روسيا تتحسب لهجمات على موسكو
تدريبات دفاعية جوية تخللها استخدام «إس »300 وكييف تدعو حلفاءها لعدم التردد بدعمها
على وقع حديث روسيا عن تحقيق تقدم ميداني في أوكرانيا أمس السبت، برز إعالن وزارة الدفاع عن إجراء تدريبات دفاعية جوية في منطقة موسكو، لحماية بنيتها التحتية من وقوع «هجمات جوية»، على الرغم من رفض الكرملين الحديث عن أّن العاصمة قد تكون مهددة، وذلك فيما كانت كييف تدعو حلفاءها لتسريع إرسال تعزيزات عسكرية لها
فـــــي مــــــــــــوازاة مــــحــــاولــــة الـــســـلـــطـــات الـــــروســـــيـــــة الــــتــــركــــيــــز عــــلــــى أنــــبــــاء روجـتـهـا عـن تحقيق تـقـدم ميداني في أوكرانيا، برز أمس السبت إعانها إجراء تدريبات دفاعية جوية في منطقة موسكو، لحماية بنيتها التحتية الحيوية فـي حال وقــــوع «هــجــمــات جـــويـــة»، وذلــــك عـلـى الـرغـم من رفض الكرملن الحديث عن أن العاصمة الـــروســـيـــة قـــد تـــكـــون مـــهـــددة بــهــجــمــات على خلفية الحرب في أوكرانيا. في املقابل، كانت كييف تـحـث حـلـفـاءهـا عـلـى التفكير بشكل «أســـرع» فـي زيـــادة دعمهم العسكري، وذلـك بعد يوم من إخفاقهم في االتفاق على إرسال دبابات تطالب بها السلطات األوكرانية. وبــــعــــدمــــا كــــــان املــــتــــحــــدث بــــاســــم الـــكـــرمـــلـــن دمــيــتــري بـيـسـكـوف قـــد رفـــض اإلجـــابـــة يـوم الجمعة املاضي عن سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا تخشى أن تكون موسكو مستهدفة، أعلنت وزارة الـدفـاع الروسية أمـس السبت إجــــراء تــدريــبــات دفــاعــيــة جــويــة فــي منطقة مـــوســـكـــو، مــــن دون تـــحـــديـــد مــــوعــــد إجـــــراء الــتــدريــبــات. وقـــالـــت الــــــوزارة فـــي بــيــان وفـق وكالة «فرانس برس»: «نظمت تدريبات في منطقة موسكو، مع أفراد لواء الدفاع الجوي التابع للمنطقة العسكرية الغربية، بهدف صد الهجمات الجوية ضد البنية التحتية الـعـسـكـريـة والـصـنـاعـيـة واإلداريــــــة املـهـمـة». وأكدت الوزارة أنه تم تدريب الجنود الروس املـــشـــاركـــن فــــي املـــــنـــــاورات عـــلـــى اســـتـــخـــدام «صــــواريــــخ إس 300 املـــضـــادة لــلــطــائــرات». وأشارت إلى أن «أكثر من 150 جنديًا وأكثر مـــن 30 قــطــعــة أســـلـــحـــة، ومــــعــــدات عـسـكـريـة وخاصة شاركوا» في التدريبات. جـاء ذلـك في وقـت كـان فيه الجيش الروسي يــعــلــن أمــــس أنــــه نــفــذ «عــمــلــيــات هــجــومــيــة» فـي منطقة زابـوريـجـيـا فـي جـنـوب أوكرانيا سمحت له بالسيطرة على «مواقع مواتية». وأفـــــــادت وزارة الــــدفــــاع الـــروســـيـــة فـــي بـيـان أنـــه «فـــي نـاحـيـة زابــوريــجــيــا، وإثـــر عمليات هجومية، سيطرت وحدات املنطقة العسكرية الشرقية على خطوط ومواقع مواتية أكثر». كما قالت الوزارة إن القوات الروسية سيطرت على قـريـة دفـوريـتـش فـي مـحـور دونيتسك. وفـي السياق، أعلن عضو املجلس الرئيسي إلدارة مقاطعة زابوريجيا املعن من روسيا، فـــاديـــمـــيـــر روغــــــــوف، أن الــــقــــوات الـــروســـيـــة تقدمت سبعة كيلومترات فـي املقاطعة من خط املواجهة. وأضاف على «تيليغرام»: «تم تحرير سبع مناطق على األقل». في املقابل، ذكر نائب رئيس مكتب الرئاسة األوكـــرانـــيـــة كـيـريـلـو تـيـمـوشـيـنـكـو أمــــس أن معارك ضارية اندلعت حول مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا، أسفرت عـــن مـقـتـل ثــاثــة مــدنــيــن فـــي قــصــف روســـي
للمنطقة. فــي الــســيــاق، ذكـــرت وزارة الـدفـاع البريطانية، أمس السبت، أن الحرب الروسية فـــي أوكـــرانـــيـــا، تـشـهـد «حـــالـــة مـــن الــجــمــود»، ويتوقع أن تحقق القوات األوكرانية مكاسب محدودة في الشمال الشرقي، بالقرب من بلدة كريمينا، في الوقت الذي ستعيد فيه القوات الروسية «تنظيم صفوفها على األرجح» في
مستشار زيلينسكي: التردد بإرسال أسلحة يقتل المزيد من شعبنا
واشنطن تحث كييف على تأجيل شن هجوم على القوات الروسية
