Al-Watan (Qatar)

ماذا يحدث لالقتصاد األميركي؟

- عربي بوست

أعلنت وزيرة الخزانة األميركية «جانيت يلين»، في 16 مايو الجاري أن صالحية اإلجراءات االستثنائي­ة المتبعة، منذ يناير من بداية هذا العام، قد شارفت على االنتهاء، حيث وصل الدين العام األميركي إلى الحد األقصى، بما يعادل 31.4 تريليون دوالر، وأعطت الكونغرس األميركي وحكومة جو بايدن ُمهلة حتى يوم 1 يونيو الُمقبل، عندها ستتخلف الواليات المتحدة عن اإليفاء بالتزاماته­ا الخارجية والداخلية، وسوف تتوقف عن تمويل مشاريعها العامة. في هذه األثناء ُتجرى الُمباحثات بين «كيفين مكارثي»، المتحدث باسم األغلبية الجمهورية في مجلس النواب األميركي، وبين جو بايدن وعدد من المفاوضين عن الحزب الديمقراطي، وهي مستمرة منذ بداية العام دون أية مؤشرات في تحقيق أي اختراق حقيقي، وهو ما يسبب حالة من الفزع لدى االقتصاديي­ن والمستثمري­ن واألسواق األميركية والعالمية. تلعب السياسة الحزبية في أميركا دورًا كبيرًا في تفاقم تلك األزمة أو خفوتها، فالحزب الذي ال يسيطر على مجلس النواب يفقد األفضلية في الموافقة الروتينية على قرار رفع سقف الدين، وعندها يتحكم الحزب اآلخر في المفاوضات، ويطلب من الحزب الحاكم التنازل عن بنوٍد ُمعّينة في ميزانيته العامة وال ينفق لتمويلها، أو حتى ال يقوم بجمعها كإيرادات. صوت الحزب الجمهوري، في أبريل الماضي، من أجل تخفيف النفقات الحكومية بمقدار 4 تريليونات دوالر، وهو القرار الذي لم يدعمه مجلس الشيوخ بقيادة الحزب الديمقراطي، وهنا تكمن المشكلة؛ فالحزب الجمهوري

يريد من حكومة بايدن أن تقوم بإلغاء مخصصاتها من أجل استثمارات الطاقة النظيفة، وأيضًا إلغاء ُمخصصات لدعم برنامج الديون الطالبية، وإال ستترك الحكومة لمصيرها وهو اإلفالس. من جانبه يهدد الرئيس األميركي باستخدام التعديل 14 من الدستور، الذي يتيح له تجاهل االتفاق حول تحريك سقف الدين، وأنه غير مستعد للتنازل أمام ضغوطات الحزب الجمهوري، كما تنازل سلفه الرئيس باراك أوباما وتسبب في هزائم سياسية قاسية للحزب الديمقراطي. ُيعتبر التصنيف االئتماني للواليات الُمتحدة هو األقوى واألعلى موثوقية في العالم، حيث تصنف من وكاالت التصنيف بـ ،AAA وهو ما يجعل معدالت الفائدة على أذونات الديون األميركية معدالت معيارية، وفي الوقت نفسه يكتسب سوق البورصة األميركي أفضل معايير االستثمار في العالم. كل تلك المميزات يمكن أن تفقدها الواليات المتحدة بمجرد إعالن تخلفها عن سداد الديون، وأثر ذلك اإلعالن الكارثي على االقتصاد العالمي، وخصوصا في الشرق األوسط.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar