الدراما المشتركة: الكاتب مجددًا في مرمى التعديل
ال يزال يعاني كتاب المسلسالت العربية المشتركة، من عبث شركات اإلنتاج والمخرجين بنصوصهم. يبدو أن «النار بالنار» سيكون ضحية جديدة
قــبــل أشـــهـــر، انــطــلــقــت الــــنــــداءات بـــن دمـشـق وبـــيـــروت، مـطـالـبـة بــضــرورة حـمـايـة الكاتب مــن تــدخــالت شــركــات اإلنـــتـــاج (تــحــديــدًا في لــبــنــان) فـــي الــنــصــوص الـــدرامـــيـــة، وتـشـويـه الــــســــيــــنــــاريــــوهــــات. ظـــهـــر ذلــــــك واضــــحــــًا فـي مــجــمــوعــة مـــن املــســلــســالت الـــتـــي وصــــل أمــر أحــدهــا، إلــى أن تـبـرأ مؤلفها بيتر صومعة منها. الحديث هنا عن مسلسل «رقصة مطر»، بطولة مكسيم خليل وإيميه صياح، بعدما اختلف مـع شـركـة «ســيــدرز آرت برودكشن» حول آلية اإلخـراج وفضل االنسحاب، لتقوم الـــشـــركـــة واملـــــخـــــرج جــــو بــــو عـــيـــد بـتـفـصـيـل القصة من جديد، بما يتناسب مع ميولهما ورؤيتهما، مقصين رؤيـة الكاتب وتصوره للعمل الذي وضعه. كل ذلـك، لم يثن شركات اإلنتاج عن التدخل في مجموعة من النصوص الخاصة ببعض الكتاب السورين. يــبــدو أن املـمـثـل قـصـي خـــولـــي، بـــات يعتمد على صديقه أسامة عبيد الناصر في مجمل أعماله التي يقدمها، تمامًا كما زميله تيم حـــســـن، الــــــذي أوكــــــل املـــهـــمـــة نــفــســهــا لـسـامـر الـبـرقـاوي، منذ ثماني سـنـوات حتى الـيـوم. وكـــذلـــك حـــــاول زمــيــلــهــمــا عـــابـــد فــهــد الــقــيــام بالخطوة نفسها عــن طـريـق املــخــرج محمد لطفي، ثم أوكل فهد املهمة في بيروت إليلي الـــســـمـــعـــان فــــي مــســلــســلــن، هـــمـــا «شــــتــــي يـا بيروت» و«بيروت .»303 أخـــيـــرًا، بــــدأ فـــي بـــيـــروت تــصــويــر مسلسلن مشتركن ملوسم رمضان ،2023 األول يحمل عنوان «وأخـيـرًا». القصة بـدأ بكتابتها بالل شحادات، في حن فضل بطل املسلسل قصي خولي إعطاء النص لصديقه أسامة الناصر، إذ كانا قد عمال معًا في «بارانويا» من قبل، ولم يكتب لهذه التجربة النجاح املتوقع. لكن إصرار قصي خولي على الناصر، أبقى على مسلسل «وأخيرًا». إال أن التأخير في انطالق التصوير، خفض عـدد حلقات املسلسل إلى 15 حلقة، ستعرض في شهر رمضان، وربما تــكــون الــشــراكــة األخـــيـــرة بـــن نـــاديـــن نسيب نجيم وقصي خولي بعد مسلسلي «خمسة ونــــص» و«عــشــريــن عــشــريــن»، وكــالهــمــا من إخراج فيليب أسمر. من جهة أخـرى، يبدو أن االتفاق بن املخرج السوري محمد عبد العزيز، ومواطنه الكاتب رامـــي كــوســا، يشهد حاليًا خــالفــات، بعدما أوكــــل عـبـد الــعــزيــز بـــإخـــراج مـسـلـسـل «الــنــار بــــالــــنــــار»، مــــن بـــطـــولـــة عـــابـــد فـــهـــد، وجـــــورج خباز، وكاريس بشار، رغم نفي مصادر في شـركـة «ســيــدرز آرت بـرودكـشـن» الـخـالف أو الـتـدخـل. فـي هــذا الـسـيـاق، كتب رامــي كوسا على صفحته الخاصة بـ«فيسبوك»: «شريك
شــغــلــك مــتــل شـــريـــك حـــيـــاتـــك، تـنـيـنـاتـهـن ما بصير يتنقو عالنوايا». أضــاف: «ملا تختار واحـــد فيهن بـــدون درايــــة واضــحــة وواســعــة بأخالقو ومنبتو وأمانتو وماضيه، بتكون عـــم تـلـعـب قـــمـــار ع مـسـتـقـبـلـك. ســاعــتــهــا إذا طـــلـــعـــت الــبــطــيــخــة قــــرعــــة، الــــحــــق عـــلـــيـــك مـو الــحــق عـالـبـطـيـخـة..». أشـــار بعضهم إلـــى أن هــذه الـعـبـارات جـــاءت بعد أن علم كـوسـا أن عبد العزيز عـدل، بحسب أهوائه، في بعض مجريات املسلسل، وهذا معروف عن املخرج، الــذي صــادر روايــة «أبـــواب دمشق» وحولها ملـسـلـسـل «تـــرجـــمـــان األشــــــــواق». شـــــارك عبد العزيز في كتابته بشار عباس، ووضع اسمه عــلــى الـــشـــارة كــكــاتــب ومـــخـــرج لـلـعـمـل الـــذي القــى نجاحًا كبيرًا؛ إذ نقل يوميات دمشق خالل فترة الحرب. وكذلك اعتمد عبد العزيز على نفسه في كتابة نص «شارع شيكاغو» ،)2020( لكن التجربة لم تلق النجاح املتوقع.