ماهر يونس حر بعد 40 عامًا
بلدة عارة بالداخل الفلسطيني تحتفل رغم قيود االحتالل
عانق عميد األسرى الفلسطينيين، ماهر يونس، أمس الخميس، شمس بلدة عارة، في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد 40 عامًا قضاها في سجون االحتالل، وتحدى أبناء البلدة قيود االحتالل، الذي لم يتمكن من منعهم من االحتفال بحرية األسير، والذي دعا إلى وحدة الصف الفلسطيني ونبذ الخالفات
الـتـقـى عـمـيـدا األســــرى فــي سجون االحــــــتــــــال، كــــريــــم يــــونــــس ومـــاهـــر يــــونــــس، أمـــــس الـــخـــمـــيـــس، «تــحــت الــــشــــمــــس»، فـــــي بــــلــــدة عـــــــــارة، فـــــي الــــداخــــل الـفـلـسـطـيـنـي املــحــتــل، بــعــد إفـــــراج سلطات االحــــتــــال أمــــس عـــن عــمــيــد األســــــرى مـاهــر يـــونـــس، الــــذي قــضــى 40 عــامــا فـــي املعتقل اإلسرائيلي، هـي مــدة محكوميته الكاملة، والــــــذي عـــانـــق الـــحـــريـــة بــعــد أســبــوعــن من إطــــــاق االحــــتــــال ســــــراح ابـــــن عــــمــــه، كـــريـــم. وجــــاء االحــتــفــال فــي عــــارة، بـالـحـريـة ملاهر يــــونــــس، مــشــابــهــا ملــــا عـــاشـــه ابـــــن عـــمـــه فـي اليوم األول من تحّرره، على الرغم من حالة الــتــأهــب الــــذي فـرضـتـه قــــوات االحـــتـــال في البلدة، والتي كثفتها قبل يومن، وحرمان الـفـلـسـطـيـنـيـن مـــن االحـــتـــفـــال ورفـــــع الـعـلـم الـفـلـسـطـيـنـي. وتـــحـــدى أبـــنـــاء عــــارة الـقـيـود اإلســرائــيــلــيــة، لــاحــتــفــال بــالــحــريــة لعميد األســــــــرى، فــيــمــا دعـــــا يـــونـــس إلـــــى الـــوحـــدة الـفـلـسـطـيـنـيـة، ونــبــذ الـــخـــافـــات، مـــؤكـــدًا أن الــــوطــــن «مـــــغـــــروس» فــــي أبــــنــــائــــه. وكـــانـــت مــحــكــمــة االحــــتــــال قـــد حــكــمــت عــلــى مــاهــر يونس بالسجن املؤبد بتهمة «االنتماء إلى حــركــة فــتــح» املــحــظــورة حـيـنـهـا، و«حــيــازة أسلحة بطريقة غير منظمة» و«قتل جندي إسرائيلي». وكانت املحكمة العسكرية في مـديـنــة الـــلـــد قـــد أصـــــدرت حـكـمـا بــــ«اإلعـــدام شنقا»، بـحـق يـونـس، وأصـــدرت بعد شهر حـكـمـا بتخفيف الـعـقـوبـة مـــن اإلعـــــدام إلـى السجن مــدى الـحـيـاة، أي 40 عـامـا. وعانق عـمـيـد األســـــرى الفلسطينين فـــي سـجـون االحـــتـــال، مــاهــر يــونــس 