ركود عقاري بسبب رفع الفائدة
تــتــأنــى األســـــر املــغــربــيــة فـــي شـــــراء عـــقـــارات مـــع ارتـــفـــاع أســـعـــار الـــفـــائـــدة الــتــي تطبقها املــــصــــارف عـــلـــى الـــــقـــــروض، بــيــنــمــا يـتــرقــب الـكـثـيـرون تفاصيل الــدعــم الـــذي وعـــدت به الحكومة األسر محدودة الدخل واملتوسطة عند اقتناء مساكن رئيسية لها. وكــان بنك املـغـرب املـركـزي قــرر فـي اجتماع مجلسه في ديسمبر/ كانون األول املاضي، رفع معدل الفائدة الرئيسي من 2 إلى 2.50 فــي املــائــة، ملـحـاصـرة التضخم الـــذي وصـل إلــــى 8.3 فـــي املـــائـــة فـــي نــوفــمــبــر/ تـشـريـن الثاني، مـا يرفع قيمة الـعـقـارات فـي سياق مـتـسـم بــالــضــغــوط عــلــى الـــقـــدرة الــشــرائــيــة لـأسـر مــن جـــراء ارتــفــاع تكلفة الـعـديـد من السلع والـخـدمـات. ويؤكد مصطفى ملغو، الـخـبـيـر فـــي الــقــطــاع املــصــرفــي لــــ «الــعــربــي الجديد» أن ارتفاع أسعار الفائدة لن يطاول فقط األشـخـاص الـذيـن يـريـدون الـشـراء في الـعـام الحالي، بـل سيشمل كذلك املشترين الـذيـن اقتنوا عــقــارات فـي السابق بأسعار فـائـدة متغيرة. ويشير إلــى أن األســـر التي سبق لها أن حصلت على قــروض بأسعار فائدة ثابتة من أجل شراء عقارات لن تتأثر
بـــالـــزيـــادة الـنـاجـمـة عـــن رفـــع سـعـر الـفـائـدة الرئيسي. يـحـدث ذلـــك فــي وقـــت تـتـرقـب أســـر مغربية كـشـف الـحـكـومـة عــن تفاصيل الــوعــد الــذي تضمنته موازنة العام الحالي بتوفير دعم مــالــي مـبـاشـر لــأســر ذات الــدخــل املــحــدود الــــراغــــبــــة فــــي شــــــراء وحــــــدة ســكــنــيــة تـصـل قيمتها إلـى نحو 30 ألـف دوالر، وهـو دعم ستسفيد منه كذلك األسر املنتمية للطبقة املــتــوســطــة املــتــطــلــعــة إلــــى شـــــراء ســكــن في حــــــدود 60 ألـــــف دوالر. ويــــؤكــــد عـــمـــر أيـــت الحاج، الفاعل في قطاع العقارات لـ«العربي الــجــديــد»، أن الـقـطـاع دخـــل فــي الــركــود في الــعــام املـــاضـــي، فــي ســيــاق ارتـــفـــاع تكاليف اإلنتاج، مشيرا إلى أن أسرا قد تتريث قبل اإلقـــــدام عـلـى الـــشـــراء فـــي انــتــظــار تفاصيل الدعم الحكومي. ويتصور أن السعر الذي حددته الحكومة للمساكن التي ستستفيد مـن الـدعـم، يحتاج إلـى توضيح تفاصيله، خاصة أنه لن يسمح للمستثمرين بتحقيق هوامش أرباح مجزية في املدن الكبيرة. وتـؤكـد املـنـدوبـيـة السامية للتخطيط في تـــقـــريـــرهـــا حـــــول املـــيـــزانـــيـــة االســـتـــشـــرافـــيـــة لــلــعــام الــحــالــي، أن الـــعـــرض مـــن الــعــقــارات في العام املاضي تأثر بتداعيات االرتفاع الكبير في أسعار مـواد وتجهيزات البناء فــــي غـــيـــاب تـــدابـــيـــر تـــحـــفـــيـــزيـــة، كـــمـــا تــأثــر الــطــلــب عــلــى الـــوحـــدات الـسـكـنـيـة بـتـدهـور الــــقــــدرة الـــشـــرائـــيـــة لـــأســـر. وشــــــددت عـلـى أنـــه رغـــم الـتـدابـيـر الـتـحـفـيـزيـة لــأســر ذات الدخل املحدود القتناء السكن، سيواصل قطاع البناء واألشغال العمومية في العام الــحــالــي تــأثــره بـــزيـــادة تـكـالـيـف املــدخــات وتشديد الشروط التمويلية.