الريف الصيني مهدد بطفرة
مــن املــقــرر أن تشهد الـصـن خـــالل اليومن املــقــبــلــن أكـــبـــر هـــجـــرة بـــشـــريـــة ســـنـــويـــة فـي الــعــالــم، وذلــــك أثــنــاء االســتــعــداد الستقبال العام القمري الجديد، حيث يسافر عشرات مالين العمال واملوظفن في شكل تقليدي فــــي أنــــحــــاء الــــبــــالد لـــالحـــتـــفـــال مــــع أهــلــهــم وذويهم. ويتوقع خبراء صحيون أن تحدث مـوجـات مـن الــعــدوى بمجرد بــدء الـرحـالت الــيــومــيــة. وقـــد حــــذرت الــســلــطــات الصحية املــنــاطــق الــريــفــيــة مـــن االســـتـــعـــداد ملـواجـهـة طــــفــــرة جـــــديـــــدة مـــــن اإلصــــــابــــــات بـــفـــيـــروس كــورونــا، ودعــت إلــى إنـشـاء عـيـادات خاصة وتعزيز القوى العاملة واإلمــــدادات الطبية قــبــل بــــدء الـــعـــام الــقــمــري الـــجـــديـــد، عـلـمـا أن موسم السفر الرسمي للعام القمري الجديد يمتد من 20 يناير/ كانوني الثاني الجاري إلى 15 فبراير/ شباط املقبل. وقـبـل أن تتخلى الـصـن عـن سياسة صفر كوفيد فـي ديسمبر/ كـانـون األول املاضي لم يسمح للمستشفيات والعيادات الريفية بـــاســـتـــقـــبـــال املــــرضــــى الــــذيــــن يــــعــــانــــون مـن أعــــراض مـرتـبـطـة بــالــفــيــروس، فــي مـحـاولـة ملنع انتشار الـوبـاء فـي الـريـف بسبب سوء املــنــظــومــة الــصــحــيــة، وعــــدم كــفــايــة وكــفــاءة الـــــكـــــوادر الـــطـــبـــيـــة. وأعـــلـــنـــت الـــصـــن أخـــيـــرًا تسجيل نـحـو 60 ألـــف حـالـة وفـــاة مرتبطة بـفـيـروس كـــورونـــا، بـعـد تـحـول مـفـاجـئ في التخلي عـن سياسة «صـفـر كـوفـيـد»، وهي أول حـــصـــيـــلـــة رســـمـــيـــة يـــتـــم نـــشـــرهـــا مـنـذ ديـــســـمـــبـــر/ كــــانــــون األول املــــاضــــي. ووفـــقـــا للجنة الوطنية للصحة في الـبـالد، أصيب نـحـو 18 فــي املــائــة مــن الــســكــان (نــحــو 248 مليونا) بفيروس كـورونـا فـي أول عشرين يــومــا مــن ديـسـمـبـر/ كــانــون األول املــاضــي، بينهم 37 مليونا في يوم واحد. وتشير تقديرات محلية إلى أن 60 في املائة مــن سـكـان الــبــالد سيصابون خــالل الفترة املقبلة التي تتزامن مع عطلة عيد الربيع، أو ما يعرف بـ «رأس السنة الصينية»، علما أن خبراء حذروا من أن البالد مقبلة على أكبر تحد منذ ظهور فيروس كورونا قبل ثالث سنوات. يوضح الطبيب في إحدى العيادات الـريـفـيـة بمنطقة شـانـتـو (جــنــوب) الـصـن، جياو فنغ، في حديثه لـ«العربي الجديد»، أن «الـــصـــن تــمــتــلــك شــبــكــة رعـــايـــة صحية خــاصــة بــالــريــف تختلف عــن نظيرتها في املدن واملناطق الحضرية، وتشمل العيادات الـقـرويـة واملـــراكـــز الصحية واملستشفيات، لـكـنـهـا جميعها غــيــر مــؤهــلــة لـلـتـعـامـل مع حــاالت األوبـئـة وانتشار األمـــراض». يتابع: «يـقـتـصـر الـــعـــالج فـــي الـــعـــيـــادات الـصـغـيـرة على األمــراض الشائعة باستخدام األدويـة
والــــعــــقــــاقــــيــــر املـــــتـــــاحـــــة. وفـــــــي حـــــــال وجـــــود حــاالت تستدعي املتابعة تحال إلـى املراكز الصحية، أمـا الـحـاالت الشديدة فتنقل إلى املــســتــشــفــيــات مـــبـــاشـــرة. والــســلــطــات تـــدرك أن الـــريـــف غــيــر مـهـيـأ الســتــقــبــال طــفــرة من اإلصابات بفيروس كورونا». من جهته، يقول وو تشن، العضو في نقابة األطــبــاء بمقاطعة غـوانـغ دونـــغ، لـ«العربي الجديد»: «ال شك في وجــود خلل في نظام الـــرعـــايـــة الــصــحــيــة بـــالـــصـــن عـــلـــى صـعـيـد الــتــوزيــع غـيـر املـتـكـافـئ لـــإمـــدادات الطبية بـــن الـــقـــرى واملـــــدن. فـفـي الـــريـــف يــوجــد 0.9 طبيب لكل ألـف مريض، بينما في املناطق
أعلنت الصين أخيرًا تسجيل نحو 60 ألف حالة وفاة بوباء كورونا
الـحـضـريـة تـصـل النسبة إلـــى 4 أطــبــاء لكل ألــــف مـــريـــض. أيـــضـــا هـــنـــاك نــقــص حــــاد في املــــوارد واملـــعـــدات واملـــرافـــق الـطـبـيـة، مــا دفـع املـــســـؤولـــن املــحــلــيــن إلــــى تــخــزيــن األدويـــــة اســتــعــدادًا لـطـفـرة متوقعة فــي إجــــازة رأس السنة القمرية».
حالة استنفار
وعــن اســتــعــدادات الــريــف الحـتـمـال حصول طفرة في انتشار فيروس كورونا، يقول وو تشن إن «اللجنة الوطنية للصحة في البالد أرسـلـت مليون طبيب إلــى املناطق الريفية منذ شهر ديسمبر/ كـانـون األول املاضي، وأعـــلـــنـــت حـــالـــة االســـتـــنـــفـــار عـــلـــى مــســتــوى الـكـوادر الصحية». وأضـــاف: «مـا يثير قلق السلطات هو أن نظام الطوارئ في املناطق الـريـفـيـة ضعيف جـــدًا، وأن الـتـحـدي األكـبـر يـكـمـن فـــي إذا مـــا يـمـكـن نـقـل املـــرضـــى ذوي الــحــاالت الـحـرجـة فــي املـنـاطـق الريفية إلى مستشفيات مـن الــدرجــة األولـــى فـي الوقت املناسب». وفي النصف الثاني من ديسمبر/