Al-Watan (Qatar)

شكرًا للمقاومة.. شكرًا للشعب الفلسطيني

- د. مصطفى يوسف اللداوي كاتب عربي ‪- tabaria@googlegrou­ps.com‬

شكرا للمقاومة التي أثلجت صدورنا وأفرحتنا، ورسمت البسمة على شفاهنا وأسعدتنا، وأعادت األمل إلى قلوبنا وأنعشتنا، ورفعت رأسنا وأعلت صوتنا، فهاهت نساؤنا وزغردت بناتنا، وتاه مجدا شبابنا، ودفعت مئات اآلالف من أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات للخروج إلى الشوارع فرحًا وابتهاجًا، والتهليل والتكبير في المساجد والشوارع حمد ًا لله وشكر ًا، فهذا يو ٌم من أيام شعبنا المباركة، الذي فيه انتقم ومن عدونا اقتص. شكرا للمقاومة التي لم تتركنا ننتظر طويال بعد مجزرة مخيم جنين أمس، نذرف الدموع ونبكي شهداءنا ونتجرع األسى وحدنا على ما لحق بنا، شكرا لها، وقد كان لسان حالنا جميعا ينادي بالثأر واالنتقام، ويستصرخ المقاومة أن تعجل وال تتأخر، فاستجابت لنا وعجلت، وسارعت بالرد والجواب ونفذت، فكان ردها موجعا ومؤلمًا، تأوه منها العدو وتوجع، وَأن من هولها جرحاه، وصدم جزعا من شهدها من مستوطنيه. شكرا للمقاومة أن جاء ردها في مدينة القدس، التي يباهي بها العدو ويفتخر، مدعيا أنها العاصمة األبدية الموحدة لكيانه، وأنها المدينة األكثر تحصينا واألشد تأمينًا، وأنها تتمتع بحمايٍة كبيرة وحراسٍة مشدد ٍة، فأصابته في قلبه، وباغتته في عمقه، ونالت منه في مكمنه، وأتته من مأمنه، وعلمته درسًا جديدًا مفاده أنها لن تسمح له باالستفراد بشعبنا واإلغارة على مدننا وبلداتنا، بينما يفاخر باألمن واألمان في عاصمته المدعاة. شكرا للمقاومة التي أثخنت في قلب العدو وطعنته، وأوجعته وآلمته، فقتلت منه سبعة وأصابت عشرة مستوطنين، جراح بعضهم خطيرة، فكبدته بشهادة مسؤوليه ثمنًا كبيرًا، وأجبرته على أن يتجرع من ذات الكأس، وقالت بمسدسها العامر للعدو المتغطرس في أكبر عملية نوعيٍة يشهدها منذ سنواٍت، إنها قادرة على الوصول إليه والنيل منه، مهما بلغت تحصيناته وإجراءاته األمنية المشددة. شكرا للمقاومة التي لطمت حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة، وأذهلت حكومته وأربكت قيادة جيشه، وصفعت وجه بن غفير وشريكه سموتريتش، وأخرستهما وهما المتشدقان بكل سوء، وركلت كل صهيوني متطرف ويميني متشدد، ممن توعدوا بتركيع الشعب الفلسطيني وإخضاعه، وهددوا بخنقه وحصاره، وطرده وتهجيره، وحرمانه ومصادرة أرضه، وباشروا في قتل أبنائه واعتقال رجاله، فجاءهم الرد درسا أخرسهم، وأنبأهم أن هناك جديدًا آخر ينتظر هم . شكرا لخيري علقم، الفلسطيني المقدسي، سليل المقاومين وحفيد الشهداء، الشاب اليافع، العزيز األبي، المقاتل الشجاع، الجريء الجسور، القوي الغيور، الثائر الغاضب، الذي انبرى إلى الميدان كفارس، وحمل مسدسه كسيٍف صارم، واستجاب إلى شعبه ولبى نداءه، فشكرا له أنه شفى غليلنا ورى ظمأنا، وأسعدنا بعد حزٍن، وأفرحنا بعد ألٍم، وهنيئا له شهادته، فقد والله نال المنى بما قدم، وارتقى إلى السموات العلى بما أعطى.

شكرا للشعب الفلسطيني العظيم الذي ينجب هؤالء الرجال، وفيه مثل هؤالء األبطال، الذين ال يقبلون بالظلم وال ينامون على الضيم، وال يسكتون على الحيف، ويثورون على ظالميهم، ويصدون المعتدي عليهم، ويردون الصاع له صاعين وأكثر، الذين يتنافسون على المقاومة، ويحاكون من سبقهم، ويقلدون من قاتل قبلهم، ويبرعون في رسم مالحم جديدة وأساطير للمقاومة مجيدة. شكرا لهذا الشعب الذي يربي أبناءه على الجهاد، وينشئهم على المقاومة، وينمي فيهم مفاهيم العزة والكرامة، ويخلق فيهم روح الصمود والثبات، وينشر بينهم ثقافة المقاومة ويقين النصر، ويزرع فيهم روح القوة وإحساس النصر، فيجعل صغيرهم كبير ًا، وضعيفهم قويًا، وواحدهم أمًة، وعاجزهم إراد ًة، وأعزلهم جبار ًا، وصامتهم ثور ًة، وثائرهم بركان ًا. شكرا للشعب الفلسطيني العظيم ورجاله الشجعان الذين يعيدون رسم صورتهم وعرض قضيتهم، ويحسنون التعبير عن حالتهم وبيان أصالتهم، ويظهرون لألمة العربية واإلسالمية التي تفتخر بهم وتعتز بحقيقتهم، أنهم شعٌب جبا ٌر، ثابٌت صامٌد، مؤم ٌن مقات ٌل، صل ٌب عنيٌد، ال يتنازل وال يفرط، وال يضعف وال يستسلم، وال يلقي البندقية وال يتخلى عن المقاومة. شكرا للشعب الفلسطيني الذي عمق أزمة العدو الصهيوني وأربك حكومته، وأظهر ضعف رئيسها وتخبطه، وكشف غروره وغباءه، وفضح علوه واستكباره، إذ جمع معه غالة شعبه ومتطرفي مستوطنيه، ظنا منه أنه يستطيع بهم لجم الشعب الفلسطيني وإرهابه، وسيتمكن بمزيد من القوة من دفعهم لليأس والقنوط والقبول بأقل المعروض خوفًا من بطٍش ينتظرهم، أو مصيٍر أسوأ يتربص بهم. هذا هو الشعب الفلسطيني الذي ال يؤجل رده وال يهمله، وال يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين وينساه، بل يعجل فيه ويبالغ، ويحدد هدفه ويقرر إصابته، ويصر عليه ويسدد إليه رميته، وال يبالي بتهديد العدو ووعيده، وال يلقي باال إلى سياساته وإجراءاته، وما رآه باألمس ليس آخر سهٍم في جعبته، وال آخر مقاتٍل من أبنائه، بل غيره كثيٌر من الفدائيين آ ٍت، ومعه جمٌع غفيٌر من المقاومين حتمًا قادم.

لطمة كبيرة لحكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة وصفعة على وجه بن غفير وشريكه سموتريتش

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar