الذهب يتجه لتجاوز 2000 دوالر في 2023
عوامل عديدة تدعم ارتفاع سعر الذهب خالل ،2023 أهمها ضعف الدوالر ومشتريات الهند والصين وزيادة المخاطر
يــرى محللون أن أســعــار الــذهــب فــي طريقها لتجاوز 2000 دوالر لألوقية (األونصة) خال العام الجاري، مستفيدة من عدة عوامل داعمة ملــشــتــريــات املـــعـــدن الـــثـــمـــني، مــنــهــا احـتـمـالـيـة توقف البنوك املركزية عن رفع أسعار الفائدة وزيــــــــادة املـــخـــاطـــر الـــجـــيـــوســـيـــاســـيـــة. وبـــــدأت أســــعــــار الــــذهــــب مــرتــفــعــة بـــقـــوة خـــــال الـــعـــام الـجـاري مستفيدة مـن تـراجـع الـــدوالر، وسط تــوقــعــات مــن الــبــنــوك األمـيـركـيـة بـــأن مجلس االحــتــيــاط الــفــيــدرالــي ربــمــا يـتـوقـف عـــن رفـع سعر الفائدة في نهاية الربع األول من العام الـجـاري. وتتخوف البنوك التجارية الكبرى فـي الــواليــات املتحدة مـن الــزيــادات املستمرة والـسـريـعـة لـلـفـائـدة عـلـى الـــــدوالر، الـتـي ربما سـتـؤدي إلــى سقوط االقتصاد األميركي في دورة ركـــود عميقة. وحـقـق الـذهـب حتى اآلن أطــول سلسلة مكاسب أسبوعية خـال العام الجاري، حيث ارتفع سعر األونصة أو «أوقية الــذهــب» بنسبة %17 منذ نوفمبر/ تشرين الــثــانــي فــي الــعــام املــاضــي 2022 وحــتــى يـوم األربــــعــــاء، حــســب بــيــانــات شــركــة « كـابـيـتـال. كـــوم». ويــرى خبير الـذهـب األمـيـركـي جسنت ماكوين، في تحليل بـ«كابيتال.كوم»، أن نبرة رئيس مجلس االحتياط الفيدرالي األميركي، جيروم بـاول، غير املتشددة ال تعكس الرغبة في استمرار رفع سعر الفائدة األميركية، كما أن إعـــــادة فــتــح االقـــتـــصـــاد الــصــيــنــي سـتـدعـم ارتفاع مشتريات الذهب خال العام الجاري. ويضيف أن فتح االقتصاد الصيني سيزيد من الطلب على املعدن الثمني، حيث إن كا من الصني والهند من كبار الدول في العالم التي تشتري الذهب ألغراض الحلي واملجوهرات. مـن جانبه، قــال مدير تـــداول املـعـادن الثمينة لـــدى شــركــة «هــــاي ريــــدج فــيــوتــشــرز»، ديفيد مــــيــــجــــر، إنـــــــه ال يـــســـتـــبـــعـــد صــــعــــود الــــذهــــب. ويــــضــــيــــف: «نـــعـــتـــقـــد أن مـــزيـــجـــا مـــــن ضـعـف الـــــــدوالر ومــــخــــاوف الــتــضــخــم سـيـسـتـمـر في دعـــم الـــذهـــب». وتـشـيـر الـعـديـد مــن املــؤشــرات إلـــى ارتـــفـــاع مـسـتـمـر بـــاألصـــول فـــي األســــواق الــنــاشــئــة، فـــي حـــني يــقــول مـحـلـلـون إن سعر الـدوالر سيتراجع خال العام الجاري. ويرى مـحـلـل مـجـمـوعـة «تـــيـــدال فـايـنـنـشـال غـــروب» األمـيـركـيـة، مايكل جـيـد، الـــذي يتمتع بخبرة عقدين تقريبا في مجال التمويل وقـد أطلق الـعـديـد مــن الـصـنـاديـق املـشـتـركـة وصـنـاديـق االستثمار املتداولة، أن سعر الذهب في طريقه لارتفاع. وقال جيد، حسب موقع» إنفستنغ. كوم»: «لم يعد الدوالر أفضل وسيلة للتحوط مـــن الــتــضــخــم». ويــــرى أن الــــــدوالر الضعيف سيكون داعما لألسواق الناشئة خال العام الجاري. ومعروف أن سعر الذهب يتحرك في اتجاه معاكس للدوالر. وكلما زادت الشكوك حـول مركز الـــدوالر كعملة «مــاذ آمــن»، اتجه املستثمرون للتحوط عبر شراء الذهب. كـــمـــا أن أســــعــــار الــــذهــــب تــســتــفــيــد عــــــادة مـن الـــتـــضـــخـــم املــــرتــــفــــع، حـــيـــث يــــخــــاف أصـــحـــاب الثروات من تآكل القيمة الحقيقة ألموالهم.
البنوك المركزية رفعت مشترياتها من المعدن النفيس
وتـــاريـــخـــيـــا، كـــانـــت فـــتـــرات الــتــضــخــم املـرتـفـع إيجابية بالنسبة لسعر الـذهـب، حيث يميل املستثمرون إلى الهروب من العمات الورقية نحو املعدن األصفر. وتعد السياسة النقدية التي تنتهجها البنوك املركزية أساسية في الـسـيـطـرة عـلـى الـتـضـخـم، وبـالـتـالـي ستدفع سعر الــذهــب. وعـنـدمـا يرتفع الــــدوالر مقابل العمات العاملية، يصبح الـذهـب أكثر تكلفة للمستثمرين، وحينما ينخفض يدعم عمليات شراء املعدن الثمني. وال يستبعد محللون أن يتجاوز الذهب حاجز 2000 دوالر خال العام الـجـاري. والحــظ محللون أن الـــدوالر استفاد كذلك، خال العام املاضي، من بيئة االقتصاد الكلي املضطربة في العالم، التي صاحبتها مخاوف بشأن ارتفاع التضخم وحدوث ركود وتباطؤ بالنمو االقتصادي في الصني وتأثير الــــحــــرب الـــروســـيـــة األوكــــرانــــيــــة. وهــــــذه كـلـهـا عـوامـل تـدفـع املستثمرين لاحتماء بأصول الـــدول القوية، وهــي الــواليــات املتحدة. ودفـع ذلك املستثمرين إلى بيع أصول أخرى لصالح االحتفاظ بالدوالر. ولكن هذه العوامل باتت تتراجع خال العام الجاري. وتشير بيانات مجلس الذهب العاملي إلى أن البنوك املركزية تواصل شراء الذهب للتحوط مـــن احـــتـــمـــاالت تـقـلـبـات الــــــدوالر خــــال الــعــام الجاري، حيث إن هنالك شكوكا حول توجهات االقتصاد األميركي التي تحكم أداء الــدوالر. وأظهرت أحدث بيانات مجلس الذهب العاملي أن البنوك املركزية اشترت 50 طنا من املعدن األصـــفـــر عـلـى أســــاس صـــاف خـــال نـوفـمـبـر/ تشرين الثاني من العام املاضي ،2022 وهو ما يمثل زيادة بنسبة %47 عن أرقام أكتوبر/ تشرين األول املعدلة البالغة 34 طنا. ومـــن هـــذا اإلجــمــالــي الــصــافــي، اســتــحــوذت 3 بنوك مركزية على إجمالي مشتريات 45 طنا، بينما ساهم اثنان إلى حد كبير في إجمالي املبيعات البالغة 5 أطــنــان، مـا يــدل على قوة الطلب، وفقا ملا ذكره «مجلس الذهب العاملي».