بلدة سوليدار شرقي البالد بعد االستيالء عليها فـي وقــت سابق مـن األســبــوع. وقالت الــوزارة «هناك احتمال واقعي لتقدم روسي حول باخموت». عــلــى الــجــهــة املـــقـــابـــلـــة، وبـــعـــد فــشــل حـلـفـاء أوكرانيا خالل مؤتمر في قاعدة رامشتاين الجوية في أملانيا، أمس األول الجمعة، في االتــفــاق على إرســـال دبــابــات «لــيــوبــارد »2 أملـانـيـة الـصـنـع إلـــى كـيـيـف، حــث ميخايلو بـــودولـــيـــاك، مـسـتـشـار الــرئــيــس األوكـــرانـــي، حلفاء بالده على التفكير بشكل «أسرع» في زيـــادة دعمهم العسكري. وكتب بودولياك على «تويتر» أمس: «ستساعدون أوكرانيا باألسلحة الالزمة على أي حال وستدركون أنــــه مـــا مـــن خــيــار آخــــر إلنـــهـــاء الـــحـــرب عــدا هزيمة روسيا». وأضاف «لكن التردد اليوم يقتل املزيد من شعبنا. كل يوم تأخير هو مـوت ألوكـرانـيـن. فكروا أســـرع». كما أسف الرئيس األوكـرانـي فولوديمير زيلينسكي لعدم إرســـال الـــدول الغربية دبـابـات ثقيلة لـــقـــواتـــه. وفـــــي انـــتـــقـــاد عــلــنــي نـــــــادر، حـــض وزراء خارجية دول البلطيق، برلن، أمس الـــســـبـــت، عــلــى «تــــزويــــد أوكـــرانـــيـــا دبـــابـــات ليوبارد فورًا»، معتبرين أن أملانيا «كونها القوة الكبرى في أوروبا تتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد». عـــلـــى الــــرغــــم مــــن ذلـــــــك، أعــــلــــن وزيـــــــر الــــدفــــاع األوكـــرانـــي أولـيـكـسـي ريـزنـيـكـوف أن جـنـودًا أوكــرانــيــن ســيــتــدربــون قـريـبـا عـلـى دبــابــات «لــــيــــوبــــارد» فــــي بـــولـــنـــدا، مــضــيــفــا «ســنــبــدأ بـذلـك، وسـنـرى مـا سيحدث الحــقــا». ونقلت إذاعــــة «ذي فــويــس أوف أمــيــركــا» عـنـه قوله إن «هــذه كانت نقطة انطالق للمضي قدما، وفي غضون ذلك، تحصل أملانيا على الوقت لـلـتـوصـل بـــهـــدوء إلــــى قــــرار بــشــأن تــزويــدنــا بـالـدبـابـات بـعـد إجــــراء مـــشـــاورات داخـلـيـة». وأعــــــرب عـــن تـــفـــاؤلـــه قـــائـــال إنـــهـــا «الــخــطــوة األولـــــى، وســــوف نــبــدأ بــرامــج تـدريـبـيـة على ليوبارد لألطقم األوكرانية» من دون تحديد موعد لذلك. فـي هــذا الـوقـت، قــال مـسـؤول كبير فـي إدارة الـرئـيـس األمـيـركـي جـو بـايـدن إن مسؤولن أميركين كبارًا يحثون أوكرانيا على تأجيل شــــن هـــجـــوم كــبــيــر عـــلـــى الـــــقـــــوات الـــروســـيـــة إلـــى حـــن وصــــول أحــــدث إمــــــدادات األسـلـحـة األميركية وتوفير التدريب. وأضاف املسؤول، الـــذي تـحـدث مــع مجموعة مــن الصحافين طـالـبـا عـــدم نـشـر اســمــه، وفـــق «رويـــتـــرز»، أن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة مـتـمـسـكـة بـــقـــرارهـــا عــدم تـقـديـم دبــابــات «أبـــرامـــز» ألوكــرانــيــا فــي هـذا التوقيت. وصــرح بــأن املـحـادثـات األميركية مــع أوكــرانــيــا حـــول أي هــجــوم مــضــاد كانت فـي سياق ضمان تكريس األوكـرانـيـن وقتا كــافــيــا لــلــتــدريــب أوال عــلــى أحــــدث األسـلـحـة املــــقــــدمــــة مــــن الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة. ويــعــتــقــد املسؤولون األميركيون أن الهجوم سيكون أكــثــر نــجــاحــا إذا اســتــفــاد األوكـــرانـــيـــون من التدريب وإمـــدادات األسلحة الجديدة. وقال املسؤول إن االعتقاد السائد في واشنطن هو أن أوكرانيا استهلكت مــوارد كبيرة للدفاع عـــن مــديــنــة بـــاخـــمـــوت، لــكــن هـــنـــاك احــتــمــال كبير بـــأن الــــروس سـيـخـرجـون األوكــرانــيــن في النهاية من املدينة. وأضاف أنه إذا حدث ذلـــك فـلـن يـــؤدي إلـــى أي تــحــول استراتيجي فــي سـاحـة املــعــركــة. وعـلـى صعيد آخـــر، قـال إن املـسـؤولـن األمـيـركـيـن ينصحون كييف بـتـعـديـل طـريـقـة إدارتـــهـــا لـلـحـرب بـعـيـدًا عن محاولة الـرد على كل هجوم روسـي بهجوم باملدفعية ألن موسكو في النهاية ستكسب األفضلية من خـالل االسـتـنـزاف. وأوضــح أن هذا هو السبب في أن أحدث إمدادات أسلحة من الواليات املتحدة تشمل مركبات مدرعة، ألنها ستساعد أوكرانيا على تغيير طريقة خوضها للحرب. في كييف، ودع زيلينسكي وزوجـــتـــه أولــيــنــا زيـلـيـنـسـكـا بــاإلضــافــة إلـى العديد من القادة األوكرانين، أمس السبت، وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي الذي قتل األربعاء بحادث تحطم مروحية مع 13 شخصا آخرين.