Al-Watan (Qatar)

قطر تتعرض لحملة مضللة وممنهجة

نقلة كبيرة في سوق العمل بشهادة دولية حماية« »مناالنتهاك­اتالمتعلقة­باألجور النتائج اإليجابية لإلصالحات خير رد على االدعاءات أصحاب العمل والشركات ملتزمون بالقوانين

-

الدوحة- قنا- تحرص دولة قطر باستمرار، وتؤكد دائما، على أن بيئة العمل اآلمنة والصحية ضرورة، وأن سالمة العمال أولوية بالنسبة لها، وهي ال تسعى من وراء هذا الجهد المقدر إلى إرضاء جهة بعينها، دوال، أو أفرادا أو منظمات، وإنما تقوم بكل ذلك من منطلق ديني وأخالقي وإنساني ودستوري، ووفقا لعادات وتقاليد شعبها األصيلة، وقيمه الحضارية، التي عرف بها، من حيث كرم الوفادة، وحسن الترحاب والمعاملة الحسنة.

لكل ذلك، حرصت دولة قطر بتوجيهات قيادتها الحكيمة، وقبل نيلها رشف استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر ،2022 إىل سن الكثري من الترشيعات والقوانني والقيام بعمليات إصالح واسعة يف بيئة العمل، تواكب أعىل املعايري يف قطاع العمل الدويل، وال شك أن هذه الجهود قد زادت وتريتها، وشهدت إصالحات بيئية وشهد سوق العمل الكثري من التغيريات اإليجابية، كانت محل إشادة كافة الجهات املعنية، وعىل رأسها منظمة العمل الدولية التي بادرت وافتتحت لها مكتبا بالدوحة. وحقيقة، ال يمكن بأي حال حرص جميع إصالحات بيئة وسوق العمل يف قطر عىل مدى السنوات العرش املاضية، منذ فوز قطر برشف تنظيم بطولة كأس العالم يف أكتوبر عام ،2010 وذلك لكثرتها وتعدد مجاالتها واستفادة مئات األلوف من العمالة الوافدة منها. وعىل الرغم من تطبيق اإلصالحات وآثارها اإليجابية يف خدمة العمال، ظل البعض ممن يف عيونهم رمد، من فاقدي الضمري، وعديمي البصرية، وبائعي الذمم، يكررون مزاعمهم، ويتجاهلون، بل ويشككون يف تلك اإلصالحات واإلنجازات العمالية، ألن من يستهدفك، ويسعى لتشويه سمعتك واالنتقاص من جهودك، عن عمد، وسبق إرصار، ألسباب هو أدرى بها، بعيدة عن املسؤولية والحقيقة والشفافية، لن يجدي معه أي نصح وإنجاز، ألنك مهما فعلت لهم لن يغريوا آراءهم أو يعرتفوا بسوء تقديراتهم ومواقفهم السالبة. وبما أن منظمة العمل الدولية تعد بمثابة املرجعية األوىل يف هذه املسائل، فقد صدعت بالحقيقة التي ال يريد البعض سماعها، وكشفت يف تقرير أصدرته يف مطلع شهر نوفمرب الجاري عن النقلة الكبرية التي شهدها سوق العمل القطري خالل األعوام القليلة املاضية، بعد دخول الترشيعات التي أقرتها الحكومة إلصالح قطاع العمل حيز التطبيق. وأكد التقرير الذي أصدره مكتب منظمة العمل الدولية يف قطر، قيام الحكومة القطرية بتنفيذ اإلصالحات، وحرص وزارة العمل عىل ديمومة اإلصالحات الترشيعية العمالية، واستمرار الرشاكة مع املنظمة إىل ما بعد بطولة كأس العالم FIFA قطر ،2022 من خالل برامج التعاون املتواصلة يف مجال تطوير وتحديث اإلصالحات والترشيعات مع مختلف املنظمات الدولية. وركز التقرير عىل الرشاكة القوية بني وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية، والدور الرائد الذي يقوم به مكتب منظمة العمل يف الدوحة، الذي يعد األول يف املنطقة، يف هذا املجال. كما سلط الضوء عىل الرشاكات التي تجمع وزارة العمل واللجنة العليا للمشاريع واإلرث، بالعديد من املنظمات الدولية املتخصصة. وقد أكد عىل ذلك السيد محمد حسن العبيديل وكيل الوزارة املساعد لشؤون العمل بوزارة العمل، يف ترصيحات خاصة لوكالة األنباء القطرية «قنا»، الذي أوضح أن التعاون الفني مع منظمة العمل الدولية يف األعوام السابقة، جاء بناء عىل طلب دولة قطر، مشريا إىل أن الربامج واملشاريع املشرتكة عززت من فرص االستفادة من التجارب الدولية وتطبيق املعايري العاملية يف قطاع العمل. وقال يف هذا السياق: «أصبحت دولة قطر نموذجا يحتذى به يف املنطقة يف مجال العمل، وسنبدأ استعراض مبادراتنا املتميزة لالستفادة منها خارجيا يف مؤتمر وزراء العمل اآلسيوي بسنغافورة نهاية العام الحايل».

