مجلس أمناء مدرسة

تعتبر المدرسة المؤسسة األهم في أي مجتمع كونها األساس المتين والحصن الحصين لضمان رفعته ونهضته ومعقل العلم، ومصنع األجيال التي يقع على عاتقها مواصل االزدهار، فهم أمل قطر ومستقبلها. مع أننا تخرجنا منذ سنوات وغادرنا المدرسة إلى الجامعات، لكن ال نزال نحمل معنا أجمل الذكريات، فال يوجد من بيننا أحد إال وله ذكريات جميلة من أيام المدرسة مع األحباب واألصحاب، ونتذكر بكل شوق فضل المعلمين والمعلمات، وصحبة الزميالت، وال نتخيل مواطنا صالحا يؤدي دورا مشهودا في خدمة الوطن إال ويكون قد نال شرف االلتحاق بالمدرسة، سواء كان طبيبا أو مهندسا أو معلما أو قاضيا أو محاميا.. إلخ، ففيها يكون التعليم والتثقيف والتنوير، وغرس القيم، والتربية وحسن الخلق، وتعظيم االنتماء للوطن الغالي والوالء لقيادته الرشيدة. لذلك كانت سعادتي كبيرة وأنا أتلقى دعوة كريمة من األستاذة منى الكبيسي هذه المربية والمعلمة الجليلة، مديرة مدرسة سودة بنت زمعة اإلعدادية الجميلة، للمشاركة كعضو في أحد اجتماعات مجلس األمناء التي تعقد بصفة دورية، وزادت سعادتي بمجرد االنطباع األول عند دخول المدرسة، فبطريقة عفوية عقدت مقارنة بين مشاركتي هذا العام في هذه المدرسة ومشاركات أخرى لي في أعوام سابقة كعضو في مجلس االمناء لمدارس اخرى، والتفعيل البناء لهذه المدرسة في تفعيل المجلس بين اولياء األمور وادارة المدرسة، وأقل ما يمكن أن أذكره بهذه المناسبة أنني انبهرت بحجم ونوع األنشطة االجتماعية والثقافية والترفيهية والتعليمية والتربوية التي تنظمها المدرسة والتي تهدف في المقام األول واألخير إلى التفاعل مع المجتمع وإكساب الطالبات مهارات استثنائية والوعي بقضايا المجتمع. أعجبني التفاعل منقطع النظير مع المناسبات العالمية والمحلية والشراكة المجتمعية، الذي انعكس أثره اإليجابي على عقول وفكر الطالبات، وعلى ثقافتهم وحبهم للوطن والقيادة الرشيدة، وجملة القول إن جولة في أقسام المدرسة للوقوف على أنشطة الطالبات يتأكد لنا أننا أمام صرح تعليمي ثقافي حضاري، متحف جميل محتوياته ومقتنياته من عمل الطالبات، يتأكد لنا أننا أمام النموذج السليم للمدرسة التي نريدها في دولتنا قطر. وبتبادل أطراف الحديث مع المربية الفاضلة مديرة المدرسة لمست نشاطها وحماسها وحيويتها وحبها لمهنتها وسعة أفقها وعمق ثقافتها ومما زاد انبهاري هي معرفتها لكل طالبه ومستواها االكاديمي واالجتماعي بالرغم من العدد الكبير لطالبات المدرسة، حيث إنها ملتزمة بحضورها الفعلي مع الطالبات في الطابور والفرصة ووقت الصالة، فلم استغرب عندئذ من هذا التميز والتفرد للمدرسة التي أتمنى أن تحذو حذوها وتستلهم تجربتها بقية المدارس. شكرا لهذه المدرسة الجميلة بمديرتها ومعلماتها وطالباتها وجميع المنتسبين لها في كل أقسامها على هذا المستوى الذي يعزز فينا الثقة بمتانة المنظومة التعليمية بدولتنا الغالية، وبأن طالبات قطر يتمتعن بمهارات وقدرات عالية، ويقدمن للوطن في المستقبل مواطنين صالحين قادرين على تحمل مسؤولية مواصلة االزدهار واالرتقاء نحو مستقبل أكثر إشراقا وتقدما، فهنيئا لقطر بأجيالها القادمة.