65( عـــامـــا)، أمــس، الحرية، بعد 40 عاما أمضاها في سجون االحتال، منذ اعتقاله في 18 يناير/كانون الـثـانـي .1983 وأطـلـقـت مصلحة السجون اإلسرائيلية، فجر أمـس، يونس، من سجن أوهــلــي كــيــدار فــي بـئـر الــسـبــع، والــــذي كـان نقل إليه من سجن النقب قبل ساعات من تــحــّرره مــن األســــر، ومـــن دون أن تسمح له مصلحة السجون بوداع األسرى في سجن النقب، بحسب املتحدث باسم هيئة شؤون األســــرى واملـــحـــرريـــن، حـسـن عـبـد ربــــه، كما نقلت عنه وكاالت األنباء الفلسطينية. وفي بلدة عارة، التي استقبلت األسير الحر بــالــزغــاريــد، كــانــت أجــهــزة شــرطــة االحــتــال مـــتـــواجـــدة قــبــل يـــومـــن، ملــنــع أي مـظـهـر من مـظـاهـر االحــتــفــال فــي استقباله ومـنـع رفـع الــعــلــم الـفـلـسـطـيـنـي، وهــــو مـــا تـــحـــداه أبــنــاء الـــبـــلـــدة. ولـــفـــت والــــــدة يـــونـــس الـثـمـانـيـنـيـة، الــحــاجــة وداد، ابــنــهــا، بــعــبــاءة والـــــده، عبد اللطيف يـونـس، وهــو أسير سـابـق، وتوفي عام 2008 من دون أن يتمكن ابنه من حضور جنازته، علما أن والـدة عميد األسـرى كانت زارت ابنها في 36 معتقا طوال األعوام الـ04 املاضية. وزار ماهر يونس، قبر والده، برفقة ابن عمه األسير املفرج عنه، كريم يونس، كما احتفل بلقاء شقيقه وشقيقاته وأبنائهم. كــمــا حــضــر رفـــــاق درب عــمــيــد األســــــرى في األسر من الداخل الفلسطيني الستقباله. وفي كلمة له إلى اإلعام، دعا األسير املحرر ماهر يونس القادة الفلسطينين إلـى نبذ الخافات، مؤكدًا استمرار املقاومة. وبعد ترحيبه بالصحافة، الـتـي قــال إنـهـا كانت داعـــمـــة لـــه طـــــوال عـــقـــود األســـــر، وتــمــنــى أن تكون «داعـمـا حقيقيا لتحرير كـل األســرى والـــــوطـــــن»، شــــــدد يـــونـــس عـــلـــى أن «الــعــلــم الفلسطيني مــوجــود فــي قـلـوبـنـا، إذا كـان الـوطـن مــوجــودًا فـي عقولنا، رغــم محاولة االحـــتـــال تنغيص االحـــتـــفـــال». واعــتــبــر أن مـنـع االحـــتـــال رفـــع الـعـلـم الفلسطيني «ال يمنع مـن الفرحة والـغـصـة، األمــر ليس في املــظــاهــر». وقـــال يــونــس: «نـحـن قضينا 40 سنة من أجل الوطن، هذا الوطن مغروز فينا غرزًا». وأضاف: «نحن في تحد مع االحتال وسـيـاسـتـه الـعـنـجـهـيـة، هـــذه الـسـيـاسـة لن نخضع لها، ونحن مستمرون في مسيرتنا ونقول دائما إن أشكال االحتال مرفوضة والـقـمـع مــرفــوض والـعـنـصـريـة مـرفـوضـة».
وألبناء الشعب الفلسطيني، تمنى يونس نبذ الخافات. وقال في هذا اإلطار: «كفاكم خافات. األسـرى يتذمرون من الخافات... كــــفــــى كـــــفـــــى. لــــيــــس كــــــل قــــضــــيــــة صـــغـــيـــرة نضخمها. اتحدوا على أسـاس نكون على مـــشـــروع ســـام وتــســويــة ويـــكـــون وطـــن حر
ألبــنــاء الـشـعـب، وشعبنا شـعـب الـجـبـاريـن يستحق قيادة وفصائل على املستوى الذي يحمي شعب الجبارين»، على حد تعبيره. وتمنت والــدة األسير املفرج عنه، الحاجة وداد، الحرية لجميع األسرى، مؤكدة أنهم «إخوة ماهر». وقالت شقيقة األسير املحرر،
نـــهـــاد، إنـــهـــا ال تـسـتـطـيـع وصــــف فـرحـتـهـا بـــحـــريـــة شــقــيــقــهــا األكــــبــــر مـــنـــهـــا بـــعـــامـــن، مـذكـرة بأنها لـم تــره منذ سـنـوات، بعد أن مــنــعــوا مـــن زيــــارتــــه». وروى نــــادر يــونــس، شــقــيــق مـــاهـــر، أنــــه تــســلــم مـــاهـــر مـــن مـركـز لــشــرطــة االحـــتـــال فـــي مــديــنــة بــئــر الـسـبـع،
بعد أن انتظره طويا في املنطقة. وأضاف: «الحمد الله رب العاملن، مع علم فلسطن أو من دونه، ماهر هو نفسه علم، ال نريد أن تنغص فرحتنا، وأن نستمر في استقبال الناس». وكانت شرطة االحتال قد أعلنت ليل األربعاء- الخميس حالة تأهب بدرجة عالية في عارة، مع الدفع بعشرات املركبات ومئات من عناصرها إلى محيط القرية في الـداخـل الفلسطيني، والـتـي كانت تستعد لـــتـــحـــريـــر عـــمـــيـــد األســـــــــرى. وجــــــــاءت حــالــة الـتـأهـب مــن أجـــل مـنـع آالف الفلسطينين مـــن تــنــظــيــم احـــتـــفـــاالت اســتــقــبــال لـأسـيـر يونس، وتفادي مظاهر وصور رفع األعام الــفــلــســطــيــنــيــة فــــي قـــلـــب وادي عــــــارة وفـــي قــريــة وادي عــــارة، كـمـا حـــدث عـنـد تحرير األسير كريم يونس. ونقلت وسائل اإلعام اإلســرائــيــلــيــة، أن الــشــرطــة أجـــرت مـــداوالت مـكـثـفـة، وبـحـثـت فــي سـبـل مـنـع احـتـفـاالت جـــمـــاهـــيـــريـــة الســـتـــقـــبـــال األســــيــــر يـــونـــس. ولـــفـــتـــت وســــائــــل إعــــــام االحــــتــــال إلـــــى أن الشرطة حذرت عائلة األسير ماهر وأقاربه مــن تـنـظـيـم مــهــرجــانــات اسـتـقـبـال لأسير املـحـرر، واملحافظة على مراسم متواضعة جـدًا، في ساحة بيت العائلة، مع منع رفع العلم الفلسطيني فـي طــرق القرية، أو في ساحة استقبال عميد األسرى. وكــانــت شـرطـة االحــتــال اسـتـدعـت أول من أمـــس، شقيق األســيــر املــحــرر وحـقـقـت معه بــزعــم الــتــحــريــض عــلــى اإلرهــــــاب والـــدعـــوة للعنف، على أثــر االحـتـفـاالت الـتـي أجريت مع تحرير عميد األسرى كريم يونس. كما حاولت شرطة االحتال أول من أمس معرفة ترتيبات استقبال األسير ماهر يونس في بيت ابن أخيه، نادر. وجاء ذلك بعدما أصدر وزيـر األمـن القومي اإلسرائيلي إيتمار بن غفير، املـعـروف بمواقفه الفاشية ونـوايـاه لـــلـــمـــس بـــحـــقـــوق األســــــــرى الــفــلــســطــيــنــيــن وانـتـهـاكـهـا داخـــل املـعـتـقـات اإلسـرائـيـلـيـة، تـعـلـيـمـات مـــشـــددة أول مـــن أمـــس للشرطة اإلسـرائـيـلـيـة، بنشر قـــوات كبيرة فــي قرية عارة، وعلى امتداد طريق وادي عارة الذي يعتبر شـريـانـًا رئيسيًا لـحـركـة الـسـيـر في الداخل الفلسطيني، كما طالب بنشر قوات مـعـززة حـول بيت منزل ابـن شقيق األسير مـــاهـــر يــــونــــس، ملـــنـــع أي شـــكـــل مــــن أشـــكـــال االحتفال بتحرير األسير يونس.