Al Araby Al Jadeed

شهيد برصاص مستوطن... واالحتالل يستهدف قباطية

- رام اهلل ـ محمود السعدي جنين ـ سامر خويرة

يتواصل سقوط الشهداء الفلسطينين على يد قوات االحتالل أو املستوطنن، في الضفة الغربية املحتلة، فيما بــدأت قــوات االحتالل تــركــز عـلـى اســتــهــ­داف بــلــدة قـبـاطـيـة جنوب مدينة جنن، خوفًا من انتقال عدوى املقاومة إلى شبابها. واستشهد الفلسطيني طـارق عـودة يوسف مــعــالــ­ي، مــن قــريــة كـفـر نـعـمـة، أمـــس الـسـبـت، برصاص مستوطن في منطقة جبل الريسان غـــرب رام الــلــه وســـط الـضـفـة الــغــربـ­ـيــة. وقــال عــضــو املــجــلـ­ـس الـــقـــر­وي لـكـفـر نـعـمـة مــــروان عطايا، لـ«العربي الجديد»، إن الشهيد كان يـــركـــن ســـيـــار­تـــه قــــرب جــبــل الـــريـــ­ســـان، حيث يقيم مستوطن وعـائـلـتـ­ه بـــؤرة استيطانية على أراضـي الجبل، ويسيطرون على مئات الــدونــم­ــات، ويـطـلـق عليها «ســديــه افــرايــم»، مـــوضـــح­ـــًا أن املـــســـ­تـــوطـــن أطــــلـــ­ـق الــــرصــ­ــاص على طــارق معالي، مـا أدى إلــى استشهاده. وأشـــــــ­ـــار عــــطــــ­ايــــا إلـــــــى أن جــــيــــ­ش االحــــتـ­ـــالل اسـتـدعـى شـقـيـقـي الـشـهـيـد، يــوســف ومـجـد، ووالـــدهـ­ــمـــا لـلـتـحـقـ­يـق مــعــهــم مـــبـــاش­ـــرة بعد إعالن استشهاده. وقال الطبيب الفلسطيني مــحــمــو­د عــيــدي لــوكــالـ­ـة «فـــرانـــ­س بــــرس» إن عناصر مـن اإلسـعـاف حـاولـوا الـوصـول الى مكان الـحـادث، لكن كـان هناك «تـواجـد قوي لــلــجــي­ــش تـــركـــز عـــلـــى الـــتـــل ولـــــم يــســمــح لـنـا بالوصول إلى الشخص املقتول». ونــعــى نـــادي األســيــر الفلسطيني والـحـركـة األسيرة واملحررين في الوطن واملهجر، في بيان، طارق عودة معالي، الذي أمضى عامن في سجون االحـتـالل. وزعــم جيش االحتالل واإلعـالم اإلسرائيلي أن معالي حاول تنفيذ عملية طعن للمستوطن في جبل الريسان، حــيــث أطـــلـــق الــــرصــ­ــاص عــلــيــه، واســتــشـ­ـهــد. وباستشهاد معالي، ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينين منذ بـدايـة الـعـام الحالي إلى 81، بينهم 4 أطفال. في غضون ذلك، شددت قوات االحتالل، أمس السبت، من إجراءاتها العسكرية في محيط مخيم شعفاط شمال القدس املحتلة، بزعم البحث عـن منفذ عملية إطـــالق نــار باتجاه مــســتــو­طــنــة «بـــســـغـ­ــات زئـــيـــف» املـــقـــ­امـــة على أراضـي شمال القدس بالقرب من املخيم، ما أدى إلى إصابة إسرائيلية. وبحسب مصادر محلية، لـ«العربي الجديد»، فإن قوات كبيرة لـالحـتـال­ل اقتحمت مخيم شعفاط ومحيط املـــنـــ­طـــقـــة املـــتـــ­اخـــمـــة ملـــســـت­ـــوطـــنـ­ــة «بـــســـغـ­ــات

لم يسمح االحتالل لإلسعاف بالوصول لمكان استشهاد معالي زئـــيـــف»، وأجـــــرت عـمـلـيـات بــحــث وتـمـشـيـط، بزعم البحث عن منفذ عملية إطـالق نار من املخيم باتجاه املستوطنة، مـا أدى إلصابة مـــســـتـ­ــوطـــنــ­ـة بـــــجـــ­ــروح وصــــفـــ­ـت بــالــطــ­فــيــفــة. وأشارت املصادر إلى أن قوات االحتالل قامت بتشديد اإلجـــراء­ات العسكرية على الحاجز العسكري املقام على مدخل مخيم شعفاط، وتفتيش املركبات، كما شددت من إجراء اتها على املدخل الشمالي لبلدة عناتا القريبة من املخيم، حيث فتش جنود االحتالل مركبات املــــواط­ــــنــــن هــــنــــ­اك. وأشـــــــ­ــارت وكــــالــ­ــة «وفـــــا» الفلسطينية إلــى إصـابـة عـشـرات املواطنن بـحـاالت اخـتـنـاق خــالل مـواجـهـات مـع قـوات االحـــتــ­ـالل اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي فـــي مـخـيـم شـعـفـاط. ونقلت عن مصادر محلية قولها إن «قـوات االحـــتــ­ـالل اقـتـحـمـت املــخــيـ­ـم وأطــلــقـ­ـت قـنـابـل الغاز املسيل للدموع باتجاه األهـالـي، وإثر ذلــك اندلعت مـواجـهـات، أسـفـرت عـن إصابة عدد من املواطنن بحاالت اختناق». على صعيد منفصل، اعتقلت قوات االحتالل، أمــــس الــســبــ­ت، الــجــريـ­ـح لــــؤي بـشـيـر غـربـيـة، الــــــذي أصـــيـــب بــــالـــ­ـرصــــاص قـــبـــل أيـــــــا­م، بـعـد اقتحام جنن ومداهمة منزل عائلته، وفق ما أكـده لـ«العربي الجديد» مدير نـادي األسير الفلسطيني في جنن، منتصر سمور. من جهة أخرى، يبدو أن بلدة قباطية جنوب مدينة جنن شمال الضفة الغربية أصبحت فـي قلب اسـتـهـداف­ـات قـــوات االحــتــا­لل، خوفًا مـــن انـــتـــق­ـــال عـــــدوى املـــقـــ­اومـــة إلــــى شــبــابــ­هــا. وكـــانـــ­ت قـــــوات االحــــتـ­ـــالل قـــد داهــــمــ­ــت، خــالل عــمــلــي­ــة اقـــتـــح­ـــام مـــنـــذ مـــســـاء أول مــــن أمـــس وحتى فجر أمس، نحو 40 منزال في قباطية، واعـتـقـلـ­ت عــــددًا مـــن الــشــبــ­ان. وقــــال الـنـاشـط السياسي ثامر سباعنة، لـ «العربي الجديد»، إن «تـاريـخ قباطية حافل بالتضحيات منذ عقود طويلة، وقــد قدمت نخبة مـن أبنائها

شــهــداء فيما يقبع الــعــشــ­رات خـلـف قضبان سـجـون االحـــتــ­ـالل». وتـقـع قباطية على بعد 9 كـيـلـومـت­ـرات إلـــى الــجــنــ­وب الــغــربـ­ـي ملدينة جــنــن، وتـعـتـبـر أكــبــر الــتــجــ­مــعــات السكنية في املحافظة، فيما تنتشر بيوتها على قمم وســـفـــو­ح عــــدد مـــن الــــتـــ­ـالل. وأشــــــا­ر سـبـاعـنـة إلـى أن الترابط االجتماعي الــذي تشتهر به قــبــاطــ­يــة، قـــد انــعــكــ­س عــلــى الــعــمــ­ل الــوطــنـ­ـي. وقال: «هناك تضامن غير مسبوق مع عوائل الـشـهـداء، وكلما ارتـقـى أحـدهـم تهب البلدة لــلــوقــ­وف مـــع ذويــــــه، وعــنــدمـ­ـا يــنــفــذ أحــدهــم عملية فـدائـيـة، فــإن الــدمــاء تغلي فــي عــروق أبناء جيله ويسيرون على دربه». وعن غاية االحتالل من وراء تركيز عملياته أخيرًا على قباطية، أكد سباعنة أن «االحتالل يسعى جـاهـدًا إلــى منع نقل تجربة نابلس وجــنــن إلـــى بـقـيـة مـنـاطـق الـضـفـة الـغـربـيـ­ة، لذلك فهو يتحرك فورًا ملالحقة وقتل واعتقال املقاومن وتفكيك كل املجموعات العسكرية التي تتشكل هنا وهناك، وهذا ما يجري في قباطية، فهناك نواة عمل مقاوم مشهود له، واستطاع املـقـاومـ­ون تنفيذ عمليات إطـالق نار تجاه قوات االحتالل التي تقتحم قباطية والبلدات والقرى املجاورة». وووافقه الـرأي الناشط محمد نـزال، إذ لفت، في تصريح لـ «العربي الجديد»، إلى أن «بلدة قباطية تقع على الطريق الرابط بن مدينتي نابلس وجنن، وبالتالي فإنه من السهولة بمكان لشبابها التأثر بما يجري فـي كلتا املدينتن، واألخطر عند االحتالل هو إمكانية تــواصــلـ­ـهــم مـــع «عـــريـــن األســــــ­ود فـــي نـابـلـس أو «كتيبة جــنــن»، وبـالـتـال­ـي نـقـل التجربة إلـــى قــبــاطــ­يــة، وانـــخـــ­راط املـــئـــ­ات فــيــهــا، لـذلـك فـهـو يـشـن عـمـلـيـات عـسـكـريـة مـسـتـمـرة منذ عدة أسابيع بحق البلدة، تمتاز باستخدام أقصى درجات العنف والقوة املفرطة».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar