Al-Watan (Qatar)

بداية حرب أهلية

- ماهر أبو طير كاتب أردني

لم تعد المعركة في السودان، معركة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وقد دخلنا التوطئة للحرب األهلية الشاملة، حيث دعت وزارة الدفاع السودانية متقاعدي القوات المسلحة وكل القادرين على حمل السالح للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا ألنفسهم وذويهم، وذلك ردا على تجاوزات قوات الدعم السريع ضد المدنيين ومتقاعدي الجيش، فيما حض وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين، كل متقاعدي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السالح، على التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا ألنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية ألعراضهم، والعمل وفق خطط هذه المناطق. هذا يعني تسليح السودانيين، وهم جميعا ينتمون إلى قبائل، بما يعنيه ذلك من ردود فعل وأوسع عمليات قتل وثأر، سنراها خالل الفترة المقبلة، بين مكونات السودان الذي بدأ فعليا باالنزالق نحو الحرب األهلية التي ستؤدي في المحصلة إلى التقسيم من أجل فصل مكونات النزاع عن بعضها، بما يعنيه من توليد دولة جديدة في السودان خالل فترة قريبة. بدال من الحرب بين قوى عسكرية تمثل فريقين، أصبحنا أمام حرب يشارك فيها المدنيون فعليا، ألن الدعوة موجهة إلى كل قادر، إضافة إلى المتقاعدين العسكريين، مما يعني أن هذه الحرب سوف تمتد إلى كل المدن واألحياء. السيناريو المقبل سيئ، فاالتصاالت السياسية لم تؤد إلى نتيجة، وال أي هدنة تصمد، والمدنيون األبرياء يهجرون مناطقهم، ويتجهون نحو تشاد ومصر، أو إلى مناطقهم األصلية طلبا للنجاة والحماية، بما يعني أننا أمام نتائج مؤكدة، أولها احتمال نشوب حرب أهلية، وثانيها حدوث تقسيم في السودان، وثالثها حدوث موجات هجرة واسعة، ورابعها تبلور كل االحتماالت الخطرة على مسار البحر األحمر. بتسليح المدنيين، دخلنا مرحلة الحرب األهلية، ألن الطرف الثاني سيرد بذات الطريقة، وحين يدخل المدنيون طرفا في حرب من هذا الطراز، فعلينا أن نعرف إلى أين يذهب السودان؟!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar