«فن» التزوير... لعبة الوثائق الخطيرة
رحـــل عــن عـاملـنـا، أخــيــرًا، املــصــور الفرنسي أدولـفـو كامينسكي 1925( - .)2023 شهرة الــرجــل لــم تـــأت مــن كـونـه مــصــورًا وأســتــاذًا جامعيا، فكامينسكي انـضـم إلــى املقاومة الفرنسية ضـد الـنـازيـني بعمر الــــ71. وبعد أن نـجـا مـــن الـتـرحـيـل إلـــى مـخـيـم احـتـجـاز ألنه يهودي، قضي سنوات الحرب العاملية مـــزورًا لـــألوراق الـرسـمـيـة، ليساعد اليهود على الفرار، إذ طور تقنية للتزوير مكنته من إنقاذ 14 ألف يهودي من املوت. لم يتقاض كامينسكي أجرًا مقابل «عمله» هذا. وحني طـــــرد الـــنـــازيـــون مـــن فــرنــســا، قـــلـــد مـيـدالـيـة املقاومة، وعمل مع السلطات الفرنسية في تزوير أوراق رسمية للجواسيس. مــــواقــــف كــامــيــنــســكــي املـــنـــتـــقـــدة إلســـرائـــيـــل جعلته مـوضـع جـــدل، ناهيك عـن عمله مع جبهة تـحـريـر الــجــزائــر، إذ زور «فـرنـكـات» فرنسية لصالحهم، كما عمل مــع حركات املــــقــــاومــــة فــــي أمـــيـــركـــا الـــجـــنـــوبـــيـــة، وبــقــي يــمــارس «عـمـلـه» هـــذا حـتـى عـــام .1971 ما يــهــمــنــا فـــي ســـيـــرة كــامــيــنــســكــي هـــو حــرفــة الــــتــــزويــــر، تـــلـــك الــــتــــي تـــتـــالشـــى تــدريــجــيــا بـــســـبـــب الـــتـــطـــور الـــتـــكـــنـــولـــوجـــي الـــحـــالـــي، فــجــوازات السفر وبـطـاقـات الـهـويـة لـم تعد فقط «عالمات جمالية» تشير إلى االنتماء الــســيــاســي، بـــل تــحــوي تـكـنـولـوجـيـا تتيح أحــيــانــا تـتـبـع حـامـلـهـا مــن قـبـل الـسـلـطـات. ال يعني ذلـــك تـالشــي هـــذه املـهـنـة. تتسرب األخـــبـــار دائــمــا عــن تــزويــر وثــائــق مــن أجـل انـــتـــحـــال الـــهـــويـــة، وإصـــــــدار أخـــــرى مــــزورة لـخـداع السلطات، كالضابط األملـانـي الـذي
يختبر سؤال التزوير والكذب والخداع حدود حرية التعبير