Al Araby Al Jadeed

جون بول براتس

يحمل الرئيس الجديد لشركة النفط الـبـرازيـ­لـيـة جــون بــول بــراتــس، مهمة في غاية األهمية بالنسبة للرئيس لوال داسيلفا، الذي يريد تجنب أي مالحقات جديدة تتعلق بقضايا فساد ترتبط بـمـلـف الــطــاقـ­ـة، فـضـً عــن إحـبـاط محاوالت خصخصة الشركة

- الرباط ـ مصطفى قماس

لــــدى اخــتــيــ­ار الــرئــيـ­ـس الــجــديـ­ـد لــشــركــ­ة بــتــروبـ­ـراس النفطية البرازيلية جون بول براتس، قال عنه الرئيس لــــوال داســيــلـ­ـفــا إنــــه يـمـكـنـه «الــــذهــ­ــاب بــالــشــ­ركــة إلــى مستقبل مشرق». جاءت كلمات دا سيلفا لتعبر عن طموحاته في أن تلعب الشركة التي تمتلك الحكومة الفيدرالية %50.26 مـن رأسمالها دورًا رئيسيا في خططه لتحسني وضــع األسـعـار فـي الـسـوق املحلية ودعم القدرات الشرائية للمواطني فضا عن إحباط دعـــوات خصخصة الشركة الـتـي واجـهـت صعوبات في املاضي وانغمست في قضايا فساد كانت سببا في ماحقة الرئيس دا سيلفا في املاضي. يعد بـراتـس البالغ مـن العمر 54 عاما والعضو في حزب العمال البرازيلي، خبيرًا في قطاع الطاقة، حيث تـخـرج مـن املعهد الفرنسي للبترول فـي ،1992 كما حصل على ماجستير في تخطيط الطاقة من جامعة بنسيلفانيا. يحظى بخبرة كبيرة في صناعة الطاقة في القطاعني الـعـام والــخــاص، وسبق لـه أن عمل فـي قسم العقود الدولية لشركة بتروبراس. وعمل على مدى 23 عاما لـدى ،EXPETRO التي تعتبر مجموعة متخصصة في االستشارات في مجال الطاقة واملوارد الطبيعية. هـــذه الـشـركـة مهمة بالنسبة لـاقـتـصـا­د الـبـرازيـ­لـي، ويتذكر املراقبون كيف عمد الرئيس السابق جايير بولسونارو، إلى إقالة ثاثة رؤساء للشركة في ظرف ثاثة أعوام، علما أن بولسونارو أراد ضبط األسعار التي ارتفعت مع اقتراب االنتخابات األخيرة. أفــلــتــ­ت الـــشـــر­كـــة مـــن نـــوايـــ­ا بـــولـــس­ـــونـــار­و الـــــذي أراد خـصـخـصـتـ­هـا، بـــل إن وزيــــــر­ه فـــي االقـــتــ­ـصـــاد بــاولــو غـيـديـس، كــان قــال على هـامـش مـفـاوضـات انضمام بلده إلى منظمة التعاون والتنمية االقتصادية إنه «يحلم بخصخصة الشركة». غــيــر أن تــحــقــي­ــق ذلــــك الـــهـــد­ف يــحــتــا­ج إلــــى مــوافــقـ­ـة الـــبـــر­ملـــان الـــــذي لـــم تـقـتـنـع أغـلـبـيـت­ـه بــالــفــ­كــرة، بـــل إن اســتــطــ­اعــا أنـــجـــز فـــي الــعــالـ­ـم املـــاضــ­ـي، أظـــهـــر رفــض %54 لـلـخـصـخـ­صـة، وهـــو مـــا يــعــزز مــوقــف الـرئـيـس

لــــوال داســيــلـ­ـفــا، الـــــذي يـــدافـــ­ع عـــن بــقــائــ­هــا فـــي ملكية الـدولـة. عقب تعيينه رئيسا لشركة النفط الوطنية، أكـد براتس أنـه تجب االستفادة من االكتفاء الذاتي على مستوى النفط واإلمكانيا­ت القريبة من االكتفاء الــذاتــي فــي مــا يتصل بـالـتـكـر­يـر، مضيفا: «يـجـب أن يكون هناك امتياز تنافسي لاقتصاد واملواطنني» غير أنه ال يغفل تحدي تعظيم االستثمارا­ت. تعهد براتس بالعمل على استعادة الشركة لعظمتها، عـبـر اســتــغــ­ال الــحــقــ­ول الــجــديـ­ـدة فـضـا عــن ظــروف ارتـــفـــ­اع أســـعـــا­ر الـــخـــا­م عــاملــيـ­ـا. وســـاعـــ­د ســعــر الــخــام الشركة على الـعـودة إلـى تحقيق أربـــاح قياسية في ،2022 فقد ارتفعت في الربع الثالث من العام املاضي بــزيــادة بلغت نسبتها %47.6 على أســـاس سنوي، لتصل إلى نحو 8.7 مليارات دوالر، ما أطلق نقاشا واسعا حول استغال هذه العوائد في توسيع أعمال الشركة واستثمارات­ها. سيكون على الرئيس الجديد للشركة، التركيز على توضيح رؤيته للمخطط االستثماري للشركة التي تمتلك الحكومة الفيدرالية %50.26 مـن رأسمالها. وينتظر أن يعالج مسألة أسعار الوقود عبر خفضها فـي الـسـوق املحلية، فهو يــرى أنــه يجب فصل سعر الـبـنـزيـ­ن فــي مـحـطـات الــوقــود عــن األســعــا­ر الـدولـيـة، حــيــث يـــؤكـــد عــلــى ضــــــرور­ة الـــكـــف عـــن مــقــارنـ­ـة سعر الـــوقـــ­ود الـــــذي يـــخـــرج مـــن مــصــافــ­ي الـــبـــر­ازيـــل بسعر الــوقــود الـــذي يـأتـي مـن الــخــارج. ويشير بـراتـس إلى أن املصافي املتواجدة فوق التراب البرازيلي يمكنها اإلنتاج بكلفة أقل بهوامش مريحة، باعتباره قريبا مـــن املـسـتـهـ­لـك الــنــهــ­ائــي. وهــــذا تــحــد كـبـيـر لـبـراتـس والــرئــي­ــس دا سيلفا الــــذي وعـــد بــاالعــت­ــنــاء بـالـقـدرة الشرائية لأسر. وكانت الشركة بعد اقتحام أنصار الــرئــيـ­ـس الــســابـ­ـق بــولــســ­ونــارو الـكـونـغـ­رس ومـبـانـي حكومية أخــرى، في قلب االنشغاالت، ما دفعها إلى اتـــخـــا­ذ تــدابــيـ­ـر أمــنــيــ­ة فـــي املــصــاف­ــي ومــحــطــ­ة إنــتــاج ومـعـالـجـ­ة الـــوقـــ­ود. ولـــم يــتــردد بــراتــس عــن التنديد بــالــتــ­جــرؤ عــلــى املـــؤســ­ـســـات، مـــشـــدد­ا عــلــى ضــــرورة محاكمة كل من تورط في عمليات االقتحام، وأنه «لن يكون هناك تسامح» مع من وصفهم باإلرهابين­ي.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar