Al-Watan (Qatar)

كلية المجتمع تنظم ندوة لطالبها

احتفاًء بــ«تأسيس المسرح

-

شارك في الندوة التي أدارها الناقد المسرحي، الدكتور سعيد الناجي، كل من الدكتور مرزوق بشير، دكتوراه في اإلعالم والمسرح، والفنان المسرحي سعد بورشيد، والدكتور رامي أبو شهاب، أستاذ الفنون بجامعة قطر، وحظيت الندوة بنقاشات مستفيضة، أسهمت في إثراء المعرفة المسرحية عند الحضور، وسلطت الضوء على تقاطع الدراما والسينما مع التاريخ، وصول إلى فهم التجربة الفنية القطرية بهذا الخصوص. وقد عبرت مشاركات الطالب والجمهور عن وعي بأهمية اإلنتاجات الدرامية التاريخية الحالية، وخاصة القطرية منها، وأكدت على ضرورة امتالك قطر صناعة سينمائية قوية تستطيع الحضور عالميا مثلما يحضر اإلعالم القطري بقوة، ويؤثر في الرأي العام العالمي. وفي هذا السياق، أكد د. مرزوق بشير في مداخلته، أن «الدراما والتاريخ» موضوع راهن، يثير الكثير من األسئلة والسجالت، خاصة بعد الموجة الكبيرة للمسلسالت

واألفالم، التي تتناول قضايا وقصصا تاريخية، ينتشر صداها، ويصل إلى الرأي العام الثقافي واإلعالمي وحتى السياسي، وليس أدل على ذلك، النقاش الذي واكب مسلسل عمر بن الخطاب وغيره كثير. أيضا تناول د. بشير العالقات المركبة بين الدراما والتاريخ، وضرورة مسح األفكار المسبقة والجاهزة التي تحاول أن تمنح قوة لـ«حراس التاريخ» على حساب الدراما بدعوى «الوفاء للحقيقة التاريخية»، حيث يراد إخضاع الدراما إلى التاريخ وتفاصيله، لكن الحقيقة التاريخية غير متفق عليها أول، ثم إنها محكومة بنظام غير نظام الدراما، ألن نقل التاريخ عبر الدراما ليس غايته التاريخ نفسه، وإنما غايته الحاضر، وإشكالته. ولهذا دافع د. بشير عن أسبقية الدراما، وقدرتها على تطويع، وتحويل القصة التاريخية وفق استراتيجيا­ت الكتابة، واشتراطات اإلنتاج الدرامي، وأولياته؛ فالغاية تسمح بالتصرف في العنصر التاريخي، ألنها ل تقصد

نقل األحداث التاريخية كما هي، والتي يتوقف عندها التاريخ، لكنها تنبش في األسباب الكامنة وراء الحدث التاريخي، وتضيء به الحاضر، وتقترح رؤية للمستقبل. وأضاف: إننا نحتاج إلى عدم إسقاط األحكام الخارجية على الدراما، كما نحتاج إلى تمثل فكرة أن التاريخ يصبح أداة درامية ليس إل، وعنصرا للتخييل الدرامي سواء في المسلسل أو الفيلم أو المسرحية، وليس وثيقة تاريخية مقدسة؛ مما يسمح بالتناول الدرامي الذي ينير الحاضر والمستقبل، ول يتوقف عند المعطى التاريخي الجامد. من جانبه، تناول الفنان سعد بورشيد التباسات التجربة القطرية في تناول التاريخ دراميا؛ من خالل عدد من المسلسالت، كان أشهرها مسلسالت، عمر، المرابطون، األندلس، ناهيك عن تناول التاريخ في المسرح، وما شهده من توا ٍز كان حاض اًرا في تناول التاريخ مع التطور الذي عرفه بعد العتراف الرسمي لوزارة الثقافة مطلع سبعينيات القرن الماضي، واستمر متألقا. لكن لألسف، إن اإلنتاج الدرامي الحالي في قطر غير مقنع، كما يقول الفنان بورشيد، ويتابع: حاليا ل يواكب التطورات الحاصلة في المجال اإلعالمي والدرامي، كما ل يواكب تطور صناعة التليفزيون والسينما العالمية، رغم أن قطر أصبحت اآلن نموذاًجا عالماًيا في اإلنتاج اإلعالمي المستقل، والمؤثر في الرأي العام العالمي، كما أصبحت تمتلك تجربة فريدة في اإلعالم الرياضي؛ وهذا يطرح أكثر من سؤال عن وضعية اإلنتاج الدرامي غير المقنعة. كذلك قدم د. رامي أبو شهاب كشفا للسينما التي تناولت التاريخ، وطرق تناوله من تقديم القصص التاريخية إلى تناول الشخصيات التاريخية، وغيرها من الطرق، وذلك عبر مداخلته عن تقاطع الدراما والسينما مع التاريخ سواء على الصعيد العربي أو العالمي، وركز على التوظيف األيديولوج­ي للتاريخ في السينما، من خالل الكم الهائل من األفالم الذي خصص للهولوكوست، وقصص العنف النازي ضد اليهود.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar