Al-Watan (Qatar)

«حقوق اإلنسان» تنظم برنامجا تفاعليا لألئمة

حول قيم التسامح بين الشريعة اإلسالمية والقانون الدولي المرزوقي: الذود عن ديننا الحنيف بنشر قيمه السمحاء اإلسالم يصون كرامة اإلنسان بعكس ما يتم ترويجه

-

نظمت اللجنة الوطنية لحقوق اإلنسان بمقرها أمس، برنامجا تفاعليا، لفائدة أئمة وخطباء المساجد حول «قيم التسامح بين الشريعة اإلسالمية والقانون الدولي لحقوق اإلنسان». وتأتي أهمية مثل هذه المحاضرة في ظل انتشار ظاهرة ما يسمى «االسالموفو­بيا» والتي استهدفت تأجيج خطاب الكراهية ضد اإلسالم الذي احتضنت شريعته مبادئ حقوق اإلنسان وحفظ كرامته منذ أكثر من 1400 عام. وخالل افتتاحية البرنامج التفاعلي قال السيد حمد ماجد المرزوقي مدير إدارة الشؤون اإلدارية والمالية باللجنة، إن البرنامج يهدف إلى الذود عن ديننا الحنيف بنشر ما يتضمنه من قيم التسامح وحرصه على احترام حقوق اإلنسان وصون كرامته بعكس ما يتم ترويجه. وأكد المرزوقي أن حرص الدين اإلسالمي على حقوق اإلنسان،

واحترام كرامته وحرياته، مضيفا أن الرسالة السامية جاءت لترسخ مبادئ العدل والمساواة بين بني البشر أجمعين، وإنهاء عن الظلم واالستبداد والعنصرية واالضطهاد، والدعوة للسالم والعيش المشترك بين مختلف الرساالت السماوية والطوائف واألعراق واألجناس. واستعرض المرزوقي جهود اللجنة الوطنية لفتح نافذة قوية للتعريف باإلسالم ونشر ثقافة السلم والتسامح، والحوار عن طريق معرض الخط العربي حول «حقوق اإلنسان في الثقافة اإلسالمية» وهو عبارة عن لوحات فنية تتضمن آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة احتضنت مبادئ حقوق اإلنسان وصارت أصال ثابتا في كافة تعامالت اإلنسان المسلم. ولفت المرزوقي أن المعرض طاف عددًا كبيرًا من العواصم األوروبية باإلضافة إلى تنظيمه بمقر األمم المتحدة والبرلمان األوروبي وذلك بهدف مواجهة ثقافة التحريض والعنف وخطاب الكراهية ومحاوالت إلصاق تهمة اإلرهاب بالدين اإلسالمي. وتناول البرنامج التفاعلي ورقتي عمل حول «قيم التسامح بين الشريعة اإلسالمية والقانون الدولي لحقوق اإلنسان»، و«االسالموفو­بيا.. أبعاد الظاهرة وآفاق مواجهتها من منظور حقوق اإلنسان». تضمنت ورقة العمل األولى معنى التسامح، والشريعة اإلسالمية وقيم التسامح، جذور التسامح في التراث العربي واإلسالمي، قيم التسامح في القانون الدولي لحقوق اإلنسان، ودور اللجنة الوطنية لحقوق اإلنسان في نشر قيم التسامح. واستعرضت بعض آيات القرآن الكريم عن حرية التدين في نحو 100 آية وهو ما يؤكد أن التسامح شكل األساس في اإلسالم الذي

يؤكد على حرية المسلمين، حرية اإلكراه أو اإلجبار، اآلخر. وفيما يتعلق بجذور التسامح في التراث العربي واإلسالمي تناولت الورشة بالتفصيل بعض الوقفات التاريخية كحلف الفضول، دستور المدينة «الصحيفة»، صلح الحديبية، العهدة العمرية، ووثيقة فتح القسطنطيني­ة. كما ركزت الورقة األولى على «قيم التسامح في القانون الدولي لحقوق اإلنسان» ومصطلح التسامح الذي ورد في ديباجة ميثاق األمم المتحدة بالقول (نحن شعوب األمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا ان نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق األساسية لإلنسان وبكرامة الفرد وقدره.. وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا ان نأخذ أنفسنا بالتسامح، ونعيش بسالم وحسن جوار)، العقيدة لغير التعبد، وعدم والتزام احترام

واستعرضت ما ورد في المادة األولى من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان: يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وغيرها كالمادة 26 التي تربط بين التعليم وتنمية التفاهم والتسامح. وتناولت ورقة العمل الثانية المقدمات التاريخية لظاهرة االسالموفو­بيا، وصورها وأشكالها ومظاهرها، والموقف األممي منها، والمجتمع الدولي في مواجهة الظاهرة. الموقف العربي واإلسالمي منها، ومخاطر الظاهرة وتداعياتها ومقترحات لمعالجتها، والموقف األوروبي من الظاهرة. وفي إطار الموقف العربي واإلسالمي لمحاربة الظاهرة استعرضت الورقة جهود جامعة الدول العربية، ووزارة العدل القطرية، واألمانة العامة للجامعة والبرلمان العربي، ومنظمة التعاون اإلسالمي، في إطار االنذار بمخاطر الظاهرة وتداعياتها

ومقترحات لمعالجتها. وخلصت الورقة إلى العديد من المقترحات لمواجهة الظاهرة أبرزها ضرورة إنتاج أفالم وثائقية وروائية تعكس الجوهر الحقيقي لشريعتنا اإلسالمية السمحاء وعالمية الخطاب اإلسالمي، وإنشاء قناة فضائية مكرسة لتنفيذ دعاوى االسالموفو­بيا والحمالت اإلعالمية المضللة عن اإلسالم والمسلمين، تضافر جهود الدول العربية واإلسالمية إلبرام اتفاقية دولية ملزمة لتجريم اإلساءة إلى للمعتقدات والرسل، وكافة أشكال التنميط العنصري القائم على أساس الدين والمعتقد بما فيها (ظاهرة االسالموفو­بيا)، باإلضافة إلى حث المواطنين المسلمين في الدول الغربية على اللجوء إلى القضاء حال تعرض معتقداتهم لإلساءة والتشوية بناء على القوانين الوطنية والقانون الدولي.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar