن كل مؤسسة لمتابعة مدى أثر وقبول الجهات المعنية لهذه التوصيات، ووضع خطة لتشجيعهم وحثهم على التجاوب مع مسائل حقوق اإلنسان وتعزيز رغبتهم بالتعاون مع المؤسسة الوطنية وباقي أصحاب المصلحة في هذا الشأن، والمساهمة في خلق جو من التكامل لتحقيق حالة وطنية تعزز فيها الكرامة اإلنسانية. وتوجه الجمالي بالشكر للهيئة الوطنية لحقوق اإلنسان في لبنان، ممثلة برئيسها سعادة الدكتور فادي جرجس، على استضافتهم وحسن استقبالهم وتعاونهم في تنظيم الدورة، كما توجه بالشكر لمفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان ومركز األمم المتحدة للتدريب والتوثيق على تعاونهم المثمر مع الشبكة العربية في مجال رفع وبناء القدرات. من جانبه رحب د. فادي جرجسرئيس الهيئة الوطنية لحقوق اإلنسان متضمنة لجنة الوقاية من التعذيب في لبنان- بالحضور وأبدى أمله في أن تشهد الدورة التدريبية أعماال مثمرة لخير اإلنسان في لبنان والوطن العربي

واإلنسانية جمعاء. وقال: تكتسب هذه الدورة أهمية خاصة لكونها ترتكز على تدريب المدربين على تلقي الشكاوى ومتابعتها وزيارة أماكن االحتجاز والرصد وكتابة التقارير بهدف زيادة تفهمهم لواحدة من أهم قضايا حقوق اإلنسان على المستويين الوطني والدولي. وفي ذات السياق أكدت د. عبير خريشة مديرة مركز األمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق اإلنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية – مقره الدوحة – حرص مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان على دعم المؤسسات الوطنية لحقوق اإلنسان في عملها وقالت: تعمل المفوضية السامية على نحو وثيق مع المؤسسات الوطنية سواء على المستوى الوطني أو اإلقليمي من أجل حماية وتعزيز حقوق اإلنسان في كافة األصعدة إلى جانب تعزيز التنفيذ الفعال للمعايير الدولية لحقوق اإلنسان على المستوى الوطني. وأكدت الخريشة على ضرورة تمتع المؤسسات الوطنية بسلطة جمع المعلومات واألدلة التي تحتاجها ألداء هذا الدور إلى جانب توفير اآلليات الخاصة بتمكين المؤسسات الوطنية من الرصد والتوثيق.