Al-Watan (Qatar)

»18« عاما على رحيل عرفات

-

رام الله- األناضول- أحيا الفلسطينيو­ن، الجمعة، الذكرى الـ لرحيل الزعيم ياسر عرفات الذي توفي في نوفمبر/تشرين الثاني فيمستشفى «بيرسي» قرب العاصمة الفرنسية باريس عن عاما. جاءت وفاة الزعيم الفلسطيني إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره لعدة أشهر من جانب الجيش اإلسرائيلي في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

ويتهم الفلسطينيو­ن إسرائيل بقتل عرفات بواسطة «السم»، وشكلت القيادة لجنة تحقيق رسمية في مالبسات وفاته، لكنها لم تعلن حتى اآلن نتائج واضحة رغم تصريحات رئيسها توفيق الطيراوي في أكثر من مناسبة، أن «بيانات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتياله». وفي حوار سابق لوكالة األناضول مع ناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس عرفات، اتهم إسرائيل، بقتل خاله عبر «دس السم» له. وقال القدوة: «هناك قناعة لدي، ولدى عموم الشعب الفلسطيني، أن وفاة عرفات لم تكن طبيعية وجاءت نتيجة تسميمه». وأضاف: «إسرائيل المتهم الوحيد، هي من خطط ونفذ، قد يكون هناك بعض العمالء ساعدوا بشكل أو بآخر، لكن األهم أن الفاعل هي إسرائيل». وفي 25 نوفمبر ،2012 أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه في رام الله لفحص سبب الوفاة، ورغم وجود غاز «الرادون» المشع في العينات، إال أن الخبراء استبعدوا فرضية االغتيال. لكن معهد «لوزان السويسري» للتحاليل اإلشعاعية كشف في تحقيق بثته قناة «الجزيرة» القطرية عام ،2012 وجود «بولونيوم مشع» في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموما بهذه المادة.

مناسبة للوحدة

يقول أمين سر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني «فتح» ماجد الفتياني لألناضول، إن ذكرى رحيل عرفات «مناسبة للوفاء إلرثه، والسعي نحو الوحدة». وأضاف الفتياني: «اليوم نحيي ذكرى عرفات، مؤكدين على التمسك بنهجه المتمثل بالوحدة والعمل من أجل خالص وحرية شعبنا الفلسطيني، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وأردف: «من قتل عرفات يريد جرنا إلى مربع االستسالم، اللتهام كافة األراضي الفلسطينية». وتابع الفتياني: «رسالتنا في هذا العام أن شعبنا ماض على فكرة عرفات، وأن نهج وفكرة عرفات لن تموت». وزاد: «عرفات كان رجال وحدويا ولم يختلف أحد عليه، وعلينا أن ال نراهن على أي أحد غير شعبنا، والذهاب نحو الوحدة الوطنية لتحقيق مصالح

شعبنا». ويسود انقسام سياسي وجغرافي أراضي السلطة الفلسطينية منذ عام

،2007 اندلع إثر فوز حركة «حماس» في االنتخابات التشريعية، ومنذ ذلك الحين، تحكم حركة «فتح» الضفة الغربية، فيما تدير «حماس» قطاع غزة؛ وفشلت الكثير من الوساطات في إنهاء الصراع الدائر بين الحركتين.

بداية عرفات

ولد الزعيم الفلسطيني الراحل في القدس في 4 أغسطس/ آب ،1929 واسمه بالكامل «محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة»؛ غير أنه حمل اسم «ياسر عرفات». بدأت مسيرته السياسية بانتخابه عام ،1952 رئيسا التحاد الطالب الفلسطينيي­ن في العاصمة المصرية القاهرة، ثم أسس مع عدد من رفاقه حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في أكتوبر/ تشرين األول .1959 وأعلن رسميا عن انطالق الحركة مطلع