التزام أصحاب العمل

وأشاد العبيديل بالتزام أصحاب العمل والرشكات القطرية بالقوانني والترشيعات العمالية، منوها بالدور الفاعل واملشاركة اإليجابية لغرفة قطر ومشاركتها يف تطبيق وتنفيذ العديد من الربامج واملشاريع الرائدة لتطوير بيئة العمل، ضمن التعاون الفني مع منظمة العمل الدولية. وأوضح أن الوزارة نفذت خططا وبرامج تدريبية، بهدف تعزيز وبناء قدرات موظفيها بالرشاكة مع عدد من املنظمات واملراكز واملعاهد الدولية، مشريا إىل أن تلك الربامج التدريبية ساهمت يف رفع قدرات املوظفني. ولفت إىل أن دولة قطر تؤمن دوما بالحوار البناء والتعاون والتنسيق مع مختلف املنظمات الدولية والحقوقية، بما يحقق مصلحة سوق العمل بالدولة، مضيفا أن القوانني واإلصالحات التي تم تنفيذها تأتي ضمن اسرتاتيجية التنمية وتنفيذا لرؤية قطر الوطنية .2030 وأكد العبيديل أن عدد الشكاوى العمالية التي تستقبلها الوزارة قليل جدا، مقارنة مع عدد العمالة بالدولة. ونوه سعادته بأن نحو 89 باملائة من العمالة بالدولة قد استفادوا من تطبيق القوانني والترشيعات العمالية، وذلك وفقا الستبيان من معهد البحوث والدراسات بجامعة قطر. ويف ما يتصل باالدعاءات املغلوطة التي تحيط بملف العمل إعالميا، قال العبيديل إن الدولة تتعرض لحملة إعالمية مضللة وممنهجة رشسة، تهدف إىل النيل منها عىل خلفية استضافتها لبطولة كأس العالم FIFA قطر ،2022 وشدد عىل أن القوانني التي سنتها واإلصالحات التي نفذتها الدولة، وما أثمرت عنه هذه الجهود من نتائج إيجابية، انعكست عىل العمال الوافدين، هو خري رد لتفنيد هذه االدعاءات ودحضها. كما أكد وكيل الوزارة املساعد لشؤون العمل بوزارة العمل، أن دولة قطر ماضية قدما يف جهودها بكل ثبات، وستواصل العمل مع الجهات املعنية إلكمال مسرية اإلصالحات وتعزيز مكانتها كرائد للتغيري يف املنطقة، دون أن تلتفت إىل من يحاولون ثني عزيمتها. وعليه تؤكد ترصيحات العبيديل لـ «قنا» تماما أن أكاذيب ومزاعم املشككني يف إصالحات قطاع وبيئة العمل يف قطر واستفادة العمالة الوافدة منها، ال صحة لها، وأنها مغرضة، ولها أجنداتها الخاصة، وال تقوم عىل دليل، بخالف ما يؤكد عليه املتابعون واملهتمون واملختصون ممن ينظرون ويقيمون األمور بواقعية وحيادية، عطفا عىل الوقائع التي تحققت عىل األرض. ويتجاهل املنتقدون كل اآلثار اإليجابية لقطاع العمل يف قطر من دون مربرات وحجج، متناسني تقارير منظمة العمل الدولية، باعتبارها