لهذا اختار األتراك أردوغان؟

في 28 مايو عام 2023 اتخذت تركيا قرارها في الجولة الثانية من االنتخابات الرئاسية. وفاز أردوغان في االنتخابات بنسبة 52.16 % من األصوات مقابل 47.84 % لصالح كليجدار أوغلو، ليستمر في منصب الرئيس لوالية جديدة. وواضح أن هذه النتيجة توقعها كثير من المحللين بعد الجولة األولى من االنتخابات. وبعد إعالن سنان أوغان، المرشح الرئاسي لتحالف األجداد، دعمه لتحالف الجمهور، ازدادت هذه التوقعات قوة.. وهكذا، أثبت أردوغان، الذي فاز في كل انتخابات شارك فيها منذ عام ،2002 صالبته مرة أخرى. ألقى أردوغان خطابه األول بعد االنتخابات من مقر إقامته في «قيسيكلي» بإسطنبول، وهو أول خطاب غير رسمي بعد االنتخابات، حيث قال أردوغان إن تركيا انتصرت، وهاجم في خطابه حزب الشعب الجمهوري وكليجدار أوغلو. ففي الوقت الذي أعلن فيه استعداده للجولة الثانية في خطابه الذي أعقب الجولة األولى من االنتخابات، أعلن أيضا استعداده النتخابات المحليات في خطابه األول بعد انتهاء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، وتحدث صراحة عن رغبته في استعادة بلدية إسطنبول، وهذا يظهر من هو أردوغان المخضرم في الساحة السياسية، ففي كل حالة يتضح مدى دقة قراءته للعملية التالية ومدى استعداده لها. كما تعلمون خطاب الشرفة هو أول خطاب رسمي بعد االنتخابات، فألول مرة، لم يلق أردوغان خطاب انتصاره من شرفة مقر حزبه العدالة والتنمية، لكن من شرفة المجمع الرئاسي. يحمل هذا الموقف داللة رمزية مهمة، حيث أظهر أردوغان بهذه الطريقة أنه أعيد انتخابه رئيسا لتركيا للمرة الثانية، أي أنه ترشح لمنصب الرئيس واستمر في منصبه بعد االنتخابات. انتقد أردوغان في بقية خطابه القوى األجنبية والصحافة األجنبية، في إشارة إلى أصحاب رؤوس األموال والمؤسسات الغربية، من ناحية أخرى، أعاد التأكيد على خفض سعر الفائدة، وتطرق أيضا إلى السياسة الخارجية وقضايا األمن تحديد ًا، قائ ًال في خطابه إنهم يعملون بالشراكة مع قطر من أجل «العودة الطوعية» لالجئين السوريين، واتفقوا على مشروع من أجل إعادة توطينهم. لذلك يمكنني القول إن أردوغان يعتمد على أسلوب خطاب قائم على األمن، وفي الواقع يعد هذا األسلوب أحد أهم أسباب فوز أردوغان في االنتخابات، حيث تشير النتائج إلى أن غالبية الشعب التركي يواصلون دعم أردوغان على الرغم من المشكالت االقتصادية، لكن االستقرار واألمن كان العامل الرئيسي لدعمه في هذه االنتخابات. بالنظر إلى أن عام 2023 هو بداية «قرن تركيا» بالتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، وصف أردوغان هذه االنتخابات بأنها بوابة «القرن التركي».