أوروبا في أزمة صحية
تشهد بعض الـــدول األوروبــيــة شـتـاء قاسيًا مع زيـــــادة الــضــغــط عــلــى األنــظــمــة الــصــحــيــة، وســط اإلضـــــرابـــــات ونـــقـــص األدويـــــــة وزيـــــــادة مــعــدالت إشـغـال األســـرة فـي املستشفيات. ولعب ارتفاع عـــدد اإلصـــابـــات بـفـيـروس كـــورونـــا، وإضـــرابـــات العاملني في مجال الرعاية الصحية، دورًا رئيسيًا فــي زيــــادة الـضـغـط عـلـى األنـظـمـة الصحية التي انعكست طوابير طويلة في املستشفيات، وتركت الـعـديـد مـن األســــرة مشغولة بـمـعـدالت أكـثـر من املتوقع. وفي الوقت الحالي، تعاني الدول األوروبية مــــن «الـــــوبـــــاء الــــثــــاثــــي»، فــــي ظــــل تــــزايــــد حــــاالت اإلصابة بكورونا، واإلنفلونزا املوسمية، والتهاب القصيبات بشكل متزامن. وفي بداية ديسمبر/ كانون األول، حذرت منظمة الـصـحـة الـعـاملـيـة مــن أن «مــوســم اإلنــفــلــونــزا بـدأ مبكرًا في أوروبـــا». وكشفت تقارير إعامية أن املــوســم املـبـكـر لــأمــراض التنفسية فــي أوروبـــا، ضـرب بشكل رئيسي كـا من فرنسا، وأملانيا، وبريطانيا، ما دفع هذه البلدان إلى السعي ملحاولة تخفيف الــعــبء عــن األنـظـمـة الصحية املـعـرضـة لخطر ارتفاع حاالت اإلصابة بالفيروس املخلوي التنفسي »RSV« وفيروس كورونا. وفــي مـــارس/ آذار ،2022 نشر مجلس الشيوخ الفرنسي تقريرًا أظهر أن الوضع في املستشفيات
شهد تدهورًا ملحوظًا في الفترة التي تلت جائحة كـــورونـــا، فيما بـاتـت أدويــــة الـسـرطـان نــــادرة في أملـانـيـا، بـاإلضـافـة إلــى أدويـــة الـحـمـى واملــضــادات الـــحـــيـــويـــة. وأظــــهــــرت دراســـــــة أعـــدتـــهـــا مـؤسـسـة »Nuffield Trust« أن 1« من كل 4 يعملون في القطاع الصحي سيترك وظيفته الحالية بمجرد العثور على أخرى».