املسؤول األول األممي عن مثل هذه القضايا وتقارير الجهات الدولية األخرى ذات الصلة التي وثقتها عن كثب من داخل قطر ولقاءها مع املعنيني أنفسهم من مسؤولني وحكوميني وأصحاب عمل والعمال أنفسهم. وال يذكر أولئك املشككون وحتى مجرد إشارة أن مئات األلوف من العمالة الوافدة يف قطر قد تمكنوا من تغيري جهة عملهم منذ اإلعالن عن تسهيل إجراءات انتقال العامل بني جهات العمل املختلفة يف شهر سبتمرب ،2020 كما فشلوا يف اإلشارة إىل استفادة أكثر من 400 ألف عامل بشكل مبارش من الحد األدنى الجديد لألجور، الذي نتج عنه زيادة يف الرواتب والحصول عىل محفزات مالية أخرى يف ذلك الوقت. كما تمكن مئات اآلالف من العمال جراء إصالحات سوق العمل، من مغادرة دولة قطر والعودة إليها من دون الحصول عىل إذن مسبق من جهة عملهم، منذ إلغاء تصاريح الخروج يف عام ،2018 فيما أسهم نظام حماية األجور يف حماية أكثر من 96 باملائة من العمالة من االنتهاكات املتعلقة باألجور، عالوة عىل إسهام مراكز تأشريات قطر يف الدول املرسلة للعمالة يف الحد بشكل كبري من املمارسات االستغاللي­ة التي يتعرض لها العمال قبل وصولهم إىل دولة قطر، فضال عن قرار تمديد فرتة ساعات العمل التي يحظر فيها العمل يف أماكن العمل املكشوفة خالل فصل الصيف للحد من تأثريات اإلجهاد الحراري. وعززت دولة قطر يف هذا السياق كذلك إجراءات تطبيق القوانني لحماية العمالة الوافدة ومحاسبة أصحاب العمل املخالفني، يف حني يشهد عدد املفتشني العاملني لدى وزارة العمل تزايدا مستمرا عاما بعد عام، مع تعزيز قدراتهم عىل إجراء تحقيقات شاملة لظروف العمل وإحالة املخالفني إىل محاكم العمل، والعمل عىل تعزيز الوعي بالقوانني املتعلقة باملوظفني وأصحاب العمل. كما تتم محاسبة املزيد من الرشكات كل عام عىل إخاللها بقوانني العمل، مع ازدياد حمالت التفتيش ملراقبة مدى التزام املنشآت بالقوانني والقرارات الوزارية املعنية بتنظيم سوق العمل، واستقبال الشكاوى العمالية والفصل فيها، وقيام لجان فض املنازعات العمالية بإصدار القرارات املناسبة يف القضايا املحالة إليها، منها عىل سبيل املثال إصدار نحو 513 قرارا بشأن 635 قضية محالة إليها، خالل شهر أكتوبر املايض وحده، فضال عن دور اللجنة الوطنية ملكافحة االتجار بالبرش، برئاسة سعادة الدكتور عيل بن صميخ املري وزير العمل رئيس اللجنة، يف تعزيز الحماية والدعم لضحايا االتجار بالبرش، والتعاون املشرتك بني الجهات ذات الصلة.

تأثير إيجابي

وحسب تقرير منظمة العمل الدولية، فإن 86 يف املائة من العمال، أكدوا أن اإلصالحات كان لها تأثري إيجابي عىل حياتهم، وفق مسح جرى يف شهري مايو ويونيو ،2022 شمل 1036 عامال من ذوي األجور املنخفضة، يقيمون يف مواقع اإلقامة املشرتكة، وكانوا من جنسيات متعددة، ويعملون يف مختلف القطاعات االقتصادية، كما أفاد مسح آخر قامت به منظمة العمل الدولية بأن 98 باملائة، ممن جرى استطالع آرائهم قد تلقوا أجورهم يف الوقت املحدد. ونوه التقرير إىل أن أكثر من 280 ألف عامل أو ما يقرب من 13 يف املائة من إجمايل القوى العاملة يف القطاع الخاص، قد زادت أجورهم األساسية إىل الحد األدنى، عندما دخل قانون الحد األدنى لألجور حيز التنفيذ يف مارس .2021 وأشار تقرير منظمة العمل الدولية، إىل إنشاء منصة وطنية لإلبالغ عن الحوادث، بناء عىل أسس رؤية قطر الوطنية 2030 واالسرتاتي­جية الوطنية للصحة، حيث ال يزال جمع البيانات وتحليلها ونرشها يمثل أولوية قصوى، وتوقع أن تعمل املنصة بكامل طاقتها بحلول منتصف عام .2023 وقال التقرير، إن وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية واصلتا تنفيذ حمالت طوال عام 2022 لزيادة الوعي حول الوقاية من اإلصابات املهنية بني العمال وأصحاب العمل، موضحا يف هذا الصدد أنه تم تفتيش »19978« موقع عمل «منشأة، 3406و وحدات سكنية، عن طريق إدارة تفتيش العمل بوزارة العمل. لم تقل قطر أنها وصلت إىل نهاية املطاف فيما يعنى بإصالحات قطاع العمل، فقد ظلت وزارة العمل تؤكد دوما أن عملية اإلصالح الشامل هي عملية طويلة األمد، وأن تغيري سلوك كافة الرشكات يتطلب املزيد من الوقت، وكل ذلك يمثل رسالة صارمة لجميع املعنيني بعدم تسامح الدولة أبدا مع أي مخالفة. ومن هنا فإن دولة قطر تؤكد التزامها بالتعاون بشكل بناء مع رشكائها الدوليني ومنتقديها يف نفس الوقت، من أجل تحقيق املزيد من التقدم يف معايري العمل لجميع العمال الوافدين العاملني عىل أراضيها، وأنها ستواصل التشاور مع الخرباء الدوليني، بما يف ذلك منظمة العمل الدولية والنقابات العمالية، إضافة إىل التشاور الدوري مع املنظمات غري الحكومية لالستماع إىل توصياتهم بهذا الخصوص، لذلك فإن قطر بادرت إىل فتح باب الحوار والتواصل مع جميع املعنيني بهذا