مساجد قطر تستقبل المعتكفين
1445 »189« »8« »18« حددت مسجدا لالعتكاف 1445 التفرغ للعبادة والزاد الروحي الذي يحتاجه كل مسلم االجتهاد ومضاعفة الطاعة في العشر األواخر من رمضان الحرص على الشعائر اإليمانية والتعبدية التي تميز الشهر الفضيل 4 5
وكانت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية قد أعلنت األسبوع الماضي عن تخصيص مسجدا لالعتكاف في مختلف مناطق الدولة، إلحياء سنة االعتكاف في العشر األواخر من شهر رمضان المباركللعام هـ،وقددعت الوزارة الراغبين في االعتكاف إلى الحرص على تعلم فقه االعتكاف الشرعي والنافع الموافق للهدي النبوي الشريف، وااللتزام باالعتكاف في المساجد المحددة، والتي روعي في تحديدها الموقع الجغرافي وكون المسجد جامعا، فضال عن جاهزية مرافقه لخدمة المعتكفين، كما اشترطت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية على المعتكفين أال يقل سن المعتكف عن عاما، أو بمرافقة ولي األمر إن كان عمر المعتكف أقل من ذلك، على أال يقل عن أعوام، مشددة على أهمية النظافة الشخصية ونظافة مكان االعتكاف، والمحافظة على ممتلكات المسجد كونها موقوفة على المسلمين جميعا، مع الحرص
على عدم إزعاج المصلين باألحاديث الجانبية، وإيذاء أهل المسجد عامة.
وحثت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، على االجتهاد ومضاعفة الطاعة في العشر األواخر من شهر رمضان، كما نوهت الوزارة في بيان لها، بفضل العشر األواخر من
رمضان، داعية إلى إخراج زكاة الفطر في ختام الشهر الكريم، وقالت في نص البيان: نبارك لجميع المسلمين بلوغ العشر األواخر من شهر رمضان لعام
هـ، والتي ترجى فيها ليلة القدر التي جعل الله العمل فيها خيرا من ألف شهر، وقد أخفاها ليرى تنافس عباده المؤمنين فيها بأنواع العبادات، وهي فرصة لكم أيها المسلمون لالجتهاد في هذه العشر، فأروا الله من أنفسكم خيرا، واعلموا - رحمكم الله - أن الله فرض عليكم في ختام شهر الصيام زكاة الفطر، وهي زكاة أبدان تجب على الصغير والكبير، والذكر واألنثى، طهرة للصائمين، وطعمة للمساكين، والواجب إخراجها من قوت البلد، ألن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشترط في ذلك نوعًا معينًا، وألنها مواساة، وليس على المسلم أن يواسي من غير قوته، ومقدارها عن الشخص الواحد كيلوان ونصف من غالب قوت البلد التي وجبت فيه تعطى للفقراء والمساكين، ويجزئ دفع القيمة إن تعينت المصلحة في ذلك، وُتقّدر بخمسة عشر رياًال،
ويجوز أن تدفع زكاة فطر الجماعة إلى فقير واحد، وال يجوز تعمد تأخيرها إلى بعد صالة العيد، ومن نسي فأخرجها بعد الصالة فال شيء عليه، لقوله تعالى: (ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
ويشير علماء الدين إلى أن االعتكاف في العشر األواخر له فضل عظيم، ألنها عشر مباركات، وفيها يلتمس المؤمنون والمعتكفون ليلة القدر التي جعلها الله خير من ألف شهر، كما أن االعتكاف ليس مجرد مكث في المسجد وأكل وشرب ونوم وأحاديث في أمور الدنيا، لكنه انقطاع تام عن شواغل الحياة والتفرغ للعبادة، الفتين إلى أن القصد من االعتكاف في العشر األواخر التفرغ للعبادة، فمن أراد أن يعتكف في رمضان عليه أن يفرغ نفسه للطاعة والعبادة، ويتخلص من كل ما يشغل نفسه من أي اتصاالت خارجية، فإذا دخل المسجد تفرغ للعبادة إما بصالة أو تالوة قرآن، أو بإمكان اإلنسان أن يرتاح قليال حتى يستعيد عافيته ثم يستمر بطاعة، إما بقراءة قرآن
أو صالة، ففي هذا االعتكاف يستزيد اإلنسان من الخير، فالمعروف أن العشر األواخر أفضل الليالي على اإلطالق، فأفضل الليالي في العام كله العشر األواخر من رمضان، فاإلنسان إذا اعتكف يستغل وقته في طاعة وفي تدبر وفي قراءة القرآن، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يترك كل الشواغل الدنيوية ويتفرغ في هذه األيام للعبادة، من ذكر وصالة وقراءة للقرآن، تحريا لليلة القدر، فهذه األيام المباركة فرصة لتصحيح األخطاء، وتعديل المعوج، والتبرؤ من الذنوب والتعلق بحبل الله المتين.
وحول األشياء التي يجب أن يبتعد عنها المعتكف، يفيد علماء الدين بأنه يجب على المعتكف االبتعاد عن كل ما يلهينا في هذه العشر األواخر، وأن يتفرغ للعبادة فقط، فهناك أشياء ملهيات دنيوية كثيرة، فيجب علينا في هذه العشر األواخر االبتعاد عنها، واإلنسان إذا لم يستطع أن يعتكف في المسجد عليه أن يعتكف في بيته ويستزيد من قراءة القرآن، فإن كان يقرأ في اليوم جزءًا أو اثنين فعليه في هذه العشر األواخر أن يقرأ أو أجزاء، لما في هذه األيام من خير، مطالبين المعتكفين باالبتعاد عن السلوكيات السيئة في العشر األواخر، مثل استخدام الجوال أو التجمعات في المساجد، داعين كل معتكف أن يأخذ لنفسه مكانًا منفردًا في المسجد، ويفرغ نفسه للعبادة من صالة وقراءة قرآن وذكر لله تعالى، لما في هذه األيام من خير كثير، كما يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن االعتكاف يحتاج إلى همة عالية، حيث كان عليه الصالة والسالم في العشر األواخر يشد مئزره، ويحيي ليله ويوقظ أهله، وهي كناية عن الهمة العالية والجد في العبادة والحرص عليها بعيدا عن شواغل الدنيا وشهواتها.