Al-Watan (Qatar)

االحتالل والخوف على المكانة

- القدس الفلسطينية

تتردد اإلدارة األميركية في استقبال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو منذ فوزه في االنتخابات األخيرة، وكذلك انتقادات اإلدارة لألنشطة االستيطاني­ة «االستفزازي­ة» وإظهار االستياء من اقتحام وزير األمن اإلسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد األقصى، أثارت ردود فعل متباينة لدى األوساط السياسية. فبعضها متخوف على مكانة إسرائيل في األولو ّيات األميركية، والبعض اآلخر يتف ّهم الموقف األميركي، ويح ّمل حكومة نتانياهو مسؤولية تراجعه بسبب تو ّرطها في سياسات داخلية من شأنها تغيير هوية الدولة وتعميق االنقسام على مستوى الشعب والمؤسسات، وزيادة جرعة االستيطان، وهو األمرالذي ما تزال اإلدارة األميركية متح ّفظ ًة عليه. غير أ ّن الخوف على المكانة في أميركا يظ ّل محدود ًا وقاب ًال للمعالجة إذا ما نظر لطبيعة وأساس العالقة بين أميركا والدولة العميقة إسرائيل، وعلى وجه الخصوص مؤسستها األمنية العسكرية. من البديهي أن تخاف إسرائيل على مكانتها، ما دام على رأس حكومتها نتانياهو وبن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهم من أساطين العنصرية الذين يعتنقون شعار «الموت للعرب» ثابتا سياسيا وعقائديا.. وآخر ما ُّ حررفي هذا المجال هو ظهور انزعاج يصل ح ّد الخوف من حصول تطبيع مقبل وقريب ج ّد ًا بين مصر وإيران ِلما لهذا التطبيع المك ّمل للتطبيع السعودي اإليراني من تأثير إيجابي على المناخ السياسي في المنطقة، إذ س ُيغ ِلق الكثير من الفراغات التي كانت مرتع ًا خصب ًا

يمكن اللعب فيه وعليه، ذلك أن االستثمار اإلسرائيلي األكثر ربح ًا يت ّم في أجواء التو ّتر الشامل التي تعيشها المنطقة وكادت تح ّول إسرائيل من خصم للجميع إلى العب مؤ ّثر بين الجميع، حتى بدا للعديد من دول المنطقة أن العالقة معها صمام أمان ومخرج مضمون من األزمات االقتصادية. خوف إسرائيل على المكانة ليس أساسه إقليمي ًا وال دولي ًا، بل هو مح ّلي وفلسطيني. فمحل ّي ًا ها هي الدولة التي تاجر زعماؤها كثيرا، بكونها واحة الديمقراطي­ة الخضراء في صحراء الشرق األوسط، تستق ّر في وضع مناقض تمام ًا ال ّدعائها، إذ ت ّتجه إلى حكم عنصري ال ديمقراطي يرفضه غالب ّية اإلسرائيلي­ين، وفلسطيني ًا تواصل بأشرس الوسائل واألساليب حكم شعب آخر يعد بالماليين، واالستيالء على ممتلكاته، واستباحة حياته، ورعاية أطول وأعمق نكبة عرفتها البشرية، وهو ما اضطر األمم المتحدة إلى االعتراف بها، وإدانة صانعيها م ّمن يج ّسدون االحتالل الوحيد الباقي في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar