كيف نفهم الذكاء االصطناعي ؟

لإلنسان قدرة هائلة على اكتساب المعرفة واستخدامها في معالجة األزمات وحل المشاكل والقضايا التي يتصدى لها جنبا إلى جنب مع خبرته في الحياة وتقديره للمواقف المتعددة، ويمكن القول إن الذكاء الطبيعي بشكل ما يكمن في قدرة اإلنسان على اكتشاف أسرار وقوانين الكون والقدرة على إبداع األفكار وإيجاد حلول المشكالت وتفسير الظواهر الكونية وفهم العالقات بين األشياء واختراع العديد من الوسائط التي تساعده على تطوير حياته، وقد توجت بصناعة الحاسوب الذي أدى إلى مضاعفة األداء الذهني واالبتكاري عند اإلنسان؛ ما جعل البعض يطلق عليه العقل اإللكتروني. نشأ الذكاء االصطناعي في ظل اتجاه جديد هو االتجاه التعددي، حيث إن البحث العلمي لم يعد مجهود ًا فردي ًا ذاتي ًا يقتصر على مجال واحد في تخصص علمي واحد. ويأتي علماء الذكاء االصطناعي من تخصصات مختلفة منها الحاسب اآللي والرياضيات والمنطق وعلم اللغة والفلسفة وعلم النفس، والذكاء االصطناعي حقل من الدراسة القائمة على فرضية أنه يمكن اعتبار التفكير الذكي شكال من أشكال الحوسبة ويمكن تنميطها بل ميكنتها في نهاية األمر، ولتحقيق ذلك هناك مسألتان رئيسيتان يجب التصدي لهما؛ تمثيل المعرفة، ومعالجة المعرفة.

يمكن تعريف الذكاء االصطناعي بأنه نمذجة جوانب من التفكير البشري على أجهزة الحواسيب، فهو الحقل الفرعي لعلوم الحاسب والمعنية بمفاهيم وأساليب االستدالل الرمزي بواسطة الحاسب وتمثيل المعرفة الرمزية لالستخدام في صنع االستدالالت. تحاول برامج الذكاء االصطناعي التعامل مع رموز تعبر عن معلومات غائمة مثل: الجو اليوم بارد، والطعام له رائحة زكية، وهو تمثيل يقترب من شكل تمثيل اإلنسان لمعلومات في حياته اليومية، إذا يحاول الذكاء االصطناعي إضفاء إحدى السمات المميزة للعقل البشري وهي القدرة على التعامل مع المنطقة الغائمة غير الواضحة وغير المحددة الكامنة في الكثير من األمور الحياتية لدى البشر كالتفكير، والحوار، والتي يصعب على اآللة بشكلها التقليدي التعامل معها. الذكاء االصطناعي ال يطبق على األجهزة، واآلالت (الروبوتات) فحسب، بل يتم كذلك داخل أنظمة الحاسوب «البرامج الذكية، أو الخوارزميات»، كما تعتمد تقنيات الذكاء االصطناعي على تحليل البيانات، وفي القلب منها البيانات المتاحة على منصات التواصل االجتماعي. إن تطبيقات الذكاء االصطناعي هي مزيج من التقنيات المختلفة سواء كانت برامج، أو أجهزة، أو مزيجا بين االثنين فبعض هذه التقنيات قائمة على البرمجيات، والشبكات العصبية االصطناعية، والحوسبة التطورية، والنظم الخبيرة، والتعلم اآللي، وهناك تقنيات تستند إلى البرامج الذكية، والبرمجيات التي تعمل على استخراج البيانات، والنصوص، وتحليل المشاعر، باإلضافة إلى تقنيات تعتمد على األجهزة وباألخص الروبوتات، والمركبات المستقلة، والرؤية االصطناعية.