املوضوع وعىل أوسع نطاق، وأصبحت الدوحة ملتقى لهم يزورونها ويلتقون مع من شاؤوا من أطراف العمل الثالثة (الحكومات، وأصحاب العمل، والعمال) دون قيود وعقبات، لنقل الحقيقة أمام الرأي العام العاملي. وقد أكد عىل ذلك سعادة الدكتور عيل بن صميخ املري وزير العمل لدى لقائه يف الدوحة، األسبوع املايض، مع أصحاب السعادة سفراء الدول الغربية والدول املرسلة للعمالة، حيث نوه بأن دولة قطر من الدول القليلة التي فتحت أبوابها لكافة املنظمات الدولية لالطالع عىل التجارب الرائدة يف تحسني الترشيعات العمالية وآليات تنفيذها، مؤكدا استمرار سياسة االنفتاح أمام كافة املنظمات الدولية املهتمة بشأن قطاع العمالة. كما أكد سعادته يف سياق ذي صلة، يف كلمة له خالل الندوة الحوارية التي نظمتها وزارة العمل، تحت عنوان «إصالحات العمل يف قطر: التعاون الثالثي يساهم يف صياغة رؤية مشرتكة»، عىل هامش الدورة 110 ملؤتمر العمل الدويل 2022 الذي عقد يف جنيف يف شهر يونيو املايض، تبني دولة قطر نهجا مستداما لتطوير وتحديث الترشيعات والقوانني وتحسني بيئة العمل، مشددا عىل أن تحسينات بيئة العمل جاءت ضمن رؤية قطر ،2030 فيما ساهم تنظيم بطولة كأس العالم قطر 2022 يف ترسيع وترية الترشيعات العمالية. وما يجدر ذكره، ويعد فخرا لقطر، أن هذا املؤتمر، قد اعتمد يف العارش من شهر يونيو املايض، خالل جلسته العامة العارشة، برئاسة سعادة الدكتور عيل بن صميخ املري، قرارا تاريخيا دفعت به دولة قطر، حول إدراج بيئة عمل آمنة وصحية يف إطار منظمة العمل الدولية بشأن املبادئ والحقوق األساسية يف العمل. وقد أعرب السيد محمد حسن العبيديل الوكيل املساعد لشؤون العمل بوزارة العمل، يف كلمة ألقاها يف الجلسة، عن ترحيب دولة قطر باعتماد هذا القرار، باعتباره من أهم مخرجات املؤتمر، وحدثا تاريخيا يف مسرية منظمة العمل الدولية. وأكد العبيديل إيمان دولة قطر بأن توفري ظروف عمل آمنة وصحية، يعد أمرا أساسيا لتحقيق العمل الالئق، األمر الذي سيعود بالفائدة عىل اإلنسان واالقتصاد، وسيسهم يف تحقيق النمو االقتصادي املستدام والشامل. وشكر ممثيل األطراف الثالثة (الحكومات وأصحاب العمل والعمال) عىل املشاورات البناءة التي أتاحت التوصل إىل هذا القرار التاريخي الذي لقي ترحيبا كبريا.

دافع للدول

وال شك أن ما حققته قطر يف مجال إصالح سوق العمل وآثاره اإليجابية عىل بيئة العمل لديها، سيكون بمثابة دافع لغريها من الدول لتحذو حذوها.. فقطر تؤمن باستمرار أن الحوار والتواصل هما أفضل السبل للتوصل إىل الحلول الناجعة ملثل تلك التحديات. ونتيجة لكل تلك اإلصالحات العمالية املشهودة والالفتة، تم انتخاب دولة قطر، ممثلة يف سعادة وزير العمل نائبا لرئيس مؤتمر العمل الدويل يف دورته الـ 110 بجنيف يف يونيو املايض عن ممثيل الحكومات، ما يؤكد عىل الدور املحوري الذي قامت به خالل السنوات املاضية يف قطاع العمل، والتحديثات الترشيعية، واإلنجازات والتدابري واملبادرات املختلفة للوصول إىل بيئة عمل آمنة وصحية. كما يمثل هذا االنتخاب تقديرا لجهود دولة قطر يف قطاع العمل، ويعكس يف الوقت نفسه ثقة آسيا واملحيط الهادي لتمثيلهم يف هذا املنصب الهام، علما أن قطر تشغل أيضا منصب منسقة الدول العربية يف منظمة العمل الدولية. ولدى دولة قطر ممثلة يف وزارة العمل، يف إطار رشاكاتها الدولية، تعاون فني وثيق مع منظمة العمل الدولية يف مجاالت قطاع العمل، وهو ما تطرق له مؤخرا بجنيف سعادة الدكتور عيل بن صميخ املري، وزير العمل لدى اجتماعه مع سعادة السيد جيلربت هونجبو، املدير العام للمنظمة، حيث جرى استعراض التقدم املحرز خالل السنوات األربع من برنامج التعاون الفني املستمر بني الجانبني، وشمل التقدم الذي تم إحرازه خالل الربنامج حتى اآلن، من حيث اعتماد ترشيعات جديدة وأنظمة تتعلق بقطاع العمل، وهو ما بينه تقرير منظمة العمل الدولية األخري الذي صدر يف وقت سابق من هذا األسبوع، فضال عن مجاالت العمل املشرتك واملتواصل لتعزيز التعاون الدويل، وتبادل الخربات، ووضع سياسات فعالة وشاملة لسوق العمل تساهم يف زيادة تنافسية االقتصاد القائم عىل املعرفة. وقال سعادة الوزير، بهذه املناسبة، إن دولة قطر تسري بخطى ثابتة بإصالحات قطاع العمل لتحقيق رؤية قطر ،2030 والتزاما ببناء سوق عمل يتسم بالحداثة والديناميك­ية، وأنها تعاملت بكل جدية مع كافة املقرتحات البناءة فيما يتعلق بتحسني بيئة العمل واالرتقاء بها، بما ينسجم مع املبادئ الرئيسية لرؤيتها الوطنية، والتزاما ببناء سوق عمل يتسم بالحداثة والديناميك­ية. وتؤكد مثل هذه اللقاءات أن قطر ليس لديها ما تخشاه أو تخفيه فيما يتعلق بمثل هذه القضايا والتحديات والتحديثات الترشيعية املهمة بشأنها وآلياتها التنفيذية التي تم إنجازها خالل السنوات املاضية، لتحسني بيئة العمل، ما يؤكد بدوره أن قطر دولة تتسم باملصداقية والشفافية، خاصة بشأن العمالة الوافدة، حيث إن اإلصالحات العمالية التي تم تنفيذها خالل السنوات العرش املاضية، جعلتها من الدول السباقة عىل مستوى العمل يف اعتماد نهج مستدام لتحسني بيئة العمل، واالرتقاء بها حتى إىل ما بعد تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر .2022 ويف ظل انفتاح وتواصل قطر مع املنظمات العمالية الدولية، زارت وفود منها الدولة مؤخرا، واطلعت عن كثب عىل واقع بيئة العمل يف قطر، لنقل الحقيقة أمام الرأي العام العاملي. ومن ممثيل االتحادات العمالية الدولية الذين زاروا قطر خالل شهر أكتوبر املايض، سعادة السيدة شارن بورو األمني العام لالتحاد الدويل لنقابات العمال، وسعادة السيدة كورين فارغا مدير إدارة معايري العمل الدولية بمنظمة العمل الدولية، وسعادة السيد بالل امللكاوي السكرتري اإلقليمي لالتحاد الدويل للنقل، وسعادة السيد إدي ستام من «منظمة ‪،»Global UNI‬ وهو ما يؤكد عىل الرشاكة املتميزة بني دولة قطر ومنظمة العمل الدولية والعديد من املنظمات الدولية واالتحادات العمالية، والتي ساهمت يف االرتقاء ببيئة العمل بالدولة، ونقل الحقيقة أمام الرأي العام العاملي. وأكد ممثلو االتحادات العمالية الدولية، من ناحيتهم، أن اإلصالحات العمالية يف قطر خالل السنوات العرش املاضية تنسجم مع اسرتاتيجية إصالحات قطاع العمل عامليا. وأشاروا يف هذا السياق إىل أن اإلصالحات الجوهرية العديدة التي تمت يف دولة قطر خالل السنوات املاضية ساهمت بشكل أسايس يف تحسني بيئة العمل. وكان لهذه اإلصالحات صدى ممتاز ورود أفعال إيجابية كذلك لدى العديد من مديري ومسؤويل املنظمات الدولية املتخصصة واملعنية، قامت برصدها وزارة العمل، حيث أشادوا فيها بما أحرزته قطر من تقدم حقيقي يف إصالحات العمل، ويف وقت قصري.

قطر ستواصل العمل مع الجهات المعنية لتعزيز مكانتها كرائد للتغيير بالمنطقة

استفادة 89« »% من العمالة من تطبيق القوانين والتشريعات

 ?? ?? } محمد حسن العبيدلي
} محمد حسن العبيدلي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar