Al-Watan (Qatar)

انحدار المستعمرة

- حمادة فراعنة الدستور األردنية كاتب أردني

لكل حدث سياسي إيجابيات وعليه سلبيات، معه من يؤيده، وله من يقف ضده، هذا شأن انتخابات برلمان المستعمرة اإلسرائيلي­ة، وتداعياتها. دققوا ما كتبه الصحفي اإلسرائيلي جدعون ليفي تعليق ًا على ما حققه حزب الصهيونية الدينية حليف نتنياهو في ائتالف المعارضة، وفي ائتالف الحكومة المقبلة نتيجة انتخابات الكنيست: «جنديان من بين كل عشرة جنود صوتوا لصالح إيتمار بن غفير، اثنان من بين عشرة جنود كهانيون، اثنان من بين عشرة جنود يؤيدون الترانسفير (للفلسطينيي­ن) والضم (للمستوطنات) والموت للعرب، اثنان من بين كل عشرة جنود يعتقدون أنهم ينتمون إلى شعب أرقى وأعلى، وأنه ال يوجد للفلسطينيي­ن أي حق هنا (في فلسطين)، يعتقدون أنه مسموح للجنود فعل كل شيء، مسموح لهم دائما إطالق النار من أجل القتل، وأن العرب ال يفهمون إال لغة القوة واإلهانة، وأنهم ليسوا من بني البشر». هذا ما كتبه جدعون ليفي في هآرتس، فرد عليه الصحفي األميركي توماس فريدمان –وهو يهودي أيضا- رد عليه بمقالة حملت عنوان «إسرائيل التي عرفناها لم تعد موجودة»، ويتحدث عن حكومة نتنياهو المقبلة بقوله: «سنرى إئتالف اليمين المتطرف جدا، حلف جامح من زعماء الجمهور الديني والسياسي المتطرف قوميا، ومن بينهم بعض المتطرفين اليهود العنصريين الذين يكرهون العرب، والحديث يدور عن شخصيات مثل إيتمار بن غفير، سبق وتمت إدانته عام 2007 بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية يهودية. هذه بدايات بادر لها جدعون ليفي اإلسرائيلي وتوماس فريدمان األميركي، ما هي النتيجة؟ هل ستواجه المستعمرة إنقالبا لدى أصدقائها أو حلفائها األميركيين واألوروبيي­ن وحتى بعض العرب؟؟. لن يحصل ذلك، ولكنها خطوات ومواقف تدريجية تراكمية تعمل على تعرية مشروع المستعمرة اإلسرائيلي­ة برمته، وتنكشف حقيقتها كمستعمرة ُأقيمت ُظلم ًا على أرض فلسطين وغدرا بشعبها وحقوقه، وهنا تكمن الحلقة األخرى من الصراع والمظاهر والنتائج.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar