Al-Watan (Qatar)

عمليات إعدام وقتل ممنهجة لمعتقلي غزة

29 يقوم بها االحتالل وكشف عنها المرصد األورومتوس­طي لحقوق اإلنسان 35(

-

غزة- وكاالت- أفاد المرصد األورومتوس­طي لحقوق اإلنسان، أمس، بتعرض األسرى والمعتقلين الفلسطينيي­ن من غزة لجرائم قتل وتعذيب وحشية في مراكز االعتقال اإلسرائيلي­ة منذ بدء الحرب على القطاع. واعتقل جيش االحتالل اإلسرائيلي آالفا من أبناء قطاع غزة المدنيين خالل الحملة البرية الوحشية المستمرة منذ أشهر، واحتجز مئات منهم في مراكز اعتقال وتحقيق غير معروفة. وقال المرصد «األورومتوس­طي» إن سجون ومراكز احتجاز إسرائيلية تحولت إلى نسخ أشد دموية من معتقل «غوانتنامو»، بما تشهده من أشكال تعذيب مشينة، ومعاملة حاطة بالكرامة اإلنسانية، وحرمان الحد األدنى من الحقوق األساسية. وكشف تحقيق لصحيفة «هآرتس» العبرية، أخيرًا، عن مقتل معتقًال من قطاع غزة خالل استجوابهم واحتجازهم في منشآت عسكرية إسرائيلية، وذلك بفعل التعذيب أو حرمان العالج. واستشهد المعتقلون لدى احتجازهم في قاعدتي «سدي تيمان» قرب مدينة بئر السبع في جنوب دولة االحتالل، و«عناتوت» قرب مدينة القدس المحتلة، أو في أثناء التحقيق معهم في منشآت إسرائيلية أخرى دون أن ينشر الجيش أي معطيات عن ظروف مقتلهم. ووفقا للمرصد، يواصل جيش االحتالل ارتكاب جريمة اإلخفاء القسري لألسرى والمعتقلين من قطاع غزة، ويرفض اإلقرار بحرمان هؤالء حريتهم، من خالل رفضه اإلفصاح عن قوائم بأسمائهم أو إعطاء معلومات عن مصيرهم، ما يحرمهم الحماية القانونية المقررة لهم، ولفترات طويلة من الزمن. وأشار إلى تعرض العديد منهم للتعذيب الجسدي والنفسي والعنف الجنسي والتهديد، فيما تعرض بعض المعتقلين لمساومات وعمليات ابتزاز من أجل التعاون مع الجيش و«الشاباك» اإلسرائيلي مقابل التخفيف من تعذيبهم أو الحصول على بعض ما سميت «امتيازات» واإلفراج عنهم. ولفت المرصد إلى أن معسكر «سدي تيمان» اإلسرائيلي «تحول إلى سجن»غوانتانامو«جديد يحتجز فيه األسرى والمعتقلون في ظروف قاسية جدا داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء، ودون طعام أو شراب لمدد طويلة، فضال عن تعرضهم للتعذيب الشديد والضرب المبرح والمعاملة الالإنساني­ة، لنزع االعترافات باإلكراه». وذكر أن الفئات العمرية للمعتقلين في المعسكر اإلسرائيلي تراوحت بين األطفال والشباب وكبار السن، وُيحّقق معهم وهم معصوبو األعين وأيديهم مكبلة بشكل متواصل على مدار أيام في مجمعات مسيجة. وبحسب شهادات نقلها المرصد، فإنه خالل ساعات الليل، تكون األضواء مضاءة ومسلطة على المعتقلين بقوة بهدف إرهاقهم وحرمانهم النوم على نحو متواصل، فضًال عن تعّرضهم ألنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة، وحرمانهم كليا طوال فترة االحتجاز أي لقاء مع محامين أو زيارات من اللجنة الدولية للصليب األحمر، أو تلقي العالج الالزم. وأكد المرصد األورومتوس­طي أن تلك الجرائم تستوجب تحرك الجهات القضائية إلخراج جثامين المعتقلين وتحديد هوياتهم وإعادة رفاتهم، وإنصاف الضحايا وعائالتهم، مؤكدا ضرورة اتخاذ اإلجراءات الالزمة كافة إلنقاذ حياة اآلالف ممن ال يزالون قيد االعتقال واألسر واالختفاء القسري. وأشار المرصد األورومتوس­طي إلى أن اثنين على األقل ممن قضوا خالل احتجازهم لدى جيش االحتالل اإلسرائيلي كانا عاملين من قطاع غزة يحمالن تصاريح عمل (داخل إسرائيل)، وقد اعتقال بعد السابع من

تشرين األول الماضي، حيث احُتِجز مئات العمال في منشآت عسكرية بدعوى التحقيق معهم. ونقل المرصد عن «جهاد ياسين» عاًما) قوله إنه تعّرض لالعتقال لمدة

يوما في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، واحتجز في ظروف «وحشية ومخيفة» تضمنت التعذيب بالصعق بالكهرباء والضرب المبرح وإبقاءه مقيًدا، فضًال عن رّش مواد غريبة وغير مألوفة على جسده وأجساد معتقلين آخرين، ما يجعلهم عرضة للحشرات، مع تركهم عراة في الطقس البارد. وقال رضوان كتكت عاما)، وهو موظف لدى السلطة الفلسطينية من سكان شمال قطاع غزة، إنه تعرض في كانوناألول­الماضي لالعتقال لمدة يوما بعد اقتياده من مركز إيواء قرب مستشفى «كمال عدوان». وقال: «من شدة الضرب والتعذيب، ظل جسدي ينزف، وكان الجنود يشغلون الموسيقى بصوت عال، ويفتحون المراوح الهوائية على صدورنا بعد صب الماء البارد علينا»، الفًتا إلى تعرضه الحقًا للشبح على عمود خرساني بشكل معكوس. محمد خيري دلول عاما) من سكان حّي الزيتون، جنوبّي مدينة غزة، كان هو اآلخر أحد ضحايا التعذيب الوحشي، بعد اعتقاله في تشرين الثاني الماضي واحتجازه لمدة يوما، لدى محاولته النزوح إلى وسط قطاع غزة استجابة لطلب الجيش. وقال «دلول» في إفادته لفريق «األورومتوس­طي»: «في عصر يوم اعتقالي ُنقلُت مع عدد من المعتقلين إلى موقع «بئيري» مكبلي اليدين ومعصوبي األعين، واحُتِجزنا داخل خيمة ودخل علينا حوالي عشرة جنود وضربوا الجميع، وكنا حوالي

شخصا، وأحدنا كان كفيف النظر، قاموا بنتف ذقنه وهو يصرخ من األلم، ثم ُنقلُت إلى سجن (السبع)، ومكثت فيه لمدة يوما وأنا معصوب األعين ومكبل اليدين من األمام، ثم اس ُتج ِوب ُت مجدد ًا و ُضرب ُت بشدة».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar