تراجع اإليجارات في الجزائر
بعد صمود سوق اإليجارات في الجزائر في وجـه دوامــة الركود، هــوت قيمة الشقق السكنية عن مستوياتها املـرتـفـعـة بفعل تــراجــع الطلب واستقرار العرض. على مستوى العاصمة عـــرف اإليـــجـــار تــراجــعــا بـسـيـطـا، حــيــث بلغ إيــجــار شـقـة مــن غــرفــة واحــــدة 222 دوالرًا، ومن غرفتني 259 دوالرًا شهريا، في بالد ال يتعدى الــراتــب األدنـــى املضمون فيها 148 دوالرًا، وهو ما يعتبره املتتبعون للشؤون العقارية أمرًا غير عقالني. أما إيجار املنازل «الفيالت»، فعرف هو اآلخر أرقاما مستقرة، حيث يستحيل إيجاد منزل لإليجار تحت عتبة 740 دوالرًا. ومــمــا يــزيــد مــتــاعــب الــجــزائــريــني، األعــــراف والتقاليد املتبعة في عمليات إيجار الشقق في البالد عبر دفع أقساط اإليجار املحددة في العقد دفعة واحدة مسبقا. وفي محاولة لفهم تقلبات سوق اإليجار في الجزائر، قام موقع «ايجاركم» املتخصص في اإلعالنات العقارية فـي الــبــالد، بتحليل تقلب أسعار إيـجـار املساكن خــالل سنة ،2022 وأسـبـاب تــراجــع أســعــار اإليـــجـــار لـلـمـرة األولــــى منذ سنوات فيما ال يقل عن 15 محافظة. وكشف مؤسس املوقع عمر مرجاني في حديث مع «العربي الجديد» أن «الجديد في دراسة عام ،2022 هو احتساب متوسط سعر اإليجار للمتر املـــربـــع، مـمـا يـعـطـي املــزيــد مــن الـدقـة للتحليل ويسمح بمعرفة اتجاهات السوق، كما تم عرض نتائج هذه الدراسة على عدد مـن الــوكــاالت العقارية، التي قامت بتأكيد النتائج املتوصل إليها». وأضـــــاف مــرجــانــي أن «إيـــجـــار الــشــقــق بني عامي 2021 ،2022و عرف انخفاصا قدره 1 إلــى 2 فـي املـائـة فـي الجزائر العاصمة وما يـقـرب مــن 4 فــي املــائــة فــي وهــــران، فــي حني شهدت محافظة تلمسان تراجعا بنسبة 5 في املائة». كما سجلت 10 محافظات أخرى عـلـى األقــــل حـسـب الـــدراســـة، انــخــفــاضــا في متوسط إيجارات الشقق السكنية بني عامي 2021 ،2022و منها محافظة بومرداس التي عرفت انخفاضا بنسبة 20 في املائة، كذلك محافظة تيزي وزو التي انخفض متوسط اإليجار بها بحوالي 20 في املائة. وأرجـــــع مــؤســس املـــوقـــع هــــذا الـــتـــراجـــع إلــى «ركــــــــود قــــطــــاع الــــعــــقــــارات فــــي املـــحـــافـــظـــات الـكـبـرى، بفعل تـراجـع الطلب ألسـبـاب عدة منها انكماش االقتصاد املحلي وتأثر القدرة الشرائية للمواطن الذي أصبح يفضل بيت العائلة على اإليجار، يضاف إلى ذلك توزيع املساكن العمومية بكل أصنافها، ما ساعد على امتصاص جزء من الطلب على املساكن خـــالل ســنــة 2022 وبــالــتــالــي الــحــفــاظ على استقرار أسعار اإليجار». وكدليل آخر على ركود سوق العقارات، قال عمر مرجاني إن «عــدد اإلعـالنـات العقارية املـــنـــشـــورة عــبــر مـــواقـــع اإلنـــتـــرنـــت قـــد عــرف انخفاضا محسوسا سنة 2022 قارب 45 في املائة مقارنة بسنة ،2020 حيث تراجع من 250 ألف إعالن إلى 130 ألف إعالن فقط». ورغم تسجيل تراجع في أسعار اإليجارات فـــي أغــلــب املــحــافــظــات الــجــزائــريــة الــكــبــرى، إال أن أرقـــــــــام اإليـــــــجـــــــارات تـــبـــقـــى مــرتــفــعــة مـقـارنـة بمستوى املعيشة ومـتـوسـط دخل الجزائريني الــذي يبلغ حـوالـي 230 دوالرًا، حيث لوحظ أن غالبية اإليجارات املتوسطة فــي املـحـافـظـات تــتــراوح مــا بــني 230 و 296 دوالرًا، بينما فــي املـحـافـظـات الـكـبـرى مثل وهــــــران وقـسـنـطـيـنـة والـــجـــزائـــر الــعــاصــمــة، يتجاوز اإليجار املتوسط هذه األرقام.