لوحة ُتلّخص أَثر الحشود
حتى الرابع من الشهر المقبل، يستمر معرض «انطباعات محلية» الذي توقع لوحاته الـ43 التشكيلية اللبنانية هيبت بلعة بّواب في غاليري «آرت أون »56
يعيش مشهد التشكيل اللبناني توجهًا مــــــتــــــزايــــــدًا صــــــــوب االعــــــتــــــنــــــاء بـــالـــطـــبـــيـــعـــة وتـــفـــصـــيـــاتـــهـــا، بـــوصـــفـــهـــا حـــالـــة بــديــهــيــة لـبـلـد ثـــري بــأشــجــاره وغــابــاتــه الــتــي طاملا تـــم الـتـغــنـي بــهــا. وبــالــفــعــل، بــــدأت تتسلق مــــفــــردات مـــثـــل أغــــصــــان وأشــــجــــار وزهـــــور عــلــى عـــنـــاويـــن املــــعــــارض املـــقـــامـــة مـــؤخـــرًا، لتضع إطارًا عامًا تدور في فلكه اشتغاالت تشكيلية مختلفة. عـلـى الـعـكـس مــن هــذا، فــــــإن الــتــشــكــيــلــيــة الــلــبــنــانــيــة هــيــبــت بـلـعـة بـواب )1952( اختارت توجهًا مختلفًا، في معرضها الـــذي يحمل عـنـوان «انطباعات مـحـلـيـة»، ويستضيفه «غــالــيــري آرت أون »56 بـــبـــيـــروت، حـــتـــى الــــرابــــع مـــن شـــبـــاط/ فبراير املقبل. تحضر في أعمال بلعة األجساد والوجوه - وإن كانت هذه األخيرة ممسوحة املامح - لــتــتــدافــع فـــي مـــا بـيـنـهـا، مــشــكــلــة صخبًا مـــديـــنـــيـــًا، وازدحــــــامــــــًا ال تـــلـــبـــث الــــعــــن أن تلتقطه. وباختصار؛ هل يمكن الحديث عن «لـوحـة حـشـود»؟ نقرأ الـجـواب فـي مـا تقع عليه األبصار. فـــفـــي أربـــــــع وثــــاثــــن لــــوحــــة، غـــلـــب عـلـيـهـا «الــــكــــوالج» 30( لــــوحــــة)، ســـتـــحـــدد مــعــالــم بـيـروتـيـة، وسـيـجـد املتلقي نفسه مـأخـوذًا بالحركة، التي ال تعد ترجمتها إلى توقيع تشكيلي أمــرًا هينًا، عــدا مـا تستوعبه من أسـئـلـة عــديــدة حــول التقنيات الـتـي يمكن للفنان أنُ يستعن بها، في سبيل إظهارها أمام األعن. يـــمـــكـــن إرجــــــــاع هـــــذه الـــحـــركـــة إلـــــى عـمـلـيـة توليف «الكوالج» نفسه، فكما يقوم الفنان بعمليات القص والتركيب أو الترتيب (على مستوى أدق من األول)، فإن هذه التقنيات تنعكس على نتاجه، وما يريد أن يقوله من خـالـه. وبالتالي، إن عملية املـــزج الكامنة وراء وجــــوه - بـــا مــامــح - تــقــود وبشكل
لوحات صاخبة بالناس وبعشرات الحوارات المعقودة بينهم