يناير/

كانون الثاني ،1965 غداة تنفيذ أول عملياتها المسلحة، حين فجر عناصرها نفقا داخل إسرائيل ما أصاب جنديين إسرائيليين بجراح. وسطع نجم عرفات، عقب انتخابه في 3 فبراير/ شباط ،1969 رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أعلنت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأسس عرفات قواعد لحركة «فتح» في األردن، لكن تواجده هناك لم يستمر حيث غادرها عام ،1971 متوجها إلى لبنان بسبب اندالع القتال بين قواته والجيش األردني. وفي لبنان أسس عرفات مقر قيادة في بيروت الغربية و«قواعد» في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال إسرائيل. وفي العام ،1982 اجتاح الجيش اإلسرائيلي لبنان، في عملية هدفت إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية. وبعد االجتياح اإلسرائيلي، أجبرت القيادة الفلسطينية بزعامة عرفات، على مغادرة بيروت إلى تونس مع عدد كبير من جنودها، بينما غادر آالف المقاتلين اآلخرين إلى شتى البلدان العربية.

النشاط السياسي

تطورت مواقف عرفات السياسية، خالل سنوات قيادته لمنظمة التحرير، حيث انتقلت من هدف «إبادة دولة إسرائيل» وتحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية، إلى قبول إقامة دولة فلسطينية على األراضي المحتلة عام ،1967 وهي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، مع االعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وفي مطلع تسعينات القرن الماضي، انخرطت إسرائيل ومنظمة التحرير في مفاوضات سرية، أسفرت عام 1993 عن اتفاقيات «أوسلو» للسالم. وبموجب االتفاقيات أعلن عرفات بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، االعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى

رئيس الوزراء اإلسرائيلي حينها، إسحاق رابين. في المقابل، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وفي إطار اتفاقيات «أوسلو» تمت إقامة سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية الحالية.

العودة إلى الوطن

في 1 يوليو/ تموز ،1994 عاد عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى قطاع غزة، والتزم آنذاك بإيقاف األعمال المسلحة ضد إسرائيل، ونبذ ما تطلق عليه إسرائيل «اإلرهاب». وفي ذلك العام، فاز كل من عرفات وإسحق رابين وشمعون بيرس (وزير الخارجية اإلسرائيلي آنذاك) بجائزة نوبل للسالم، ولم يلبث عرفات أن انتخب رسميا رئيسا للسلطة الفلسطينية. وفي يوليو/ تموز ،2000 التقى عرفات مع رئيس الوزراء اإلسرائيلي حينها إيهود باراك في كامب ديفيد، تحت إشراف الرئيس األميركي حينها بيل كلينتون، بهدف التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية. لكن عرفات رفض القبول بالحل المطروح، واعتبره منقوصا، وال يلبي طموح الفلسطينيي­ن.

حصار إسرائيلي

ومع اندالع انتفاضة األقصى (االنتفاضة الثانية)، في سبتمبر/ أيلول ،2000 اتهمت إسرائيل عرفات، بالتحريض على أعمال العنف. وفي 29 مارس/ آذار ،2002 حاصرت القوات اإلسرائيلي­ة عرفات داخل مقره بالمقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية. دمرت الدبابات اإلسرائيلي­ة أجزاء من مقر القيادة الفلسطينية، ومنعت عرفات من السفر لحضور القمة العربية في بيروت عام ،2002 ومن المشاركة في أعياد الميالد بمدينة بيت لحم (جنوبي الضفة). وتحت الحصار، تدهورت الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية أواخر أكتوبر/ تشرين األول ،2004 فتم نقله بطائرة مروحية إلى األردن، ثم أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى في فرنسا يوم 29 من الشهر نفسه، بعد تدخل الرئيس الفرنسي حينها، جاك شيراك. ورسميا، أعلنت السلطة الفلسطينية، في 11 نوفمبر ،2004 وفاة عرفات. ودفن الزعيم الفلسطيني، في مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية) برام الله، بعد أن رفضت إسرائيل أن يدفن في مسقط رأسه القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar