اشتباكات متقطعة رغم الهدنة بالسودان

الخرطوم- األناضول- شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، اشتباكات متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع رغم دخول اتفاق وقف إطالق النار حيز التنفيذ. وذكر شهود عيان لألناضول، أنهم سمعوا دوي إطالق نار متقطع جنوبي الخرطوم وشمالي بحري (شمال شرقي العاصمة) بعد ساعات من دخول وقف إطالق النار بين الطرفين حيز التنفيذ مساء االثنين الساعة 19:45( ت.غ). ووفق الشهود، سمع دوي مدافع وتحليق للطيران الحربي في ضواحي الخرطوم الجنوبية، كما أفاد آخرون برؤية سحب دخان تعلو منطقة بحري. يأتي ذلك فيما سمع أهالي مناطق شرق والية الجزيرة، وسط السودان، دوي مدافع وإطالق الرصاص وسط تمركز قوات للطرفين في المنطقة المتاخمة لوالية الخرطوم. وفي منطقة جنوب الخرطوم، أبلغ المواطن هاشم عثمان «العربي الجديد»، أنهم عاشوا ليلة أمس حالة من الرعب الشديد بسبب القصف المستمر والمطاردات حتى داخل المنازل، لكن ومنذ الصباح هناك هدوء تام غير أن مخاوفهم مستمرة من تجدده. من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، لـ«العربي الجديد» إن قوات الدعم السريع المتمردة خرقت اتفاق وقف إطالق النار الذي دخل حيز التنفيذ، االثنين. وأوضح عبد الله أن «أول الخروقات ظهرت من خالل ما أدلى به قائد المتمردين محمد حمدان دقلو في تسجيل صوتي قبل بداية الهدنة وتحريضه ألفراده باالستمرار في القتال، إضافة لتحركات كثيفة لقواتهم في شمال كردفان ودارفور، ونهب دار سك العملة بالخرطوم». وأضاف أن االنتهاكات مستمرة ومنها «زيادة تمركزهم باألحياء السكنية في العاصمة الخرطوم». وفي مدينة األبيض، مركز والية شمال كردفان، غرب البالد أفادت مصادر من هناك، بأن التوتر يسود المدينة منذ مساء أمس، حيث يوجه الجيش قصفه لتجمعات خاصة بالدعم السريع على طريق «األبيض - الرهد»، وطريق «األبيض - النهود».

وأوضحت المصادر أن قوات الدعم السريع حاولت الدخول من الناحية الجنوبية للمدينة ما أدى لحدوث اشتباكات عنيفة استخدمت فيها األسلحة الثقيلة والخفيفة، وتواصلت المحاولة صباح أمس بهجوم لـ«الدعم السريع» من الناحية الغربية. ومساء االثنين، دخل اتفاق وقف إطالق النار المستمر ألسبوع، حيز التنفيذ، وسط إطالق نار متقطع وتمركز قوات «الدعم السريع» في أماكن سيطرتها في عدد من شوارع العاصمة. وحذر وزير الخارجية األميركي أنتوني بلينكن، األطراف المتصارعة في السودان من انتهاك اتفاق وقف إطالق النار، الذي دخل حيز التنفيذ مساء اإلثنين. وقال في رسالة مصورة بثها عبر مواقع التواصل االجتماعي ووجهها بشكل خاص إلى السودانيين، إن الواليات المتحدة والوسطاء في اتفاق الهدنة الجديد «سيحاسبون المخالفين من خالل فرض العقوبات وغيرها من الوسائل المتاحة». وأضاف: «لقد ذللنا العقوبات من أجل التوصل التفاق

إطالق النار هذا، واآلن تقع مسؤولية تنفيذه على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع». وأشار إلى أن المباحثات التي جرت في جدة بشأن األوضاع في السودان ركزت على أمر محدد يتمثل في «إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني». وفي السياق، أوضح بلينكن أن الحل الدائم للصراع الجاري بين الجنراالت في السودان يتطلب «أكثر» مما تم االتفاق عليه في مباحثات جدة. وفي السياق، أوضح بلينكن أن الحل الدائم للصراع الجاري بين الجنراالت في السودان يتطلب «أكثر» مما تم االتفاق عليه في مباحثات جدة. ولفت إلى أن السودانيين «هم من يتحملون مسؤولية تحديد مسار بالدهم»، وخاطبهم: «عليكم قيادة عملية سياسية الستعادة االنتقال الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية». ووعد بلينكن السودانيين باستمرار دعم الواليات المتحدة للحكومة الديمقراطية التي تمثل جميع طوائف الشعب.