Al-Watan (Qatar)

غزة ليست بخير.. ونحن كذلك!

أدهم شرقاوي

-

بداية.. لست مفتيا، وهذه ليست فتوى ملزمة ألحد، إنها مجرد وجهة نظر، أنا أحمل قلما ال ولكنيالأست­غربظاهرةأن­يفتي في النوازل عوام المسلمين، ألن أهل الفتوى قد تركوا الساحة شاغرة، فقد شغلهم دم الحيض ودم النفاس عن دماء أطفال وانتفخت أوداجهم وهم يخوضون معركة زكاة الفطر، فريق يقول لفريق: تخرج طعاما أيها

فيرد الفريق اآلخر: خذوا روح النص ومصلحةالفق­يرأيها وأهلغزة قد بدت عظام صدورهم من الجوع لم تطلهم الفتاوى،ولميأخذواش­يئامن طبعا ال يوجد في ديننا تفصيل تافه، ديننا عظيم كله، ولكن يوجد أناس تافهون ليس لديهم فقه األولويات، أو أنهم ال يفتون إال في المجاالت التي يسمح لهم أن يفتوا ورحم الله العز بن عبد الّسالم حين قال: من نزل بأرض تفشى فيها الزنى فحدث الناس عن الربا فقد خان الله على أية حال، ومهما يكن من أمر، غزة ما زالت تذبح، ورمضان على بعد خطوات من الرحيل، فالحمد لله الذي بلغنا إياه، وأسأله برحمته أن يجعلنا جميعا من العتقاء، وما من رمضان إال ويعقبه عيد، والعيد من شعائر الله سبحانه، وتعظيم شعائر الله تعالى من تقوى ولكن هذه الشعائر، برأيي، تنقسم إلى قسمين: ما ال يترك بأي حال إذا قدر على القيام به، كصالة العيد يقوم بها أهل غزة القادرون عليها كغيرهم من بالد المسلمين اآلمنة، جعل الله تعالى كل بالدنا آمنة. وهناك طقوس مندوبة، هي في األصل داخلة في تعظيم شعائر الله، كاللباس الجديد، وتقديم الحلوى، والتزاور، وإظهار الفرحة، والمسلم مأجور حين يقوم ولكن هذا المندوب، برأيي، يجب أن يترك ألجل ما يحدث في غزة، وإال فكيف يستقيم حديث النبي صلى الله عليه وسلم أننا كالجسد الواحد إذا أصيب منه عضو تداعى له سائر األعضاء بالحمى فأي تداع هذا في أن نزين مجالسنا وإخواننا في الخيام قد هدمت وأي تداع هذا في أن نلبس أطفالنا ثيابا جديدة وننشر صورهم وإخواننا ال يجدون ألوالدهم وأي تداع هذا في أن نقدم الحلوى ضيافة وإخواننا تسفك أعيد وأكرر، لست أحرم وال أحلل، وإنما أجد أنه من قلة المروءة إن كان من المقرر أن أقيم عرسا وحدث في بيت جاري مأتم أن أمضي في عرسي، فأرقص وأفرح على مرأى منه وهو يندب فقد بالنسبة لي أنا لست بخير ألن غزة ليست

سوطا! المبتدعة! كذلك!

ألحد!

ورسوله! اللقمة!

أحبابه! قريب! المتحجرون! دماؤهم!

فيها!

بها!

والسهر؟!

بيوتهم!

غزة!

معاركهم! القلوب!

أخجل أن أمد يدي لقطعة حلوى، أو أقدمها طقوسي هذا العيد ستقتصر على الصالة فقط، وضيافتي في منزلي القهوة السادة فقط، تقبل الله طاعاتكم جميعا، ومن على غزة بنصر وفرج

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar