القيم اإلسالمية والمحافظة على «البيئة»
د.الحجري: الكوارث الطبيعية تؤثر على اإلنسانية بنشر المجاعات واألمراض ناقشها خبراء خالل ندوة الخيمة الخضراء ،2030
أكد مشاركون بالندوة الثالثة ببرنامج «الخيمة الخضراء» على أهمية التوسع في «التعليم األخضر» الذي يساهم في تأهيل مهارات ومعارف الطالب في وقت مبكر، إلحداث تغييرات إيجابية لصالح كوكب األرض، الفتين إلى حاجة معظم الدول العربية إلى تعزيز المحتوى البيئي في المناهج الدراسية، بما يجعلها قادرة على تحقيق التنمية المستدامة ومواكبة التطور التكنولوجي وفق معايير صديقة للبيئة. وطالب المشاركون بالجلسة التي جاءت تحت عنوان «حماية الطبيعة وأمن البيئة.. مطلب لتحقيق االستدامة»، باستحداث قوانين خالقة لحماية الطبيعة ونشر الوعي البيئي على كافة المستويات، كذلك العمل على صياغة وتنفيذ سياسات حماية البيئة، الفتين إلى أهمية إعطاء الفرصة للتوسع في جمعيات حماية البيئة، والعمل على دعمها للقيام بواجباتها في رفع الوعي البيئي لدى المجتمع. كما أشاروا إلى الجهود التي تبذلها دولة قطر لتحقيق التنمية المستدامة ضمن رؤيتها الوطنية
وبما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة لألمم المتحدة، حيث شملت تلك الجهود إطالق العديد من المبادرات المستدامة المتمثلة في تعزيز الطاقة المتجددة، وإقامة المدن والمباني الخضراء، واستحداث وسائل النقل الحديثة الصديقة للبيئة، باإلضافة لحمالت التوعية التي تستهدف نشر الممارسات المستدامة بالمجتمع المحلي، فضال عن إصدار االستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي. وتناول المشاركون القيم اإلسالمية في المحافظة على مخزون األرض «البيئة»، فقد حافظ اإلسالم على البيئة بالنهي عن اإلضرار بها واألمر بالمحافظة عليها السيما النهي عن اإلفساد في األرض والنهي عن إهالك الحرث والنسل إلى جانب الدعوة نحو التشجير من أجل محاربة التصحر وترطيب الجو ومسكن
للطيور فضال عن أمر اإلسالم بالنظافة وعدم تلويث األرض والنهي عن اإلسراف وترشيد الطاقة. أدارت الندوة اإلعالمية بثينة عبدالجليل بمشاركة الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس برنامج الخيمة الخضراء، والمهندس عبدالرحمن اإلرياني، الدكتور صالح البراشيدي، والدكتور عودة الجيوسي، والدكتور محمد الشياب، الدكتور محمد البلدواي، الدكتور علي العمودي، الدكتور عبدالجليل الصوفي، الدكتور لؤي شلباية واإلعالمي رامي الجندي. وفي مداخلته تناول الدكتور سيف الحجري، الكوارث الطبيعية والحروب وآثارها في تدمير البيئة وإحداث األزمات مثل الزالزل والبراكين واالنهيارات األرضية، فضال عن آثار التغير المناخي المتمثل في الجفاف واألعاصير والعواصف الثلجية والسيول والفياضانات، الفتا إلى أن هذه الكوارث تأثر بشكل مباشر على اإلنسانية، وذلك من خالل إنتشار المجاعات وظهور األمراض
واشتعال الحرائق، مما يؤثر بشكل مباشر على الهواء والتربة والمياه والحياة الفطرية. وعن الحروب أوضح الدكتور سيف الحجري، أن الحروب والنزاعات المسحلة تؤثر بشكل مباشر على البنية التحتية والممتلكات العامة، محذرا من اآلثار الكارثية الستخدام أسلحة الدمار الشامل والتقليدية على البشرية، والتي تتمثل في تلوث التربة وخزانات المياه الجوفية بالمواد السامة والمشعة، فضال عن تدمير الحياة الفطرية وهدم ونسف المباني المشيدة. وركز المشاركون بالندوة على أثر العدوان الصهيوني في تدمير البيئة الطبيعية والمشيدة في قطاع غزة، بعد دخول الحرب شهرها الخامس، كما خلفت هذه الحرب الجثامين المتحللة في الشوارع، وانتشار النفايات والمخلفات من آثار تدمير المباني، باإلضافة لتدمير آبار المياه وتجريف الشوارع والبنى التحتية والمزارع وتجريف األراضي الزراعية، إلى جانب تلوث الهواء.