التخلص من النفايات اإللكترونية

يمكن أن تتحول من مشكلة بيئية إلى كنز اقتصادي

أدى التطور الصناعي إلى تدهور صحة األرض وانخفاض مخزونها من الموارد الطبيعية، لكن بإمكان التكنولوجيا المتطورة كذلك أن تسهم في ترميم هذه التداعيات وتقليل اآلثار السلبية عبر إعادة التدوير. وحسب اإلحصاءات، فإن نحو فقطمناألجهزةاإللكترونية حول العالم تتم إعادة تدويرها، وتسعى العديد من الجهات إلى تطوير حلول للتعامل مع النفايات اإللكترونية والعمل على إعادة تدويرها بصورة آمنة.

وحسب دراسة المجلس األميركي لمكافحة التلوث، فإن العالم ينتج

50 مليون طن متر من النفايات اإللكترونية، وتتنبأ األمم المتحدة بأن تزداد هذه النفايات % 38 حتى عام

.2030

ويتمثل أحد هذه الحلول في األنظمة الروبوتية لمراقبة النفايات اإللكترونية عبر تتبع الكميات التي تجمع من حاويات القمامة، مع ضمان اتباع شاحنات نقل النفايات طرق تضمن توفير الطاقة والمال والجهد، وتساعد الروبوتات في فرز النفايات اإللكترونية والتخلص من المواد المشعة التي تشكل خطرا على صحة العاملين في هذا المجال.

ومن ضمن الحلول التي يمكن أن تقلل النفايات اإللكترونية برامج إعادة شراء األجهزة المستخدمة، وتشجع هذه البرامج المستهلكين على إعادة التدوير من خالل دفع مكافآت مالية لهم مقابل تسليم األجهزة اإللكترونية غير المرغوب فيها لتباع لمستخدمين آخرين. وتقوم هذه الجهات بإعادة بيع هذه األجهزة لتستخدم بطرق ثانوية؛ مثل استخدام الهواتف الذكية منبهات أو كاميرات مراقبة، أو حتى شاشات ألجهزة األلعاب. كما يقوم فنانون مبتكرون بإعادة تدوير هذه المنتجات في شكل أعمال فنية تزين الحدائق والشوارع العامة والبنايات والبيوت الراقية. وتتم االستفادة أيضا من النفايات اإللكترونية في مجال توليد الطاقة عبر استخدام المعادن المستخرجة منها في تطوير خاليا الوقود الميكروبية المعروفة بـ«إن إف سي»

.)NFC(

كما تعمل هذه النفايات على تقليل الطاقة المستخدمة في المصانع بنحو 10 مرات مقارنة بالمواد المستخرجة من الطبيعة الستخدامها في إنتاج خاليا الوقود الميكروبية، كما تنتج عن عمليات إعادة تدوير هذه النفايات انبعاثات كربونية أقل % 80 من التصنيع الخام. ويرى خبراء أن النفايات اإللكترونية قد تتحول من مشكلة بيئية إلى كنز اقتصادي في حال تمت االستفادة منها بصورة جيدة.