اختتام فعاليات «إكسبو الدوحة».. الخميس

خلق المعرض نقطة تالق بين األشخاص واألفكار

قبل ستة أشهر فتحت الدوحة ذراعيها مستقبلة العالم، باحتضانها لفعاليات معرض «إكسبو »2023 الدوحة للبستنة، الذي حقق مكاسب استراتيجية للدولة في رحاب حديقة البدع، منذ الثاني من أكتوبر 2023 وحتى 28 مارس الجاري، حيث خلق المعرض نقطة تالق بين األشخاص واألفكار؛ لتسريع وتيرة االبتكار واإلبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة إلنتاج غذاء آمن ومستدام وبأسعار معقولة لجميع سكان العالم الذي يتزايد عددهم يوما بعد يوم مع الحد من األثر المناخي. واستهدف معرض البستنة األول الذي يتم تنظيمه في الشرق األوسط، الدمج بين التقاليد والتكنولوجيا الحديثة، من أجل االستخدام المتوازن للموارد، باعتبار أن األسلوب الذي ننتهجه في زراعة احتياجاتنا الغذائية، له تأثير كبير على تصحر كوكب األرض، ولذلك فإن مبادرة «صحراء خضراء.. بيئة أفضل» هي مسعى ال يمكن فصله عن ابتكار طرق أكثر تناغما واستدامة إلنتاج الغذاء، من خالل الجمع بين الطرق التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، ابتغاء االستخدام المتوازن للموارد. وركز محور الزراعة الحديثة بمعرض «إكسبو »2023 الدوحة للبستنة على »4« مواضيع، أوال: تحسين دور المزارعين، حيث يمتلك المزارعون الخبرة والتجربة الزاخرة بالمشاهدات اليومية وهما

صفتان قادرتان على إضفاء معنى وجوهر لحلول مكافحة التصحر وتعزيزها وتنفيذها، فالمزارعون هم الغارسون الحقيقيون لبذرة التغيير وثانيا: مد جسور التواصل بين المعرفة والتكنولوجيا، إذ ينبغي أن يتم دمج موارد المعرفة األكاديمية والتقنيات الصناعية معا وإيجاد حلول مبتكرة لالستخدام الفعال للموارد في الزراعة. أما الموضوع الثالث: ضمان الحلول المنسقة، حيث يتطلب تبادل المعلومات بين الجهات المعنية الرئيسية في الزراعة الحديثة استخدام أساليب جديدة للتنسيق والتعاون، فتطوير المعلومات المتعلقة بتقنيات دمج االبتكار مع األساليب التقليدية وتبادل تلك المعلومات، سيسهم في مواجهة ظاهرة التصحر، بينما سيكون الموضوع الرابع: تعزيز الزراعة المستدامة، فالزراعة المستدامة هي نهج تكافلي وتعاوني إضافي نروج له لضمان استخدام الزراعة الحديثة، فهذا المفهوم يدمج األرض والموارد واألشخاص والبيئة عبر جهود متبادلة المنفعة، وهو بذلك يقلد النظم المغلقة الخالية من النفايات الموجودة في النظم الطبيعية المتنوعة، كما أن الزراعة المستدامة هي نهج شامل للحلول الزراعية التي يمكن غرسها في المناطق الريفية والحضرية على جميع المستويات، بداية من النطاق الصناعي وصوال إلى النطاق المنزلي.

وتشير المعطيات إلى أن التكنولوجيا واالبتكار هما الدافعان الرئيسيان في تطوير الحلول لتحقيق التوازن بين تعزيز اإلنتاجية الزراعية، واالستدامة البيئية، فالتكنولوجيا واالبتكار هما وسيلة من وسائل حلول المستقبل الخضراء، مع الحرص على لعب دور هام وحيوي في تغيير االتجاه السائد في استخدام الوقود األحفوري. وركز محور التكنولوجيا واالبتكار بصفة خاصة على »4« مواضيع، الموضوع األول: الخبرة العملية، والموضوع الثاني: تجميع مياه األمطار، أما الموضوع الثالث: حلول الطاقة البديلة، والموضوع الرابع: المساحات الخضراء في المناطق الحضرية والزراعة الحضرية.