إيران تحذر أوروبا من «إطالق النار على قدميها»
يــتــصــاعــد الـــخـــاف بـــن إيــــــران واالتـــحـــاد األوروبــــــــــي عـــلـــى خــلــفــيــة تـــبـــنـــي الـــبـــرملـــان األوروبـــــــي قـــــــرارا، أمــــس الــخــمــيــس، يـدعـو إلـــى إدراج الــحــرس الـــثـــوري عـلـى قائمته لــلــمــنــظــمــات اإلرهــــابــــيــــة، فــيــمــا جـــــاء الــــرد اإليراني على شكل تحذيرات من قبل وزير الخارجية حسن أمير عبداللهيان وهيئة األركـــان العامة للقوات املسلحة اإليرانية مـــن «عـــواقـــب سـلـبـيـة» فـــي حـــال اسـتـكـمـال هـــذا الـتـوجـه تـحـديـدًا عـنـد اجـتـمـاع وزراء خـارجـيـة االتـــحـــاد فــي بـروكـسـل األســبــوع املقبل. ولفتت وزارة الخارجية اإليرانية، فـــي بـــيـــان أمــــس الــخــمــيــس، إلــــى أن وزيـــر الخارجية حسن أمير عبداللهيان حذر، خال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في االتـحـاد األوروبـــي جوزيب بـــــوريـــــل، مــــن أن قــــــــرارا كـــهـــذا ســـتـــكـــون لـه «عـواقـب سلبية». كما لفت البيان إلــى أن عبداللهيان انتقد بـشـدة «الـنـهـج املتوتر واالنـــفـــعـــالـــي لـــلـــبـــرملـــان األوروبــــــــــــي». كـمـا اعـتـبـر هـــذا الـنـهـج «ســلــوكــًا غـيـر مـــدروس وخاطئ». ونقل بيان الخارجية اإليرانية عــن عـبـدالـلـهـيـان قــولــه إن مــشــروع الــقــرار «يـــتـــعـــارض مــــع الــعــقــانــيــة والـــتـــحـــضـــر». وشــدد على أن تصرف البرملان األوروبــي «هــــو نــــوع مـــن إطـــــاق أوروبــــــا الـــنـــار على قدميها». وحذر من أنه «سيكون الرد ورد الفعل متبادلن». في السياق، ذكرت وكالة األنـــبـــاء اإليــرانــيــة «إرنـــــا»، أمــــس، أن هيئة األركــان العامة للقوات املسلحة اإليرانية، التي تنسق األنشطة بـن الجيش وقـوات الحرس الثوري، حذرت االتحاد األوروبي من تصنيف الحرس منظمة إرهابية. وتــبــنــى الـــبـــرملـــان األوروبـــــــــي، أمــــس قــــرارًا يدعو االتحاد األوروبي إلى إدراج الحرس الـثـوري اإليــرانــي على قائمته للمنظمات اإلرهابية «نظرًا لنشاطه اإلرهـابـي وقمع املـــحـــتـــجـــن وتــــــزويــــــد روســـــيـــــا بـــطـــائـــرات مسيرة». وفـي نص أيدته أغلبية ساحقة من الـنـواب، دان البرملان األوروبـــي «حملة القمع الوحشية الـتـي شنتها إيــــران، بما فــي ذلــك الــحــرس الــثــوري اإلســامــي، على الــــتــــظــــاهــــرات الــــتــــي أعـــقـــبـــت وفـــــــاة مـهـسـا
أميني (في 16 سبتمبر/ أيلول املاضي)». وال يقتصر تــدهــور الــعــاقــات الـخـارجـيـة إليــــــران مـــع الـــجـــانـــب األوروبـــــــــي، إذ ازداد التوتر بن طهران وكوريا الجنوبية بعد أن اسـتـدعـى كــا الــطــرفــن، أول مــن أمــس، سفير كل منهما لدى الجانب اآلخر. وهذا الــتــطــور يــأتــي عـقـب تـصـريـحـات للرئيس الـكـوري الجنوبية، يــون ســوك يــول، أثناء زيارته للقوات الخاصة الكورية الجنوبية املــتــمــركــزة فـــي اإلمــــــارات اإلثـــنـــن املــاضــي، وصف فيها إيران بأنها عدو اإلمارات. وأشــــار يـــول إلـــى أن سـيـول واإلمـــــارات في ظــــــروف «مــتــشــابــهــة جـــــــدًا»، إذ تـــواجـــهـــان كــــوريــــا الــشــمــالــيــة وإيــــــــران بــاعــتــبــارهــمــا «الـــعـــدو، والـتـهـديـد األكـــبـــر». ولــفــت مكتب الرئيس الكوري الجنوبي إلى أن التعليق قصد به أن يكون كلمات تشجيع لجنود كوريا الجنوبية. وأكـدت وزارة الخارجية الكورية، أمس، أنها قدمت مرارًا تفسيرات لـــطـــهـــران. لـــكـــن طــــهــــران الـــتـــي لــــم تــرضــهــا هــــذه الـــتـــبـــريـــرات اســـتـــدعـــت ســفــيــر كــوريــا الـــجـــنـــوبـــيـــة، يـــــون كـــانـــج هــــيــــون، أول مـن أمــــس، وحــــذرت مــن احــتــمــال إعــــادة النظر في العاقات إذا لم يتم حل املشكلة، وفقًا لتقرير «إرنـــــا». فــي املـقـابـل، أعـلـنـت وزارة الـخـارجـيـة الــكــوريــة الـجـنـوبـيـة، أمــــس، أن النائب األول لوزير الخارجية، جو هيون دونــــج، اسـتـدعـى سفير إيــــران فــي سـيـول، سعيد بادامتشي شبستاري. فــي غــضــون ذلــــك، ذكـــر مــوقــع قــنــاة «إيــــران إنـتـرنـاشـيـونـال» أمــس أن املـتـحـدث باسم الـــخـــارجـــيـــة األمـــيـــركـــيـــة، نـــيـــد بــــرايــــس، لـم ينف معلومات بشأن عقد ثاثة لقاءات عـلـى األقــــل خـــال الـشـهـريـن املــاضــيــن في نيويورك بـن املبعوث األميركي الخاص لـــشـــؤون إيـــــــران، روبــــــرت مـــالـــي، والـسـفـيـر اإليـــــــرانـــــــي لـــــــدى األمــــــــم املـــــتـــــحـــــدة، ســعــيــد إيـروانـي. وأكـد إرسـال رسائل إلى طهران، على الـرغـم مـن أن إحـيـاء االتــفــاق الـنـووي «ليس على جدول األعمال». وشـــدد بــرايــس، الـثـاثـاء املــاضــي، على أن مضمون الرسائل التي أرسلتها أميركا إلى إيران كانت تتعلق بعدم قتل املتظاهرين، وعــــدم إعـــطـــاء أســلــحــة لـــروســـيـــا، وتـحـريـر األميركين املسجونن في هـذا البلد. في املقابل، نفى مندوب إيران الدائم لدى األمم املتحدة، سعيد إيرواني، االجتماع بمالي. وأكد أن املسؤولن اإليرانين لم يجروا أي «مناقشات» مع املسؤولن األميركين.