Al-Watan (Qatar)

غزة ورمضان.. الحرب والجوع والحصار

- كاتب فلسطيني

هل ما زال هناك بصيص أمل في أن تتم الهدنة وتتوقف الحرب على أبواب الشهر الفضيل؟ شهر رمضان الذي يأتي هذا العام والحال غير الحال، والواقع مر والزمن بائس، أما الوقت فهو المزيد من الدمار والخراب والقتل والجوع في حرب إبادة جماعية لم يشهدها شعبنا الفلسطيني من قبل. كثيرا ما تداولت األخبار ضرورة وقف الحرب قبل رمضان، والكل عاش على أمل أن يحدث ذلك، وجرت جوالت التفاوض وما خفي منها على وقع تصريحات منحت الناس في غزة األمل، بأن الهدنة قريبة، وبعض التصريحات كانت تشير إلى أنها مسألة أيام ويتم التوقيع عليها، ولكن لم يحدث. جاء رمضان هذا العام والحرب على غزة مستمرة. حرب اإلبادة الجماعية على وقع القتل والدمار والجوع والحصار الذي يتواصل ويشتد من كل الجهات، والعالم عاجز حتى اليوم عن إيصال المساعدات للناس الجوعى والعطشى والمتعبين من هذه الحرب، فيما يواصل االحتالل عملياته اإلجرامية من دون توقف، ويواصل فرض حصاره بقوة السالح والحصار، وال يلتفت لكل الدعوات العالمية واإلنسانية، وهو يمثل بذلك أبشع أشكال العنصرية التي يراها العالم كله بالصوت والصورة وبالبث المباشر، من دون أن يتحرك لوقف هذه المذبحة وهذه اإلبادة التي يرتفع أعداد الشهداء فيها كل لحظة. وحتى كتابة هذا المقال كان أعداد الشهداء تجاوز الـ 31 ألفا وأكثر من مائة ألف جريح ومصاب، إلى جانب اآلف الضحايا الذين ال يزالون تحت األنقاض. صور المذبحة التي تخرج من غزة ال تنقل الحقيقة كاملة، فعلى األرض ما هو أبشع وأفظع من أن تنقله عين الكاميرا، وأن تحمله أي صورة ومشهد، ووسط هذا كله فإن الحرب ال تزال مستمرة، وال أحد يوقف هذا الجنون الذي يمارسه االحتالل. تواصل حكومة الحرب اإلسرائيلي­ة حربها على قطاع غزة، كما تواصل التجويع واإلبادة الجماعية منذ بدأت الحرب، حتى أصبح الناس يموتون جوًعا وعطًشا. وبينما تخرج بعض التصريحات حول إنشاء ميناء بحري على شاطئ غزة، إليصال المساعدات والمعونات،يأتي رمضان هذا العام على غزة وسط واقع مستحيل، وحياة صعبة وقاسية، وحرب ال تتوقف، ولسان حالنا دائم الرجاء والدعاء، كان الله في عون األهل في غزة، كان الله في عون األهل في غزة. { القدس الفلسطينية

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar