Al-Watan (Qatar)

المؤشر العربي »2022« .. رصد لطموحات الشعوب

من القلب إلى القلب استطالع التجاهات الرأي العام في »14« بلدا عربيا هدية على أطباق ذهبية يقدمها المركز العربي لألنظمة العربية االستطالع هو األضخم من حيث عدد الباحثين وأفراد العينة نسبة الرضا مرتفعة بدول الخليج ومتوسطة بالمغرب العربي يساعد األنظمة والحكومات

- بقلم: د. بثينة حسن األنصاري خبيرة تطوير التخطيط االستراتيج­ي والموارد البشرية

تعد استطالعات الرأي العام من أهم الدراسات التي تحظى نتائجها باهتمام واسع لدى صناع القرار والمفكرين وخبراء اإلعالم، ألنها بمثابة البوصلة التي تشير إلى االتجاه الصحيح الذي يجب على األنظمة السير فيه، وألنها من جهة أخرى تشكل المنطلق األساسي والسليم لوضع الخطط التنموية المختلفة في المجتمعات التي تسعى إلى التقدم والتطور. والقائد أو الحاكم الرشيد عندما يتخذ قرارا يتعلق بحياة شعبه ومصالحه البد أن يكون قراره استجابة فعلية التجاهات الرأي العام، واتساقا مع مطالبه، وانسجاما مع طموحاته، كما أن أية حكومة تضع خططا اقتصادية أو اجتماعية أو تتخذ سياسات أو تسن قوانين يجب أن يكون لديها مؤشرات صحيحة ونتائج علمية واضحة حول اتجاهات الجماهير وآمالها وآالمها، وإال فإنها بذلك تعمل من فراغ وتدير البالد بصورة عشوائية. لهذا وجبت اإلشادة بجهود المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات الذي أعلن مؤخرا عن نتائج المؤشر العربي 2022 الذي نفذه في 14 بلدا عربيا، هي من منطقة المغرب العربي: موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس وليبيا، ومن وادي النيل: مصر، والسودان، ومن منطقة المشرق العربي: فلسطين، لبنان، األردن والعراق، ومن منطقة الخليج العربي: السعودية، الكويت وقطر، بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعة من الموضوعات السياسية واالقتصادي­ة واالجتماعي­ة، فقدم بذلك هدية قيمة على طبق من ذهب لقادة وحكومات هذه الدول، ترشدهم إلى األولويات، وتضيء لهم الطريق كي ينطلقوا في معالجة قضايا شعوبهم وبالدهم من منطلق موضوعي وأمين، فاالستطالع قد تم تنفيذه باحترافية عالية، من خالل باحثين جادين ومستجيبين واعين بقضايا بالدهم، ومؤمنين بأهمية هذا االستطالع، وهنا تجدر اإلشارة إلى دليل قاطع على دقة إجراء هذا االستطالع واالطمئنان إلى نتائجه، ففي إطار التعرف إلى آراء المستجيبين حول القضية الفلسطينية خاصة في هذه المرحلة التي يتحدث فيها خبراء وسياسيون كثيرا عن مدى إمكانية فك االرتباط العربي بهذه القضية المصيرية، فإن النتائج تشير إشارة جلية إلى استحالة هذا الفك، فالنتائج تقول إن المجتمعات العربية

ما زالت تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، وليست قضية الفلسطينيي­ن وحدهم، إذ عبر عن هذا الرأي ما نسبته 76 % من أفراد العينة البالغ عددهم 33300 مستجيب، وعليه فقد رفض 84 % االعتراف بإسرائيل بسبب طبيعتها االستعماري­ة العنصرية والتوسعية. فهذه النتيجة جاءت متفقة مع ما كان واضحا ولمسناه جميعا خالل مونديال قطر 2022 في الدوحة، فكلما طلب مراسلو التليفزيون اإلسرائيلي الحديث مع أي مشجع عربي قوبل طلبهم بالرفض، لقد نبذهم المواطنون العرب رجاال ونساء كبارا وصغارا، األمر الذي جعل المراسلون يعدون فقرة حول عدم قبول الرأي العام العربي

لوجودهم، فهذا االتساق التام بين نتائج االستطالع وبين موقف المشجعين من التليفزيون االسرائيلي يؤكد أن االستطالع تم بدقة عالية واحترافية مهنية وتحليل موضوعي. نتائج االستطالع حافلة باألرقام التي ال تتسع المساحة المتاحة للخوض في تفاصيلها، لكن إجماال في منطقة الخليج العربي فإن

89 % يرون أن األمور في بالدهم تسير في االتجاه الصحيح و8% يرونها تسير في االتجاه الخاطئ و3% ما بين رفض أو عدم معرفة، أما في منطقة المغرب العربي يرى

41 % يرون األمور في بالدهم تسير بشكل صحيح و84 % يرونها في االتجاه الخاطئ

و11 % ما بين رفض اإلجابة أو عدم المعرفة، وفي منطقة وادي النيل 13 % يرون أن األمور في بالدهم تسير في االتجاه الصحيح بينما يرى 64 % انها تسير في االتجاه الخاطئ و5 % بين رفض االجابة أو عدم المعرفة، وفي منطقة المشرق العربي يرى 14 % أن األمور عندهم تسير في االتجاه الصحيح، 84 % يرونها في الجاه الخاطئ و2% بين رفض اإلجابة وعدم المعرفة. وهناك مالحظة دقيقة مهمة وهي أن فريق البحث عمد أثناء تصنيف وتبويب النتائج

إلى تخصيص إطار لكل بلد على حده فضال عن اإلطار اإلقليمي، ذلك ألن اإلقليم الجغرافي الواحد به أنظمة متنوعة السياسات ومختلفة التوجهات ومتباينة األوضاع االقتصادية واالجتماعي­ة. نتمنى من الحكومات العربية والمنظمات اإلقليمية والدولية وقادة الرأي االستفادة القصوى من نتائج هذا االستطالع الضخم الذي تكلف تنفيذه ميزانية كبيرة كونه أضخم مسح للرأي العام في المنطقة العربية من خالل حجم العينة، وعدد البلدان التي يغطيها، والمحاور البحثية، وشارك في تنفيذه 945 باحثا وباحثة، واستغرقوا أكثر من 72 ألف ساعة. االستطالع خدمة جليلة يقدمها المركز لألنظمة والحكومات العربية، ففي الدول المتقدمة نتائج االستطالعا­ت تباع بأثمان باهظة، ألنها تقدم معلومات على درجة كبيرة من األهمية في عصر اتسم بكونه عصر المعلومات، وأختم ببيتين من الشعر للمتنبي: ال ّرأ ُي َقب َل َشجاع ِة ال ّش ْجعا ِن

ُهـ َو أ ّو ٌل َوهـ َي ال َم َحل ال ّثاني فـإذا ه َما ا ْج َت َم َعا ل َن ْفـ ٍس ُح ّر ٍة

َب َل َغ ْت ِم َن ال َع ْليا ِء كل مكا ِن

أعلنت وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع شركة الدوحة لخدمات التسويق (دوماسكو) وكيل دراجات هوندا عن استدعاء دراجات هوندا طراز فورزا 750 سنة الصنع 2021 - ،2022 وذلك الحتمال وجود خلل في قفل عجلة القيادة مما قد يتسبب في عدم إمكانية قيادة الدراجة النارية، ويأتي هذا اإلجراء في إطار التنسيق والمتابعة المستمرة من وزارة التجارة والصناعة للتأكد من مدى التزام وتقيد وكالء الدراجات بمتابعة عيوب الدراجات وتصحيحها لحماية حقوق المستهلكين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar