قطر والمونديال ورهان التحدي

أكملت دولة قطر استعداداتها النهائية الحتضان بطولة كأس العالم لكرة القدم. ومنذ 2 ديسمبر/ كانون األول ،2010 عندما فازت باستضافة تنظيم هذا المونديال األكبر في عالم الرياضة على مستوى العالم، وقطر في حالة سباق مع الزمن، لإليفاء بالتزاماتها الفنية التي وعدت بها ضمن ملفها المنافس لكبريات دول العالم في هذا المضمار، من جهة، ولمواجهة بعض الحمالت المسعورة والمحاوالت الممنهجة للضغط على رئاسة االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل سحب تكليف الدوحة بهذه االستضافة من جهة أخرى. ومع قرب انطالق المونديال، ما زالت المحاوالت الخبيثة تطرح من هذا الطرف أو ذاك، تارة الستهداف الدولة و«فيفا»، وأخرى الستهداف الجماهير الدولية التواقة لمؤازرة منتخباتها وزيارة هذا البلد العربي الشرق أوسطي المثير، من جهة أخرى. ومع كل هذه المحاوالت، كانت حكومة قطر والوحدات التنفيذية واإلدارية والشعبية في حال ٍة من تح ّدي محاوالت التأثير النفسي السلبي الذي يشكك بقدرة قطر على إكمال المشوار وإنجاز المهمة بما يليق بقطر دولة عربية إسالمية تؤمن تماما بأنها تمثل األمتين العربية واإلسالمية في العرس العالمي، بكل مسؤولياته ورهاناته. ومن حق الجميع، من سيزور الدوحة أو من سيتابع أخبار المونديال من الخارج، أن يعرف حجم االستعدادات اللوجستية للدولة المنظمة. ومن معلومات عامة مؤكدة، سوف ترسو سفينتان سياحيتان فاخرتان في ميناء الدوحة، طوال فترة المونديال، تتض ّمن 3898 كابينة، وتسعة ح ّمامات سباحة،

وعشرة خيارات لألطعمة الراقية، وتشمل المرافق األخرى منتج ًعا صح ًيا ومالعب تنس، وأكبر منزلق جاف في البحر حول العالم. وهيأت قطر وسائل نقل مريحة، آمنة، وسريعة، كمترو الدوحة الذي يؤمن بـ011 قطارات الوصول المباشر إلى خمسة مالعب من أصل ثمانية. فيما ستتولى 800 حافلة حديثة مهمة إيصال الجمهور إلى المالعب الثالثة األخرى، وهذا كله مع حساب دقيق لحجم (وكثافة) الجمهور المستخدم هذا الخطوط، إضافة إلى وسائل النقل الخاصة. قطر على موعد مع التاريخ، بل هي في مواجهة معه، لثبت في سفره ما يجعل األجيال العربية عموما، والقطرية خصوصا، الحالية والالحقة، تفخر بهذا اإلنجاز العظيم ولتذكر على مدى التاريخ وعلى مستوى العالم أنها الدولة العربية والشرق أوسطية الوحيدة التي تمكنت من استضافة أكبر كرنفاالت العالم الرياضية بنجاح، وببصمات ال يمكن أن تشبهها أي بصمات على مدى التاريخ.