Al-Watan (Qatar)

الوقف اإلسالمي مالذ على مدار التاريخ

خالل فعاليات «الخيمة الخضراء».. علماء دين:

- كتب محمد الجعبري

تناولت الندوة األولى من فعاليات «الخيمة الخضراء» التابعة لبرنامج «لكل ربيع زهرة»، المصارف الوقفية ومواكبتها لمتطلبات العصر، وناقش المشاركون مدى شمول المصارف الوقفية لمتطلبات العصر، والوقف اإلسالمي كصرح ومالذ على مدار التاريخ، إضافة إلى مناقشة التحديات االقتصادية التي يواجهها الوقف اإلسالمي، ودور التعليم واإلعالم في نشر ثقافة الوقف.

وقال د. سيف الحجري – رئيس البرنامج: للوقف مكانًة بالغًة في قلِب كل مسلم، لما يقوُم به من حفِظ التوازِن بين الروِح والمادة، فضًال عن كونه صرًحا ومالًذا على مدار التاريخ، فالوقف ُيعنى بأموِر المسلم في حياته، وفي مماته، وذلك بضماِن توجيه ما يترك من ميراٍث عيني أو مادي. وأضاف: مع تشابك المصالح، والتعقيدات االقتصادية في مجتمع اليوم، أضحى من الالزم تطوير أعمال الوقف بما يتالءم مع المستجدات، واتخاذه طريقا لمواجهة التحديات ومواطنة المستجدات، وقد أسهب المشاركون في الخيمة الخضراء في رصد أحوال المصارف الوقفية، وأشاروا إلى ضرورة توسيعها، بما يعزز استقرار المجتمع، وأكدوا على

جعل الوقف عنصًرا متغلغًال في الدروس الصفية وغير الصفية في المدارس، األمر الذي يضمن الوعي الديني واالجتماعي. وأكد فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي – رئيس االتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن اإلسالم قام بنقلة نوعية في قضية الوقف، فرغم أنه كان موجودا في األديان السابقة، ولكن اإلسالم حوله من وقف ديني إلى وقف استثماري لتحقيق صالح األمة، مشيرا إلى قول اإلمام الشافعي إن الوقف من خصائص اإلسالم. ونوه إلى أن فلسفة الوقف في اإلسالم ال تقوم على فكر واحد، ولكن تجمع بين الدنيا واالخرة، ولفت إلى أنه َعّد أنواع األوقاف فوجدها 67 نوعا، كل منها كان يخدم الدين والدنيا، وأن

حضارتنا اإلسالمية هبة الوقف بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، وأن له دورا في حماية المجتمع من الفقر والجهل وغيرها من اآلفات. وأكد على أهمية حماية المصارف الوقفية وكل ما يدور في دائرة الوقف، وأن يعاد النظر للوقف في العالم العربي واإلسالمي. وقال الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة: «حث النبي على الوقف، فجاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم. واألوقاف من األمور التي تجري الحسنات بعد وفاة الواقف، فهو من الصدقات الجارية.

وأضاف: الصحابة أوقفوا، وقد جاء

أنه ما من صحابي عنده القدرة على الوقف إال أوقف، حتى أصبح الوقف سنة بين المسلمين، وباتت تنفق على الكثير من المصارف. وأشار د. السادة إلى أن المسجد األقصى له الكثير من األوقاف في كافة البلدان اإلسالمية، وأن نحو 99

% من األوقاف بالقدس هي إسالمية، مرجعا ذلك إلى الشرف الذي يجده المسلم في الوقف على المسجد األقصى.

من جانبه تطرق السيد/ محمد البدر من اإلدارة العامة لألوقاف إلى جهود اإلدارة الموزعة على 6 مصارف وقفية، وهي المصرف الوقفي للبر والتقوى، والمصرف الوقفي لخدمة القرآن الكريم، والمصرف الوقفي لخدمة المساجد، والمصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية،

والمصرف الوقفي لرعاية األسرة والطفولة، والمصرف الوقفي للرعاية الصحية. وأكد على حرص اإلدارة العامة لألوقاف نشر ثقافة الوقف، من خالل التعريف بالمشروعات التي تقوم بها اإلدارة، ودعم العديد من المشاريع في المدارس. ونوه الدكتور أحمد بن علي الكعبي، مدير عام األوقاف في سلطنة عمان، على أن موضوع الوقف قديم بقدم اإلسالم، مؤكدا على شمولية المصارف الوقفية، وأن الشرع قسم المعامالت المالية لعدة أصناف من بينها الوقف. وأوضح أن فلسفة الزكاة اغاثية عاجلة، في حين أن فلسفة الوقف استثمارية آجلة، وأن الزكاة لها مصارف محددة في حين أن الوقف تتعدد مصارفه وفق حاجات اإلنسان. من جانبه أكد الدكتور عصام بن حسن كوثر من المملكة العربية السعودية على أن أوقاف كثيرة كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم منها وقف النبي صلى الله عليه وسلم لمسجد قباء عند قدومه مهاجرا إلى المدينة، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم لسبع حوائط (بساتين) بالمدينة كانت لرجل يهودي، ووقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألرضه التي بخيبر، ووقف عثمان رضي الله عنه لبئر رومه، ووقف أبو طلحة رضي الله عنه لبستانه (بيرحاء)، وأن أوقاف الصحابة رضي الله عنهم توالت بعد ذلك.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar