فضل طلب العلم

نتحدث اليوم عن فضل طلب العلم في حياة كل إنسان، فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « َم ْن َس َل َك َطريقا َي ْب َتغي فيه ِع ْلما َسهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن المالئك َة َل َت َض ُع أ ْج ِن َحتها لطالب العلم ر ًضا بما َيص َنع، وإ َن العالم َل َي ْس َت ْغ ِف ُر له َم ْن في السماوات و َم ْن في األرض حتى الحي َتا ُن في الماء، وف ْض ُل العالم على ال َعا ِب ِد َك َف ْض ِل القمر على سا ِئ ِر الكواكب، وإن العلماء َو َر َثة األنبياء، وإن األنبياء لم َي َور ُثوا دينارا وال ِد ْر َهم ًا وإنما َور ُثوا العلم، َف َم ْن َأ َخ َذ ُه َأ َخ َذ ب َحظ َوا ِف ٍر، هذا الحديث الشربف يحثنا على طلب العلم، وأبواب الخير التي تعود على المسلم بالنفع في دنياه وأخرته؛ فمنها الحث على السعي في حوائج الناس؛ لما في ذلك من من أجر جزيل، وثواب كبير، ومنها مجالسة أهل العلم والقرآن؛ لما في ذلك من سعادة، وتحسين األجر والفضل، وفي هذا الحديث حث على أن يكون المسلم إيجابيا، ذا رسالة سامية في الحياة يطلب العلم، ويجتهد فيه مع إخالص النية لله عز وجل وهناك فضائل طلب العلم: فمنها أن من مشى في طريق يريد بسيره فيه الذهاب لطلب العلم أو بحث عن العلم ولو في بيته جازاه الله سبحانه بأن يسهل له طريق ًا إلى الجنة، وسلو ُك طريق العلم يشمل الطريق الحسي الذي يمشي فيه اإلنسان برجله، كما يشمل الطريق المعنوي، بأن يلتمس العلم من مجالسة العلماء، ومن بطون الكتب، وذلك أن الذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية، أو يجلس إلى شيخ يتعلم منه، فإنه قد سلك طري ًقا يلتمس فيه عل ًما ولو كان جال ًسا. ومن الفضائل المذكورة في هذا الحديث أن العلماء يستغفر لهم أهل السماء واألرض، حتى الحيتان في البحر، وحتى الدواب في البر. ومن فضائله أن المالئكة الذين كرمهم الله عز وجل تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، تواض ًعا وتعظي ًما للعلم وأهله. ومن الفضائل التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن العلماء ورثة األنبياء، حيث ورثوا منهم العلم والعمل، وورثوا الدعوة إلى الله عز وجل وهداية الخلق وداللتهم على الله تعالى وعلى دينه. ومن فضائله أن مزية العالم على العابد كمزية القمر ليلة البدر على بقية الكواكب؛ ألن نور العبادة وكمالها مالزم للعابد ال يتخطاه، فهو كنور الكواكب، أما نور العلم وكماله فهو يتعدى إلى الغير فيستضيء به غير العالم. وذكر -عليه الصالة والسالم- أن األنبياء لم يورثوا لمن بعدهم الدنيا، فلم يورثوا درهما وال دينارا، وأن أعظم ميراث تركوه هو العلم، فليحرص كل إنسان على طلب العلم، قال عليه الصالة والسالم (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).