مكونات النظام الكهربائي القطري

يفاجئني الكثير من الناس باستغرابهم عندما أذكر لهم بأنه لدينا في دولة قطر عدة شركات في قطاع الكهرباء، فيعتقد غالبية الناس أن للكهرباء شركة واحدة وهي التي يدفعون لها الفواتير في نهاية كل شهر. وبالتالي فإن الهدف األساسي من هذا المقال هو تعريف عموم وغالبية المجتمع القطري بمراحل توصيل التيار الكهربائي للمنازل والمصانع والشركات. يتكون النظام الكهربائي القطري كغيره من األنظمة الكهربائية العالمية من أربع جهات رئيسية وهي: أوال: توليد الطاقة الكهربائية: وتتم هذه العملية من خالل مولدات للكهرباء تختلف في أحجامها وقدراتها، فتتراوح في قطر بين 115 ميجاواط 115( مليون واط) إلى 300 ميجاواط. وتعمل في دولة قطر مجموعة من شركات توليد الطاقة الكهربائية، منها شركة الكهرباء والماء القطرية، والتي تمتلك عدة محطات لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة راس أبو فنطاس. وهنالك شركتا راس لفان وقطر لتوليد الكهرباء في منطقة راس لفان، ومحطة مسيعيد لتوليد الكهرباء في منطقة مسيعيد، وكذلك شركة راس قرطاس لتوليد الطاقة الواقعة في أقصى شمال الدولة. وتم تدشين محطة أم الحول لتوليد الطاقة الكهربائية بالقرب من منطقة أم الحول االقتصادية. كما دخلت دولة قطر قطاع الطاقة المتجددة من أوسع أبوابه، حيث تم مؤخرا االنتهاء من تدشين محطة الخرسعة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 700 ميجاواط. ويأتي تعدد شركات توليد الكهرباء بغرض منع االحتكار وزيادة التنافسية بين الشركات لرفع مستوى الخدمة المقدمة إلى المستهلك. كما يعتبر خط الربط الدولي مع دول الخليج العربي أحد مصادر الطاقة، حيث بإمكان الدولة تصدير أو استيراد الكهرباء من هذه الدول. كما يعمل خط الربط على زيادة مستويات االستقرارية، وتحسين جودة الكهرباء من خالل ثبات التردد وضبط مستويات الجهد الكهربائي. ثانيا: نقل الطاقة الكهربائية: بعد توليد الطاقة الكهربائية في محطات التوليد يتم نقل هذه الطاقة من مناطق التوليد إلى مراكز االستهالك الموزعة على جميع مناطق الدولة من خالل شبكة نقل الطاقة الكهربائية، وتقوم بهذه العملية المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء، وهي شركة حكومية مملوكة للدولة بالكامل، فتقوم المؤسسة بشراء الطاقة الكهربائية من شركات التوليد على اختالف أنواعها وتوصيلها إلى نقاط التوزيع المختلفة. ثالثا: توزيع الطاقة الكهربائية: تقوم المؤسسة العامة القطرية بهذه المهمة أيضا، فهي تقوم بعد نقل الطاقة الكهربائية بتوزيعها على المناطق السكنية المختلفة، عبر شبكة متكاملة ومعقدة من الكوابل األرضية، وهي ميزة كبيرة جدا، إذ تخلو الشوارع من األسالك الكهربائية العلوية الرخيصة الثمن، ألنها تشوه المنظر العام، باإلضافة إلى األخطار الناتجة عن سقوط األسالك واألعمدة نتيجة لعوامل الطقس المختلفة. يضاف إلى المنازل والمتاجر المشترين الكبار للطاقة الكهربائية كالمصانع الكبيرة مثل االسمنت والحديد واأللمنيوم ومصانع تكرير النفط والمشتقات البترولية، والتي تشتري الطاقة الكهربائية من المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء مباشرة، وعبر شبكتي النقل أو التوزيع. رابعا: مركز المراقبة والتحكم الوطني التابع للمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء؛ وهو المسؤول عن تشغيل النظام الكهربائي القطري من خالل ضبط القدرات التوليدية لشركات توليد الكهرباء المختلفة، والتحكم بمستويات الجهد والتردد في مختلف مناطق الدولة، لتصل إلى المستهلك ضمن المعايير الدولية والمناسبة لألجهزة الكهربائية في المنازل والمصانع. كما يقوم المركز بالتنسيق مع دول الربط الكهربائي على كميات الطاقة الكهربائية ال ُمستوردة أو ال ُمص ّدرة. إن وصول التيار الكهربائي إلى المستهلك بحاجة إلى الكثير من الجهود والتكاليف، وتبذل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء جهود ًا ج ّبارة لتحسين جودة الكهرباء في الدولة، ولضمان استمرارية التوصيل وعدم حدوث االنقطاعات الكهربائية في حال األعطال، وذلك من خالل شبكة ضخمة ومتطورة من الكوابل األرضية، والمزودة بأحدث التجهيزات والمعدات الكهربائية.