Al-Watan (Qatar)

قطر تستحق تغطية إعالمية وإخبارية عادلة ومتوازنة

-

هاجم مايكل هيرشمان، عضو مجلس إدارة المركز الدولي لألمن الرياضي ومؤسس منظمة الشفافية الدولية اإلعالم الدولي المناوئ الستضافة قطر 2022 مؤكدا في مقالة تحت عنوان: قطر تستحق تغطية إخبارية عادلة ومتوازنة، مبرزا في مقالته كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البالد المفدى، التي قال فيها سموه إن قطر، التي تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم ،2022 تتعرض إلى حملة لم يسبق أن تعرض لها بلد مضيف لكأس العالم.

مقال مايكل هيرشمان

كتب هيرشمان وهو أحد الشخصيات المؤثرة في مجال الشفافية والنزاهة في الرياضة على مستوى العالم: ستستضيف قطر نهائيات كأس العالم في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر. منذ اللحظة التي فازت فيها هذه الدولة الخليجية الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها 3 ماليين (يمثل المواطنون القطريون 15 ٪ فقط من إجمالي عدد السكان)، في عام 2010 بحق استضافة الحدث الرياضي األكثر متابعة في العالم وهو كأس العالم، فقد تعرضت على الدوام لالنتقادات من كل صوب بدءا من الحديث المزعوم عن الرشى للفوز بهذه االستضافة وإساءة حقوق العمال وصوًال إلى اضطهاد مجتمع المثليين. على سبيل المثال، المقال الذي نشرته صحيفة الغارديان في عام 2021 تحت عنوان «كشف: مصرع 6500 عامل مهاجر في قطر منذ منح حقوق استضافة كأس العالم». يشير الرقم إلى جميع وفيات العمال المهاجرين بغض النظر عن السبب، ومع ذلك فإن المعنى الواضح هو أنها مرتبطة بكأس العالم. في الواقع،

وفقا لمنظمة العمل الدولية، يبلغ عدد الضحايا من األنشطة المتعلقة بكأس العالم 50 متوفيا 500و جريح، وهو عدد صغير نسبيا بالنظر إلى أن ستة مالعب تم بناؤها من الصفر. عالوة على ذلك، تتماشى معدالت الضحايا في قطر مع التركيبة السكانية األوسع على مستوى العالم. ومع ذلك، وفي ظل النظام اإليكولوجي للمعلومات اليوم شديد الترابط والمهتم بالعناوين الرئيسية، اكتسب مقال الغارديان حقيقة خاصة به. أصبح المقال األكثر إعادة تغريًدا باللغة اإلنجليزية حول كأس العالم في قطر. سيرتدي العبو الدنمارك قمصانا سوداء احتجاجا على «البطولة التي كلفت آالف األشخاص حياتهم، وهو ادعاء ال أساس له من الصحة على اإلطالق. كما أن التهم المتعلقة بإساءة معاملة العمال وظروف العمل في قطر مبالغ فيها بشكل كبير. وتابع المقال: أكد ناصر الخاطر، المسؤول القطري عن كأس العالم، بكل مصداقية أنه على مدى السنوات العشر الماضية، لم يقم أي بلد بالمزيد لتحسين معايير العمل، حيث تم إدماج مسؤولي منظمة العمل الدولية في مؤسسات الدولة الحكومية. كما سنت قطر تشريعات الحد األدنى لألجور، ووضعت لوائح الصحة والسالمة للعمال، وألغت نظام الكفالة، وسّنت قانونًا يسمح للعمال األجانب بالتنقل بين أصحاب العمل. وعلى حد تعبير أحد خبراء منظمة العمل الدولية، «انتقلت قطر من نظام العمل الخاص بالوافدين األكثر تقييدا في المنطقة إلى النظام األقل تقييدا». في حين أن االنتهاكات العمالية ال تزال قائمة بال شك، كما هو الحال في كل

مكان، فإن إلقاء المسؤولية على حكومة قطر عن هذه االنتهاكات يلقي باللوم في غير محله. تعمل هيئات التفتيش وتنفيذ القانون التابعة لها لرصد ومعاقبة المتعاقدين األجانب الذين ينتهكون القانون، وكثير منهم يأتون من نفس البلدان التي تشجب التعسف. على الرغم من هذا االختالف في النهج، فإن التغطية الصحفية السلبية لقطر في الفترة التي سبقت كأس العالم غير متناسبة إلى حد كبير بالمقارنة مع روسيا. في االثني عشر عاما بين فوز قطر بحقوق االستضافة في عام 2010 واستضافة البطولة في عام ،2022 كانت 40 في المائة من العناوين الرئيسية المتعلقة بقطر في الصحافة البريطانية تتعلق بكأس العالم. من تلك األربعين في المائة، كانت اثنتان من كل ثالثة مقاالت انتقادية، ومعظمها يتعلق بحقوق اإلنسان. على النقيض من ذلك، ركزت ثالثة في المائة فقط من المقاالت حول روسيا في الفترة ما بين فوز روسيا بحقوق االستضافة وكأس العالم في 2018 على البطولة. تشير األدلة إلى أن قطر تخضع لمعايير غير واقعية ولن يرضي منتقديها أي مستوى من االستجابة. دول مثل قطر التي تطمح إلى رفع مكانتها واالرتقاء بها في المجتمع الدولي تستحق بالتأكيد دقة وموضوعية وحيادية أكبر. لكن في حالة كأس العالم ،2022 يتسم الكثير من التغطية من االنحيازية الواضحة. يبدو أن فكرة «الشرق األوسط هو مكان أقل تحضرا» قد دفعت بالمنتقدين إلى إعطاء وزن أكبر للمعطيات التي تؤكد معتقداتهم والتقليل من قيمة األدلة التي يمكن أن تدحضها. قطر والمنطقة تستحق األفضل.. لقد حققوا إنجازا ذا أبعاد تاريخية بسرعة وكفاءة أكبر مما كان يعتقد الكثيرون أنه ممكن. على الرغم من االنتقادات المفرطة الموجهة ضدها، فإن تنظيم دولة قطر لكأس العالم 2022 سيثبت أن هذه الدولة تستحق بحق مكانا من االحترام واإلعجاب على المستوى العالمي.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar